مني المنتخب الوطني المغربي بالهزيمة الثانية في أقل من أسبوع، بعد تعثره مساء أول أمس الأحد بملعب مراكش الكبير، أمام منتخب زامبيا بثلاثة أهداف مقابل هدفين. وباغث المنتخب الزامبي العناصر الوطنية في الدقيقة الأولى من هذه المواجهة الودية، بعد انسلال اللاعب داكا باتسون من الجهة اليسرى،والذي أرسل كرة خدعت الدفاع والحارس ياسين بونو. هدف السبق حمس منتخب زامبيا لمواصلة الزحف نحو الأمام، خاصة عن طريق السرعة والانسلال من الجهة اليمنى للمنتخب الوطني، حيث كان يتواجد نبيل درار، الذي بدا مفتقدا لسرعته، وترك مساحة للاعبي المنتخب الزامبي، الذين أحسنوا الانتشار داخل رقعة الميدان، كما عمدوا إلى إغلاق كل المنافذ في وجه اللاعبين المغاربة، الذين وجدوا صعوبة في الوصول إلى مرمى الحارس ألان شيبوى، الذي تدخل بنجاح لصد محاولتين لكل من النصيري وحكيم زياش. وتبقى أجمل لقطة هي تسديدة زياش، التي فرضت على الحارس ألان شيبوي استعمال كامل مهارته لصدها، قبل أن يتمكن حكيم زياش، الذي كان أحسن اللاعبين المغاربة في المواجهة، من تعديل الكفة في الدقيقة 24 بعد إرسال كرة مركزة، لم تترك أي فرصة أمام الحارس الزامبي، ليعيد اللقاء إلى نقطة البداية، ويمنح زملاءه بعض الهدوء. وكادت الدقيقة 33 أن تحمل الجديد لمنتخب الرصاصات النحاسية، بواسطة غانم سايس، كاد أن يسجل ضد مرماه لولا أن كرته تحولت إلى ركنية. وفي الأنفاس الأخيرة من الشوط الأول، لجأ الطرفان إلى بناء العمليات الهجومية عبر المرتدات، دون أن تشكل خطرا على الحارسين بونو وألان شيبوي. وعاد الضيوف ليتقدموا بواسطة كينغز كانغوا قبل نهاية الشوط الأول بدقيقة واحدة، لينتهي هذا الشوط بتقدم زامبيا على المغرب بهدفين لواحد. وبدت خطوط المنتخب الوطني في هذه الجولة مفككة، حيث افتقد الخط الدفاعي لليقظة، وكان مهلهلا، فيما لم يقم خط وسط الميدان بدوره في الربط وبناء المحاولات، ليبقى الخط الأمامي في شبه عزلة، حاول زياش أان يتغلب عليها بتسديداته البعيدة، وتمريراته المقوسة نحو المعترك، لكن لم يتم التعامل معها بالشكل المطلوب. وفي الشوط الثاني أقحم رونار يوسف آيت بناصر مكان كريم الأحمدي لإعطاء دفعة لخط الهجوم، الذي غابت عنه النجاعة والفعالية لافتقاره لمهاجم صريح، رغم تواجد يوسف النصيري، الذي قام بلقاء جيد، رغم غياب المساندة. وفي الدقيقة 51 أتيحت للنصيري فرصة للتسجيل، لكن ضربته الرأسية افتقدت التركيز المطلوب. وفي الدقيقة 53 استغل يوسف النصيري ارتباكا في الدفاع الزامبي، بعدما حاول العميد شانكو كاباصو المراوغة، ليخطف المهاجم المغربي الكرة، ويسقط في معترك العمليات، فأعلن الحكم عن ضربة جزاء، نفذها بنجاح حكيم زياش في الدقيقة 55، معدلا بذالك النتيجة للأسود. ومع مرور الوقت، أصبح اللعب مقتصرا على وسط الميدان مع نذرة فرص التهديف الحقيقية، مما دفع المنتخب الوطني اللجوء إلى الكرات العالية، بحثا عن رأس النصيري، لكن الدفاع والحارس ألان شيبوي عرفا كيف يحبطان كل المحاولات. وفي الدقيقة 75 باغث منتخب زامبيا نظيره المغربي بالهدف الثالث، عن طريق اللاعب مويبو إنوك، مما بعثر أوراق المدرب رونار، الذي عجز عن فك لغز منتخبه السابق، رغم السيطرة الميدانية للعناصر الوطنية، التي افتقدت للفعالية والحس التهديفي، لتنتهي المباراة بفوز المنتخب الزامبي بثلاثة أهداف مقابل اثنين. الهزيمة الثانية للأسود بمراكش أمام غامبيا ثم زامبيا جعلت الجمهور يواجه هيرفي رونار بالصفير والاحتجاج، متخوفا على مصير المنتخب الوطني في بطولة أمم إفريقيا 2019.