إلى روح نعيمة

1 
ماذا لو استيقظت يوما ولم تجدي ثديك؟تتحسسين صدرك في قلق و لا تجدينه،فقط مكان الثدي جرح غائر قد يصل حتى القلب!
ماذا لو أغمضت عينيك مرة ثانيةفي محاولة للهروب من الكارثةو فتحتهما و لم تجدي حبيبك الذي اختفى فجأة لأنه ببساطة لا يريد امرأة بثدي واحد،وبعد مرور أسبوع وقفت أمام الطبيب الذي لم تستوعبي من كلامه شيئا سوى أن الطريق للعافية طويل كسكة قطار؟
حصص الإشعاع الكيماوي تسقط اخر شعرة من جسدك،فيضحك منك أطفال الحي:
هههههههه، امرأة بدون ثدي ولا شعر...لنعلقها فزاعة في حقول الذرة!
ماذا لو وجدت نفسك فجأة امرأة مريضة ووحيدة و بدون ثدي؟
هل ستشترين شعرا مستعارا؟ وتمررين الكحل فوق حاجبيك، ليرى الناس أنك امرأة كالأخريات اللواتي يمشين في الشوارع مبتسمات وفرحات بما يملكن من شعور وأثداء؟
ماذا لو انفض العالم من حولك ولم تجدي أحدا سوى ثديك الوحيد ينظر إليك في شفقة كما يفعل الباقون؟
هل ستدسين مكان الثدي المبثور قطعة إسفنج، وتتحاشين الذهاب للحمام العمومي هروبا من عيون المتلصصات؟
2
ماذا لو أغمضت عينيك و فتحتهما ووجدت بجانبك حبيبك ينظر إليك مبتسما و في عينيه دمعتان؟ ليخبرك تماما كبطل فلم رومنسي أنك أجمل امرأة في الكون.
ماذا لو فاجأك أطفال الحي بحلق رؤوسهم تضامنا معك؟وخرجت إلى الشارع دون شعر مستعار ودون مساحيق ودون إسفنجة لتثبتي للعالم أنك ستهزمين المرض، وحتى إن هزمك فأنك ستموتين دافئة بين ذراعي من يحبونك؟
3
ماذا لو أغمضت عينيك هذه المرة و فتحتهما،لتجدي ثديك في مكانه و آلاف الأطفال تمشط شعرك الطويل،و فيما يشبه الحلم أو الحقيقة نبت لك جناحان؟ ومن تحتك كانت حقول الذرة تصغر.. تصغر.. ثم تختفي...