سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في لقاء رمضاني بفاس حول راهن السياسية بالمغرب ومهام الحزب عبد الواحد الراضي: الاتحاد الاشتراكي انتصر حين لم يبق في المغرب من يقول إنه ضد الديمقراطية وضد المساواة وضد العدالة الاجتماعية
نظمت الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بفاس لقاءَ مفتوحا مع عبد الواحد الراضي الكاتب الأول سابقا للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وعبد الحميد جماهري عضو المكتب السياسي ومدير النشر والتحرير جريدة « الاتحاد الاشتراكي « ، وهي سمر رمضاني ختم به حزب القوات الشعبية بفاس أنشطته. وفي تقديم لهذا اللقاء / المحاورة للأخ جواد شفيق عضو المكتب السياسي والكاتب الإقليمي ضيفيه قال : بعد أمسية في الأسبوع الماضي، نلتقي اليوم في أمسية رمضانية مع أخوين قيادييْن اتحادييْن ، أستاذنا وحكيمنا وقائدنا الأخ عبد الواحد الراضي . في الحقيقة، الأمسية كاملة أحكي عنه لا نوفي فيه حقه، يكفي أنه رجل قال لي ذات يوم ، في ندوة اليسار بالرباط، ويمتاز بطبيعة الكتابة. وطيلة مسار الندوة بقي عبد الواحد يتابعها من مكانه مدة 4 ساعات وما يزيد ، سألته عن تتبع أشغال الندوة من أولها إلى آخرها ، فرد متسائلا ، أنا لا أفهم إخواننا وقادتنا لما ينتهي من المسؤولية يذهبون إلى دار، بدأت مناضلا، وأصل أنا كذلك بكل الألقاب ومسؤولياته. وأنا الآن مناضل. وهذا هو الأصل فينا .وهذا ما يجعل السي عبد الواحد فريدا في حياتنا الحزبية ليس الاتحادية فقط بل الوطنية عموما باستثناءات قليلة ، هذا سلوك نبيل لقائد اتحادي وأدعوكم لكتابه مذكرات « المغرب الذي عاشه « لأنه من القلائل كذلك الذين كتبوا مذكراتهم بجدية وصدق، وقال كل شيء بدون خوف وخجل وتحفظ ، يقول الحقائق كما عشنا معه ككاتب أول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، كما يحضر معنا القلم البارز، هو قائد سياسي عضو المكتب السياسي ويعرفه المغاربة بقلم اتحادي بارز ، صاحب عمود أشهر من علم «كسر الخواطر»، وهو في الحقيقة يجبر الخواطر، لما نقرأه نرتاح ويعرفه الناس كوجه إعلامي بارز في كل القنوات بتحليلاته الرصينة الهادئة العميقة جدا .والصحفي العالم أخونا عبد الحميد جماهري الشاعر الأديب السياسي المثقف والمنتخب كذلك نائب رئيس جهة الدارالبيضاءسطات ، صعب اليوم أن تجد المثقف يزاوج بين هذه المسؤوليات ، كما نلتقي اليوم في لحظة حزينة كذلك ، افتقدنا اليوم أحد الاقلام الاتحادية الأصيلة ، أحد المثقفين الكبار بالمغرب ، إعلامي بارز، رجل هادئ عاش الحياة مضاعفة، وهو ربما ما سرع الانتقال إلى جوار ربه، هو أخونا عبد الحميد بنداود الذي ووري الثرى عصرا يوم السبت 31 ماي 2019 ، أدعو إخواني وأخواتي لقراءة الفاتحة ترحما على روحه الطاهرة. أشكر الإخوة الحاضرين معنا من الأقاليم: فاس، مكناس، صفرو، تاونات وتازة. ويشرفنا الحضور الدائم لإخواننا في منطقة الريف الحسيمة ، نجدد النداء الذي أطلقه أخونا ادريس لشكر الكاتب الأول للمطالبة بتسوية الأجواء بمنطقة الريف وإطلاق سراح المعتقلين ومصالحة بين الدولة وأبنائها. لقاءنا مع عالمين اتحاديين، هو لقاء بالنسبة لنا بفاس من خلال الشعار «راهن الوضع السياسي بالمغرب والادوار التي يجب على الاتحاد الاشتراكي وما زالت ملقاة عليه» ، هولقاء بالنسبة لنا كمسؤولين محليين . مهمتنا أن نشعل الشموع لا نلعن الظلام ، استوطن العقل الاتحادي منطق لعن الظلام، وأننا في وضع مأساوي .. ليس هناك أفق أمام هذا النفق ، نحن على العكس من ذلك نقول بأن هناك إمكانيات، وهناك خلايا حية والحزب في هذه المدينة الكبيرة والتي قالها