دعا عدد من الأطباء المتخصصين إلى التعامل بجدية كبيرة مع مرض يصيب الأطفال المرضى بالتخلف العقلي التدريجي، ويعرضهم لنوبات الصرع والغثيان والقيء، إلى جانب ظهور طفح جلدي يشبه الإكزيما، فضلا عن تبعات أخرى من قبيل فرط النشاط والعدوانية أو إيذاء النفس، وكذا نقص في نمو محيط الرأس والدماغ مما يؤدي إلى تقلص حجم الرأس. وأوضحت الدكتورة خديجة موسيار، الاختصاصية في الطب الباطني في تصريح ل «الاتحاد الاشتراكي»، أن هذا المرض الذي يدعى «بيلة فينيل كيتون»، يصيب طفلا واحدا من بين 4 إلى 20 ألف طفل، بشكل متفاوت بين البلدان، مبرزة أن عدد المحتملين بالإصابة بالمرض في المغرب، في ظل غياب إحصائيات دقيقة، يقدّر بطفل من بين كل أربعة آلاف، نتيجة لمجموعة من العوامل على رأسها زواج الأقارب الذي يعرف انتشارا في بلادنا. وأبرزت الدكتورة موسيار، أن تحالف الأمراض النادرة سيسلط الضوء على هذا المرض الذي يصنف ضمن خانة الأمراض النادرة، وذلك بشراكة مع الجمعية المغربية لعلم الأحياء وبدعم من العديد من الجمعيات الأخرى، بمناسبة تخليد اليوم العالمي للداء الذي يصادف الثامن والعشرين من شهر يونيو من كل سنة، حيث سيتم إطلاق نداء لفحص كل مولود جديد بحثا عن هذا المرض الوراثي النادر إلى جانب 4 أمراض نادرة أخرى، ويتعلق الأمر بقصور الغدة الدرقية الخلقي، الذي يمكن علاجه عن طريق دواء غير مكلف، ومرض تضخم الغدة الكظرية الخلقي، ثم مرض فقر الدم المنجلي وكذا مرض التليف الكيسي، الذي يؤثر بشكل رئيسي على الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي. وأوضحت الاختصاصية في الطب الباطني أنه نادرا ما يتم رصد المرض لدى حديثي الولادة، مما يؤدي بالتأكيد إلى تسجيل مئات الحالات من الأطفال ذوي الإعاقات العقلية في المغرب بسبب هذا الداء، رغم وجود اختبار بسيط مطبق في جميع الدول الأوروبية، يتم إجراؤه على بضع قطرات من الدم يتم أخذها في اليوم الثالث من عمر الرضيع وتمكن من تحديد المرض من عدمه، وتساهم في تجنب هذه الإعاقة. وأشارت الدكتورة موسيار أن الأطفال المصابين بالمرض، غالبا ما تنبعث منهم رائحة متعفنة أو تشبه رائحة «الفئران» بسبب وجود ناتج ثانوي للفينيل ألانين في البول والعرق، مبرزة أن المرض ينتج عن تراكم تدريجي في جسم الأطفال لمادة الفينيل ألانين، هذا التراكم الذي يكون ساما للدماغ ويسبب التخلف العقلي ومشاكل عصبية خطيرة، مؤكدة على أنه يجب تشخيص المرض قبل سن 3 أشهر واتباع نظام غذائي صارم يستمر طوال فترة الطفولة الذي يشكل السبيل الوحيد لضمان النمو الطبيعي للطفل.