نظمت مجموعة من جمعيات المجتمع المدني بتراب مقاطعة عين الشق، لقاء تواصليا مع أعضاء و مستشارين بالمجلس الجماعي بقاعة المحاضرات بملحقة مقاطعة عين الشق بسيدي معروف . و اذا كانت هذه المبادرة تعتبر الاولى من نوعها بهذه العمالة، فإنها تعبر عن نضج المجتمع المدني و عن ادراكه الكبير لدوره الذي منحه له دستور 2011 من جهة و من ضرورة الدفع من جهة ثانية بتوفير ظروف التغيير تماشيا مع ما جاء في العديد من خطب جلالة الملك. و اذا كانت هذه الفكرة التي خرجت للوجود قد ازالت بعض الحواجز بين بعض مكونات المجتمع المدني و المجلس المنتخب، فإن حضور بعض المنتخبين ، مسؤولين و مستشارين لهذا اللقاء، قد ساهم بشكل كبير في انجاح اللقاء و انجاح الفكرة. طبعا النوايا تختلف من كل طرف، بل من جمعية لاخرى و من مسؤول منتخب و مستشار لآخر، و رغم ذلك يبقى اللقاء في حد ذاته مهما و فرصة للتوعية لابد من استثمارها بشكل مقنن بعيدا عن النقاشات الفارغة الممزوجة بتصفية الحسابات التي لا تسمن و لا تغني من جوع . جل التدخلات كانت تتجه صوب نقطة واحدة و هي عدم الرضى على حصيلة هذه الولاية، ليس فقط بعين الشق و هذا ما دافع عنه محمد فهيم في تدخله، بعد ان تعالت الاصوات و التدخلات من كل جانب ضد أسماء معينة لمسؤولين منتخبين مهددين بمغادرة القاعة ان تكلم احدهم، حيث استعرض بشكل مفصل أسباب تأخر العديد من المبادرات و القرارات و البرامج و المشاريع التي كانت مسطرة بمدينة الدارالبيضاء و كيف ان البلوكاج الذي عرفته الجماعة الحضرية للدار البيضاء اثر سلبا على الموضوع ، موضحا ان الاتهامات و القذف يمينا و شمالا لا يمكنه ان يفي بالمراد و الغاية التي نهدف اليها جميعا، من مجتمع مدني ، منتخبين ، ساكنة و احزاب سياسية... هذا التدخل أعاد القاش الى سكته ، حيث طرحت قضايا تعاني منها الساكنة مع خصوصيات بعض التجمعات السكنية التي مازالت في حاجة ماسة لمخطط استراتيجي تساهم فيه قطاعات حكومية متعددة. الكاتب العام للمقاطعة في تدخله اعطى عرضا حول حصيلة خمس سنوات من التسيير، موضحا اهم ما تحقق من المشاريع ، مشيرا إلى ان المقاطعة ليست لها موارد مالية لانجاز المشاريع بعد إحداث نظام وحدة المدينة، كما حاول تفسير عدة نقط تداولها بعض الحضور . حرارة المواضيع و صعوبة تحقيق العديد منها رفع في العديد من اللحظات حدة النقاش أبان عن غيرة فعاليات المجتمع المدني على المقاطعة و سكانها و عدم الرضى التام عن المنجزات المحققة بالدارالبيضاء عامة و عين الشق خاصة ، و طرحت بدائل عبر عدد من الاقتراحات و الاجراءات . كما علمت الجريدة ان هناك توصيات ستعلنها جمعيات المجتمع المدني المشاركة في هذا اللقاء الذي جاء على شكل مائدة مستديرة، و هناك تحضيرات للقاءات مقبلة بمنطقة عين الشق تكون اكثر فعالية . و ثمن المتتبعون للشأن الجماعي ما قامت به فعاليات جمعوية بتنسيق مع مجلس مقاطعة عين الشق ، من أجل الرقي بمستوى النقاش في ما يخص الانشغالات المحلية، بعيدا عن الضجيج ونشر الإشاعات المدمرة .