فيها السي عبد الرحمان اليوسفي في لقائه الأخيربمدينة فاس، هي جزء من دفتر الحضارة المغربية ، كان دائما أسرارنا، قائما مهما كان يجب أن نستمر ونحمل المشعل ، نحن سعداء جدا. أرى رموزا اتحادية بحضورها اليوم معنا تقول لنا :ما زال هناك أمل، ويجب أن نشتغل على إشعال شموع الأمل داخل حزبنا وداخل وطننا . بعيدا عن العروض، اخترنا صيغة أخرى هي أسلوب الحوار بين هذين العلمين ، جماهري قرأ مذكراته، ويعرفه، والراضي يعرف المغرب ومن الساسة القلائل الذين لا يشتغلون إلا بالتفكير وبالتحليل . ستكون المحاور متعددة. سنتحدث عن المغرب الراهن، وعن الصحراء المغربية والمغرب ومحيطه وما يقع في الجزائر …
– جماهري: إن الجلوس إلى السي عبد الواحد الراضي هو فرصة دائمة للإنصات إلى عقل اتحادي مغربي وطني هادئ غير مطبوع بالمزايدة، ولعلي لن أجانب الصواب إذا قلت إن الراضي لا يجدي فقط في شهادته حول هذه الوضعية التي عاشها، لكن بالتفرد في سلوكه السياسي في لحظة فارقة من تاريخ المغرب، سيسجل له التاريخ أنه الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي ورث حزبه في لحظة سياسية وطنية صعبة، واستطاع العبورللاتحاد الاشتراكي بين فترتين أساسيتين من تاريخ المغرب، من فترة تاريخية إلى فترة ديمقراطية، وسيسجل له التاريخ أيضا الرجل الذي قاد بهدوء هذه السفينة في منعطف خطير، منعطف 20 فبراير والربيع العربي. وفي الوقت الذي كانت تنهار فيه الأنظمة، وكانت تنهار التنظيمات السياسية، استطاع عبد الواحد الراضي بحنكة وتبصر، ومن دون غيفاريات مغرية، أن يرسخ فكرة الاتحاد القوة الإصلاحية، وفي نفس الوقت الاتحاد الضامن للاستقرارنفسه وبلاده، مع العلم أنه استطاع أيضا أن يجمع مجموعة من العناصر، بالإضافة إلى أشياء كثيرة نتمنى أن تكون فرصة لكي نلامسها هذا المساء. لن نخفيكم شخصيا، أنني حينما ألتقي عبد الواحد الراضي، فأنا أحاول ما أمكن أن أستغل طريقته في التفكير والسؤال، حتى وهو غائب في أحيان كثيرة، ماذا سيقول الراضي في هذه النازلة، وفي هذا الموضوع، لأن هدوءه بالفعل هدوء يغري بالتتبع والإنصات. أريد أن أبدأ معك السي عبد الواحد بالأساس، والمناسبة شرط. أنت توجد الآن في فاس هذا المساء، وبين أهل فاس وتنظيمه وكل جينات فاسية ومحطات. هذه مناسبة أولى لأدعوك بداية الحديث عن علاقتك الإنسانية والتنظيمية بمدينة فاس؟ – الراضي: فعلا، لدي علاقات قوية ومتنوعة مع مدينة فاس. أولا علاقات بيولوجية . والدتي فاسية بنت مدينة فاس. أمها من عائلة السقاط. وأبوها من عائلة أملاس أصلها من الريف. كان من الممكن أن أزداد بمدينة فاس عوض مدينة سلا، لأن والدتي تعيش مع والدي في البادية. ابنها الأول بعد الولادة توفي من بعده، ازددت أنا . كانت والدتي خائفة أن يكون مصيري هو الموت ، فضغطت على والدي لحملها للولادة في فاس بدل البادية بالقرب من عائلتي والظروف والشروط مواتية للولادة ، لكن والدي له رأي آخر في الذهاب لسلا لتوفرنا على سكن وكل شيء يوجد هناك. وهي مدينة قريبة من فاس. في النهاية ،هذا ما وقع. خلقت في سلا وليس فاس . عندي مع فاس علاقة روحية قوية كبيرة .أنا من الجيل الذي كبر مع الحركة الوطنية ، هذه الاخيرة كان لها دور أساسي .كان جيلنا متشبعا باستمرار بما يجري بفاس وما يقال . ولي علاقات إنسانية أخوية مع عدد من الإخوان والأخوات من فاس أرى أمامي بعضهم، والتي لها ما يزيد عن نصف قرن .كان لي الشرف والحظ في إطار النشاط الحزبي. أطرت العديد من المؤتمرات الإقليمية ولقاءات في العقود الماضية . علاقتي بفاس علاقة قوية جدا وما زالت مستمرة إلى يومنا هذا مثل برلماني فاس. ولا ننسى أنها كانت تتوفر على أربعة برلمانيين من المدينة ضمن الفريق، وكان لي شرف ترؤسه أنذاك، فلمست المستوى الرفيع لمناضليها وأطرها ونخبها لهذه المدينة السعيدة . – جماهري: سعداء أن كنا سببا في البوح بهذه العاطفة والارتباط الوجداني، نقابل السي عبد الواحد ونحن نتحدث عن الوضع الراهن في المغرب، أشرنا إلى ما قمت به من مجهود في الاصلاح، شئنا أم أبينا ، هذا الوضع السياسي الراهن بهذا الشكل أو ذاك، هو وليد حركية سياسية بدأت منذ 2009 و2010 والتي أدت سنة 2011 إلى إصلاح دستوري عميق وقوي، ومازلت أذكرأنكم كتبتم عمودا في جريدة «الاتحاد الاشتراكي» أشدتم فيه بالإصلاحات التي تمت، خصوصا وأنها التقت مع رغبة الاتحاد ومجهوده ومذكرة الاتحاد. لكن هذا الحزب الحامل أو القوة السياسية الحاملة للإصلاح مباشرة من بعد، نجحت في الإصلاح، وخسرت الانتخابات، والقوة التي فازت بالانتخابات لم تكن حاملة الإصلاح أو مشروع الإصلاح، هذه المفارقة كيف تنظرون إليها؟ – الراضي: في الحقيقة المغرب يعيش مفارقة أصعب وأعمق من هذه، فنحن ننظر دائما لجزء من المشكل، ولا ننظر إلى المشكل كله. الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أنشئ تحت راية اليسار، ومهام اليسار مهام معروفة. اليسار خلق في العالم في القرن 19 كرد فعل على الأنظمة التقليدية المحافظة، واليسار هو معروف عالميا بأنه هو أداة تغيير المجتمعات، اليسار من أهدافه الأساسية الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية والعدالة الاجتماعية والمساواة والعديد من القيم والمبادئ الإنسانية، التي تشرف البشر. فهذا اليسار، خلق كرد الفعل لنظام محافظ تقليدي وقديم من القرون الوسطى. نحن في المغرب، بعد الاستقلال 1955/1956 المغرب كان ملاذا تقليديا متأخرا جدا بالنسبة لعدد كبير من دول العالم . المغرب والعالم العربي والاسلامي، مشكلتهم أنهما متأخرون عن التاريخ. فالدول الأوروبية والغربية، بدأت تخرج من المرحلة التقليدية والمحافظة في القرن 16 أكثر من 400 سنة وعاشت فترات من عدة أنواع : ثورات فكرية ، الثورة الأولى لديكارت (الكوجيطو) على أنه قبل ديكارت، كان عدد كبير من أوروبا أنفسهم وفرنسا عقلهم عقل سحري، يفسرون الأحداث والطبيعة بمفاهيم سحرية، ولكن جاء ديكارت، ونبه الناس إلى أن لله أعطاه العقل، ويجب عليه أن يشغله ولا يخضع للشعوذة وللسحر، ويفسر الكون والعالم بهذه المعطيات على أنه يجب أن يطور العلم . من بعد هذه الثورة الأساسية، جاءت الثورة السياسية للقرن 18 قبل عصر الأنوار، والثورة الصناعية، والثورة ما بعد الثورة الصناعية ،والآن عندنا الثورة الرقمية. هكذا يكون التقدم. بدأنا ندخل في العالم العصري بعد الاستقلال، رغم أن الحماية بدأت تدخل لنا بعض المعطيات، ولكن الهدف منها، أن تقضي مصالح المستعمر . بدأنا نرى أننا نخرج من المرحلة الظلامية إلى الحداثة والتجديد والتغيير والتقدم من بعد الاستقلال. والمغرب لم يكن له من يقوم بهذه الأعمال .الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، هو الذي قام بهذا العمل، من المغرب التقليدي المحافظ القديم إلى مغرب متقدم حداثي ديمقراطي والعدالة الاجتماعية ،وهذه هي مهمة الاتحاد الاشتراكي الذي كان يرفع المغرب إلى الأعلى ، بحيث الافكار التقدمية والاشتراكية، لم تكن موجودة. فحزبنا بذل كل مجهود على ان تنتشر هذه الافكار والقيم والأخلاق في المغرب . الخلاف الذي كان بين الاتحاد الاشتراكي والحسن الثاني رحمه لله هو هذا. وخلافنا مع الأحزاب الأخرى، التي كانت هو هذا، لأن من بعد الاستقلال كانت هناك ثلاثة توجهات: توجه رجعي، يقوده عدي أوبيهي بعقلية فيودالية إقطاعية، وتوجه ثان هوإرث سياسة للحماية بنخب مغاربة لاحتلال أماكن الفرنسيين، وتوجه ثالث، هو فئة التقدميين التي تقول يجب على المغرب أن يكون بلدا عصريا وحداثيا . فالمهدي بنبركة يرحمه كان دائما يقول: إذا استعمرنا فلأننا كنا قابلين للاستعمار، والذي يجب علينا أن نعمل الآن لكي لا يتجاوزنا ، لأن تأخيرنا من الاحتلال تأخير تكنولوجي وعسكري واقتصادي وتعليم ..لا يمكن أن نقبل بهذه الوضعية، لكن كانت هناك قوة محافظة لم ترغب، وهذه أسباب المعارك مع الحسن الثاني وعدد من عناصر التي كان لها أنذاك مصالح وليس لها تغيير. فهذا هو دور الاتحاد الاشتراكي، يقدم لدفع المغرب إلى الأمام. كنا نطالب بالدستور وبمجلس تأسيسي لتهييئه، والاتحاد الاشتراكي كان يطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة والعدالة. في ذلك الوقت، كنا في البرلمان سنة 1977 ندافع عن هذه أفكارحرية المساواة والديمقراطية، وكنا نجابه بأن هذه الأفكار مستوردة، فالاتحاد رغم ذلك بقي يناضل . وفي التسعينات، كان الحسن الثاني اعترف بأن السياسة المتبعة، ليست هي التي يجب أن تتبع، وتتذكرون في خطابه ب»السكتة القلبية» ، وكان الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على حق ، وطلب من الاتحاد أن يقود التناوب ويشكل الحكومة . بطبيعة الحال من بعد رئيس الدولة قال هذه الأشياء ، أصبح كل المعارضين لنا ديمقراطيين ومع حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية . ونعتبر في الاتحاد الاشتراكي انتصارنا وهو انتصار كبير. اليوم، لم يبق في المغرب من يقول إنه ضد الديمقراطية وضد المساواة وضد العدالة الاجتماعية وهذا هو ربح الاتحاد الاشتراكي . هم ربحوا الانتخابات، ونحن ربحنا أننا أدخلنا أفكارا وقيما وأخلاقا ومطالب الشعب المغربي ، حتى لو لم نصل إلى مبتغى .نحن زرعنا خميرة التي تعطي في المستقبل للمغرب الديمقراطي . أعتبر أنه وقع نوع من التمييع ، تمييع الديمقراطية .ويجب أن ننتبه إلى أن المسؤول عن هذه الوضعية التي نعيش فيها هم الحاكمون ، فعلا الوضعية، التي يعيشها المغرب، مسؤول عنها الذين حكموا البلاد عشرات السنين ، وانتقدناهم ومازلنا ننتقد الذي يجب أن ينتقد ، لكن مغرب اليوم، لديه دستور من أحسن الدساتير ، دستور خلق في المغرب لنظام ملكية برلمانية ،لأن جميع السلط التشريعية والتنفيذية، تنبثق من صناديق الاقتراع بربط النتيجة بالانتخابات والشرعية في ممارسة الحكم ، البرلمان عنده احتكار في القوانين ،والملك يشرع في المجال الديني، وباقي التشريعات كلها من اختصاص البرلمان. رئيس الحكومة في دستور 2011 أعطاه سلطا واسعة ، كذلك الوزراء منحت لهم سلطات واسعة في مجلس الحكومة بأخذ كل القرارات ، قرارات تؤخذ في المجلس الوزاري للملك محدودة، إذن السلطة التشريعية والتنفيذية قوية بحكم الدستور والقضاء مستقل . السلطة القضائية لم تعد لها علاقة بالوزير. كل هذه الأشياء لم تعط نتيجة، وهذه هي المفارقة . – جماهري: السؤال الأخ عبد الواحد، هو: لماذا عندنا انطباع بأن السياسة من شأنها تعطيل الدستوروتفعيله وتقويته؟ – الراضي: جزئيا، تطور الشعوب والتقدم، لا يكون على يد الحكام ، بل بيد الشعب، لأن مشكلتنا فينا ، لما تسأل عن البرلمان والحكومة يقولون لا تعجبنا، السياسة المتبعة في التعليم والصحة لا تعجبنا، ومن وضع هؤلاء؟ كان هناك تصويت وانتخابات لكن هنا يكمن المشكل ؟ لدينا مجموعة من أدوات البناء الديمقراطية، نحن في مرحلة الانتقال الديمقراطي، لكن الآليات بها عطب. لا يمكن أن تكون عندك ديمقراطية صحيحة وحقيقية وعندك أحزاب «مضعضعة»، وليس لك نقابات ومجتمع مدني. الديمقراطية، تحتاج إلى وسائل وأدوات. تضع الدستور، وتعطي السلطة للأحزاب وما لم تكن قوية لن تنفذ الدستور. أقول بعض الحقائق التي لن تعجب البعض. ليس الحاكمون وحدهم مسؤولين، بل نحن كذاك كشعب مسؤولون. لما تأتي الانتخابات 57 في المئة لا تذهب للتصويت، النخب لا تصوت، فالفئة التي تذهب للتصويت تحت ضغط المال والشعوذة والعقلية، ما هو السبب التأخير، اتركونا من سياسة الحاكمين، المشكلة في وعي المواطنين. العالم الغربي في 400 سنة خلق المواطن والمواطنة ، نحن في فترة المرحلة خلقنا فيها الناخب ولم نخلق المواطن ، وهناك فرق بين الناخب والمواطن، الآن معركة التوجيه والتأطير ، وأن يفهم المغاربة أن مصيرهم بين أيديهم ، ولا ينتظروا أي أحد من الخارج ليصلح لهم أمورهم .نحن الذين نصلح أمورنا بأنفسنا أو لا تصلح. يجب اتباع الطريق المستقيم . رغم أننا نحن الذين هيأنا هذه الأدوات للانتقال الديمقراطي ، لم ننجح في الانتخابات، لأن الناس لم تربط بين ما عملنا وما بين ما وصلنا إليه، جزء كبير لا علم له ولا تعرف ما يقع . إسأل الآن من وضع الدستور؟ لأول مرة كان دستور غير ممنوح. كان دستور فيه نقاش وحوار بلجنتين، لجنة تقنية علمية ولجنة سياسية . السياسة الحكومية لتسيير شؤون اليومية من تشغيل وصحة .. المشكل الكبير عندنا هو أن وقت الاختيار والحسم لم يكن الاختيار الذي يجب أن يكون من طرف المواطنين. – جماهري: تحدثنا عن الإصلاح وما يجب إصلاحه، وهناك حديث عن ضرورة إصلاح أدوات الإصلاح ، وأدوات الإصلاح معناها الأحزاب والنقابات، هنا تكمن المفارقة الثانية، وهي وضع اجتماعي جد متحرك، ملفات اجتماعية جد ساخنة لكن الوسائط الاجتماعية، سواء النقابات أو المجتمع المدني، تعيش مفارقة لن تجد أسبابها فقط في السياسة بل في معطيات أخرى. نريد أن نسمع منك الأخ عبد الواحد؟ – الراضي: هذا هو بيت القصيد، وهذا هو الخطاب الجديد، الذي يستوعبه ويفهم الإخوان الاتحاديون والاتحاديات، أن في الديمقراطية لا يكفي أن يكون عندك دستور جيد . يجب أن تكون لك الأدوات التي تفعل الدستور، منها الأحزاب السياسية والكل يقول إنها ضعيفة، لماذا؟ لأنها ضعفت من طرف المواطنين. كان الحزب يتحكم في الأشخاص. من أراد أن يدخل إلى الحزب يستوجب من يضمنه، ويجب أن يكون له سلوك جيد. وهذا كان معمول به في حزب الاستقلال والاتحاد الوطني والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية . كان الانضباط والصرامة والقانون الأساسي للحزب ، الذي وقع الآن، أصبحت الانتخابات والبحث عن الأصوات، هو ما يجعل الأحزاب تبحث عن العدد والأصوات، ولم يعد البحث عن النوع، وهذا ما أهلك الأحزاب وأصبح المناضلون الذين يترشحون لا حظوظ لهم في النجاح ، لأن «مول الشكارة» لا يترك لهم أملا، لدرجة أن الشباب وهو شيء مشروع، هو الارتقاء في ترتيب المسؤولية داخل الحزب والمجتمع . الحزب يدفع به لكن «مول الشكارة» يسقطه ، لم يبق أمل .الشباب لم يعد يغريه الذهاب إلى الأحزاب .أصبح الغش الانتخابي. وفسد كل شيء. وقضي على الحياة الحزبية. والذي ينجح أصبح يفرض شروطه على الحزب . الأشخاص يتحكمون في الأحزاب وليس العكس التي لها قوانين داخلية والانضباط. وهذا هو الذي ضعف الأحزاب ، ولما يضعف الحزب تضعف النقابة والمجتمع المدني. الحزب أساسي. لا يمكن أن تكون ديمقراطية بدون أحزاب.هذا مستحيل. وما دامت الأحزاب ضعيفة، الانتقال الديمقراطي، سيكون صوريا. ليس الحزب الوحيد بل التعددية وكل الأحزاب يجب أن تكون قوية . هذا هو سر النجاح ، وكان دور الإدارة في ضعف الأحزاب بل حتى المواطنين ساهموا كذلك ، إذا رغبنا في نظام ديمقراطي حقيقي، يجب أن نقوي أحزابنا وبالأخص الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، المغرب محتاج إليه ، لأنه محتاج إلى حزب يساري حقيقي ، مهمة حزب يساري صعبة جدا ، لأن ما يتطلبه من المواطنين والمواطنات والمناضلين أصعب مما يتطلبه حزب يميني ، هذا الأخير لا يبحث عن التغيير بل يبحث عن المصلحة الخاصة الفردية، عكس الحزب الاشتراكي الذي يبحث عن المصلحة العامة. إذا كنت يساريا يجب أن تكون لك القدرة على التكوين في التفكير. وهناك ظاهرة خطيرة في السياسة، تصرفات الأحزاب والعديد من المناضلات والمناضلين، هي تفريغ السياسة من مضمونها الثقافي الاقتصادي والاجتماعي. أصبحت السياسة هي الحرب على السلطة. لما كنا نذهب إلى مؤتمراتنا، كنا نذهب بمشروع مجتمعي متكامل، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا والعلاقات الخارجية . لم نذهب للصراع حول السلطة ، كانت لدينا لجنة الترشيحات هي التي تقترح. اليوم أصبح الأساس في المؤتمرات هو من يحتل المواقع، هذا حتى على مستوى الدولة. بالنسبة للمواطنين الذين لا يصوتون، يقولون هؤلاء يتخاصمون على المناصب، ولا يشعر أن هناك خصاما على برامج واختيارات وقيم وعلى مشروع مجتمع ، من قبل، كان كل المغاربة يتعبؤون مع الاتحاد الاشتراكي ، يجب أن نعود إلى الأصل وإلى المبادئ الأساسية وسلوكنا الحقيقي ، سلوك المرأة والرجل اليساري الاشتراكي مبني على الأخلاق أولا وقبل كل شيء وعلى التضامن والاخوة وليس كلام فضفاض ، معروف أن المحافظين والرأسماليين مهم بالنسبة لهم الربح والمصلحة الخاصة . يجب أن يكون عندنا نقد ذاتي بتقوية حزبنا وبأزمة ضمير . – جماهري: مشكلة الأحزاب ومن ضمنها حزبنا –بالأساس- هي مشكلة السلطة، سواء سلطة الداخل، المهام أو المسؤوليات في الفرع أو الكتابة أو المكتب السياسي أو المجلس الوطني ، مشكلة أيضا للسلطة حينما يتعلق الأمر بالانتخابات أو الحكومة . بعد تجربتك السي عبد الواحد، كيف الخروج من هذا المشكل، والحال أن كل المشاكل تأتيه من هذه السلطة ، إفراغ السياسة من محتواها يلاحظ في المجتمع أن هناك من يغذي هذا التمايز السوسيوثقافي؟ – الراضي: اليوم في العالم هناك أزمة، أزمة الديمقراطية التمثيلية، أروبا قبل الثورة الفرنسية والقرون الوسطى كان يحكمها الملوك، والملك في أوروبا يعتبره السكان يستمد السلطة من عند ، كان عاملا دينيا مثل البابا الآن. لما أتت الثورة، تغير المفهوم، وأصبح مصدر السلطة والسيادة هو الشعب ، وأصبح الحل وهو قديم منذ الاغريق هو التمثيل، وهم ممثلو الشعب، أحيته بريطانيا في القرن 16 ووصل إلى فرنسا في القرن 19. هذه الأنظمة التمثيلية إن لم تكن جاء محلها الانظمة الاستبدادية الديكتاتورية، لأن مشروعية السلطة هي القوة . اليوم مستوى الوعي والمعرفة تطور لدرجة أن العالم الغربي أصبح له ما يكفي للمشاركة في القرار، وبدأت المطالبة بالديمقراطية التشاركية وتعويض ما يسمى بالديمقراطية العمودية بالديمقراطية الأفقية، وحتى هم، وقع لهم مشكل السباق والعراك على السلطة، وخير مثال ما وقع مؤخرا في الانتخابات بفرنسا. وسط كل الأحزاب كان عراك، وكانت انتخابات داخلية داخل الحزب لاختيار من يرشح الحزب، وبعد ذلك الذهاب لمواجهة خصوم الأحزاب الأخرى، والأحزاب التي عرفت عراكا انهارت وماتت. اليمين التقليدي الفرنسي مات حصل على 6.3 في المئة. الحزب الاشتراكي 603 كذلك والذي حصل على الصف الأول حزب اليمين المتطرف. هذه أزمة كونية للديمقراطية التمثيلية. ومازال علماء وخبراء سياسيون لم يجدوا ابتكارنمط جديد ليوفق ما بين إرادة المشاركة . مشكلتنا الأولى لم نستوعب هذه التمثيلية، مازال التزوير. والمشكل الثاني، هو الأمية وإدعاءهم المعرفة باستعمال وسائط الاجتماعية، الخاصية التي نحتاج لها هي الروح النقدية . القيم والمبادئ شيء أساسي، وما يعيشه العالم والعالم العربي، ونحن تثمن الأخلاق في المعاملات، فلا يمكن أن تبني مجتمعا بدون أخلاق وبدون قوانين وبدون احترامها . – جماهري : وبدون مدرسة -الراضي: المدرسة موجودة لتسليح الإنسان بالمعرفة، لا يمكن التطوروالتقدم إلا بالمعرفة ، المجتمع الامي لا يتقدم، يجب التعلم والتحصيل وكيفية استعمالها ، تكوين الاجيال المقبلة بالمعرفة ، للأسف نحن في المغرب عندنا مشكل في التعليم ..أدوات التعلم هي القراءة والكتابة ، وهناك التربية، وهي تلقين القيم والأخلاق والسلوك وطريقة العلاقات ، جزء في العائلة والمدرسة والشارع ، قمة التكوين هي التكوين الوطني عن طريق الحزب. -جماهري: سبق لك في اجتماع المجلس الوطني ، أن حذرت بشكل قاس وصادم الكثير من المناضلين ، إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، سنذهب إلى الانتحار الجماعي، اليوم على مسافة هذه المعاينة، هل ما زلت محتفظا بها، وهل هناك طريق للخروج من هذه العملية بالمجهود المبذول تحت ما سماه جواد شفيق «المغافرة» والذي سميناه إعلاميا المصالحة وجمع الشمل ..؟؟ – الراضي: بالضبط هذه عشر سنوات، أظن شهر ماي، قلت هذه الكلمة في المجلس الوطني، وكنت أتمنى أن لا أكون على حق، ولكن اليوم أرى أني تعديت الصواب ، الانتحار تم بطريقة أو بأخرى، قرأت كثيرا وتتبعت كثيرا على تاريخ الأمم والشعوب والمؤسسات، الدرس الذي خرجت به هو أنه لا شعب يقضي على شعب آخر إلا إذا قضى على نفسه، حتى أي مؤسسة لا يمكن أن تهدم إلا من طرف من يوجد بداخلها . الامبراطورية الرومانية، كانت تحكم العالم بأسره 1000سنة، دولة قوية عسكريا وعلميا وفنيا ، ماذا وقع لهم مؤسستهم السياسية بالتعيين بالإغراءات والوعود والأموال، بدأو في التدهور لدرجة أن الجيش الذي يحمي البلاد، بدأ في مقايضته لدعم اختيارات هذا وذاك ، ونفس الأمر بالنسبة للأحزاب والنقابات والجمعيات . أنا من مؤسسي الحزب 1959 للاتحاد الوطني للقوات الشعبية .عشت مراحل الحزب كلها :مرحلة القمع والعز، مؤتمرات الحزب من التأسيس فصاعدا. ألاحظ وأرى كيف كان يتصرف وكيف أصبح يتصرف ، ورأيت في العشر سنوات لما قلتها بل رأيت قبل ذلك ، حقيقيا الاتحاديين ينتحرون، وأحكي لكم في سنة 1977 كان لنا فريق برلماني ، لما انتهت أول دورة من أكتوبر، اتفقنا على النزول إلى الأقاليم والبداية من الدوائر التي نجحنا فيها ، هنا بدأت تظهر العيوب وجلد الذات . للأسف بدأت هذه الظواهر تنخرالحزب ، لم يعد القمع، وبدأ الحكم يزحف علينا، بدأ التهافت على المناصب والحرب الأهلية. – جماهري: لا بد أن أحيي فيك روح الصراحة هاته، كل هذا التشاؤم في الفكر يقابله التفاؤل في الإرادة ، ما العمل؟ -الراضي : هذا السؤال: ما العمل؟ طرحه عبد الرحيم بوعبيد في المؤتمر الثاني لما قدم تقريره السياسي ، وهو نفسه اقتبسه عن لينين . العمل واضح .بإمكان الجميع الرجوع إلى الصواب، رجوع إلى سلوك الأخلاق والانضباط والصبر والمثابرة .ممكن أن نستدرك الأشياء.هذا ليس مستحيلا. يجب تعبئة المواطنين، من حيث الاهتمام بالشباب الذي هو المستقبل والمرأة. لا يمكن للمغرب أو أي مجتمع أن يتغير ونصفه مهمش. يجب أن نقدم للمغاربة مشروع مجتمع ديمقراطي حداثي تقدمي يضمن المساواة بين المواطنين في الحقوق والحظوظ وبرنامج للقيام بإجراءات أساسية للاستجابة للحاجيات الملحة للمواطنين ورؤية واضحة على نقط واضحة ممكن أن يتعبأ عليها المواطنون. – جماهري: اليوم المحيط الإقليمي للمغرب ، الذي اطلع على مذكراتك، يرى أنك على اطلاع جيد بالتفكيرفي السلطة في الجزائر ونحن مرتبطين بما يقع فيها، لأن لدينا ارتباطا قويا بالتعبئة الوطنية للصحراء المغربية ، كيف تقرأون هذه التحولات في الجزائر وفي الأساس انعكاساتها على القضية الأولى للمغاربة ؟ – الراضي: الأحداث التي وقعت في الجزائر أحداث مهمة جدا، الكيفية التي ستنتهي مهمة ليست بالنسبة للجزائريين ولكن بالنسبة للعالم العربي والافريقي والعالم الثالث ككل، الجزائر توجد بها طاقات كبيرة ونخب نساء ورجال ذوو تكوين ممتاز، ومن الناحية المادية يتوفرون على خيرات في ميدان الغاز والبترول، لكن عندهم نظام لا يسمح للجزائريين بالانفتاح وأن يساهموا، النظام لا يسمح للنخب بالظهور. أعتقد إذا تم حل توافقي ما بين الجيش ومطالب الشعب الجزائري ومروا من هذه المرحلة الانتقالية بكيفية إيجابية، سيكون مكسب للجزائريين، وستتغير وستنطلق وستفك القيود، وسيكون لذلك انعكاسات في بلادنا وعلى العلاقات المغربية الجزائرية وبناء المغرب العربي والمنطقة المتوسطية، هذا التطور في هذا الاتجاه، يمكن أن يحصل أو يمكن أن لا يحصل، ولكن هناك حظوظ لكي يحصل بنوع من التوافق . أسباب قضية الصحراء ، رفض الجزائر الاعتراف بمغربية الصحراء، والمشكل الذي خلقه هي الجزائر والحل سيكون مع الجزائر، أما بالنسبة للأمم المتحدة، فتعتبر قضية الصحراء غير مهمة لأنها لن تخلق حربا عالمية ولا تمس مصالحهم ، وهي وسيلة للضغط علينا والكل يستفيد منا ومن الجزائر، يستغلوننا وهو نوع من الابتزاز . إذا أردنا أن نخرج من هذه القضية، يجب على هذا النظام الجزائري الجديد أن يتفهم الأمور ويغير الموقف من قضية الصحراء، ستكون ثورة فكرية وسياسية في منطقتنا ، لأن الموقف الحالي للجزائريين موروث عن الهواري بومدين الذي ترك تركة . نتمنى للحكمة أن تتغلب عند المسؤولين المقبلين .إن باستطاعة الديمقراطية حل المشاكل، غدا إن أصبحت الديمقراطية في الجزائر وكانت ديمقراطية في المغرب، سيكون هناك تفاهم .الديمقراطية هي موقف الشعوب بينما الديكتاتورية موقف أشخاص. نتمنى للجزائر أن تخرج منتصرة خدمة للجزائر وللمغرب العربي. – جماهري: شكرا عبد الواحد الراضي – شفيق: كان رجاءنا ألا يدرك عبد الواحد الصباح كي لا يسكت عن الكلام المباح،.. بهذا كان ختمنا لأمسية بوح باذخة استلذذنا وجباتها الدسمة التي حضرها وأعدها السي عبد الواحد بتوابل العلم والمعرفة و الدربة و التجربة والحنكة والعمق والغوص في تضاريس التاريخ البشري و الوطني وبعد النظر و الهدوء والجرأة …و تألق عبد الحميد جماهري بمهارة ومقدرة في استخراج أجمل ما فيها و منحه إيانا غذاء عقليا وروحيا سيكون له ما بعده من مفاعيل على الجسم والروح الاتحاديين.. كانت أمسية «مغافرة» بما للكلمة من معاني التسامح والأخوة الصادقة والمجردة …التقت وتعانقت فيها كل أجيال الاتحاديين بفاس العالمة.. كانت أمسية مكاشفة ومصارحة رأى فيها الاتحاديون أنفسهم في مرآة الحقيقة بلسان الحكيم عبد الواحد الراضي.. ولأنها كانت كذلك…. فقد كانت كذلك عنوانا لأمل كبير.. أمل في أن يستمر وينضج مسلسل التصالح والتوحد حول مشروع اتحادي متجدد تحمله على أكتافها أجيال الاتحاد الاشتراكي كلها.. أمل في استرجاع الاتحاد التدريجي لموقعه وريادته، وفقا لمشروع وخطة عمل ووسائل مبتكرة … أمل في أن تسترجع السياسة نبلها …ويتوقف مسلسل التمييع .. أمل في أن يحمل مشعل هذا الأمل الشباب والنساء والمثقفون والفئات الوسطى.. أمل في أن يكبر و ينمو الأمل.. أمل ….افترقنا على وقعه وإيقاعه وكلنا عزم و إرادة على رعايته وحمايته.. حماية لبلدنا وشعبنا ووطننا من موجات التعتيم والتلغيم والعدمية والقدرية.. لنتسلح إذن بالأمل .. لنواصل…