يتسم أغلب لاعبي كرة القدم بالمحمدية بالذكاء وبالتقنيات الكروية الملفتة، ويلعبون بمستويات مختلفة، ومنهم المتألقون الذين يفرضون أنفسهم كلاعبين متميزين، ولا يوجد شك بأنهم يتمتعون بجودة عالية في اللعب، لذلك تتم مراقبتهم باستمرار من طرف عيون المسؤولين التقنيين عن المنتخبات الوطنية بكل فئاتها … المحمدية كمنبع لا ينضب لإنتاج اللاعبين المهاريين بمستويات تبهر المتتبعين، لم تبخل يوما في تزويد المنتخبات والأندية الوطنية بلاعبين ذاع صيتهم في الملاعب وطنيا، إفريقيا وعالميا، وعلى مدار عقود من الزمن … في هذا الشهر المبارك ننشر كل يوم على صفحات فسحة رمضان بجريدة الاتحاد الاشتراكي حلقات من تاريخ مشاركة لاعبين دوليين من أبناء المحمدية في المنتخبات الوطنية…
عبد اللطيف حدادي، من مواليد مدينة المحمدية سنة 1950، متزوج وأب لأربعة أبناء، الطول 1،85، الوزن 68كلغ، الحذاء الرياضي 41، مكان اللعب مدافع أوسط متأخر بعدما كان يلعب وسط ميدان هجومي، وقد اكتشفه المدرب الحاج عبد القادر الخميري كمدافع أوسط صلب وأنيق، يلعب على الطريقة البكنباورية، نسبة للمدافع المتميز «فرانز بكنباور» مع المنتخب الألماني أو مع نادي بايّرن ميونيخ . بداية عبد اللطيف حدادي كانت مع أبناء الحي» القصبة « والمشاركة في مباريات الأحياء القوية آنذاك، وخصوصا أنه في ذلك الزمن، توجد فضاءات كثيرة فارغة في كل مكان من الأحياء السفلى للمحمدية وأشهرها فضاءات «فضالة سبور» التي تضم عدة ملاعب (بالإضافة لقرب الشاطئ من هذه الأحياء الشعبية)، وفي أواخر السبعينيات من القرن الماضي شُيد على ملاعب «فضالة سبور» مقر عمالة المحمدية تحيط به عدة بنايات من ستة طوابق شيدت على هذا الفضاء أيضا مما غير بشكل كبير جمال وهدوء المكان، ومنذ ثلاث سنوات تم بناء مسجد بذات المنطقة. كما سبق فقد كانت البداية لعبد اللطيف في فرق الأحياء، حيث تم اكتشاف موهبته من طرف أطر الأقسام الصغرى لشباب المحمدية وخاصة المربي المرحوم الحاج عبد القادر ايت أبا الذي كانت له عين تقنية ترصد باستمرار وتكتشف المواهب الكروية، انضم بعدها للفئات الصغرى للشباب، وذلك سنة 1965، وبعد ثلاث سنوات ضمن الصغار والأواسط والشبان، انضم للفريق الأول في1967 وعمره 17سنة، ومنذ هذا التاريخ وهو رسمي في مجموعة اللاعبين التي تشكل الفريق الأول للشباب ولعب عددا كبيرا من المباريات الحاسمة طيلة 15سنة التي قضاها لاعبا قبل الاعتزال في سنة 1982، توجها بألقاب: البطولة الوطنية في موسم80/79 نهاية كأس العرش 79/78 ضدالوداد وخسرها الشباب بهدفين لواحد بفعل فاعل وهو الحكم العويسي من الدارالبيضاء الذي كان متحيزا للفريق الفائز، -كأس العرش 1975، وكان عبد اللطيف وراء تأهل الشباب للمباراة النهائية بتسجيله ركلة الترجيح الأخيرة ضد مولودية وجدة بملعبها، بعدما انتهت المباراة الأولى بملعب البشير بصفر لمثله (الشباب جاب التأهل من وجدة، المباراة الثانية )، ومن مستملحات مباراة وجدة أن الحاج الخميري رحمه الله وهو مدرب الفريق تكلم مع عبد اللطيف قبل قذفه ركلة الجزاء الأخيرة، والتي أعطت الفوز للشباب، وقال له: متبدلش فين مولف كتقذف الكرة لا تغيره، وبعدما سجل قال له ارجع ها طريق «الفستيير» راه فين كنت غادي يخرجك لوهران، وضحك الجميع واحتفلوا بالتأهل .- الفوز بكأس المغرب العربي 1972بعد التغلب على فريق عنابة الجزائري. – الفوز بكأس الصحراء سنة 1976بعد التغلب على مولودية وجدة بملعب العيون عاصمة الصحراء المغربية، وقد جاء ذلك بعد استرجاع مناطقنا الصحراوية الجنوبية وحضر هذه المباراة عدة شخصيات من بينهم الحاج خطري ولد سعيد الجماني من أعيان الصحراء الذي كان قد قدم الولاء لبلده المغرب باسم أعيان المناطق الصحراوية قبيل انطلاق المسيرة الخضراء . لعب للفئات الصغرى للمنتخبات الوطنية كما نودي عليه لتعزيز منتخب الأمل في بداية السبعينيات صحبة اللاعبان زميلاه في الشباب، ميلود واللبان ..عبد اللطيف حدادي رجل مسالم دائما تراه يتجنب المشاكل والخوض فيها ولا يجتمع كثيرا مع زملائه اللاعبين في أوقات فراغه، فهو يحب الهدوء والعزلة، ورغم ولعه بلعب الكرة فإنه لم يفرط في الدراسة حيث تخرج أستاذا للتربية البدنية وعمل بمؤسسات تعليمية بالمحمدية، حتى بلوغه سن التقاعد ،واتجه لميدان التكوين والتدريب للفئات الصغرى، حيث كان قد عمل في هذا الإطار، وبشكل متقطع وعلى فترات متفرقة، عمل مدربا بفريقه الأم شباب المحمدية الذي أخلص له عندما كان لاعبا ولم يلعب لفريق آخر غيره، رافضا عروضا من أندية وطنية بسبب حبه الشديد لفريقه ورغبته عدم ترك المحمديةالمدينة التي ولد وترعرع فيها ويحبها، اجتماعيا عبد اللطيف يعيش حياة بدون خصاص فهو متقاعد من التعليم وتقاعده مريح يعينه على أعباء الحياة، أبناؤه يعيشون في أمريكا ويزورون مدينتهم بين الحين والآخر، ينتمي عبد اللطيف لأسرة مسالمة ولا تحب المشاكل وهو رابع إخوانه بعد السي محمد وإدريس والأخت الكبرى وبعده الأخت الصغرى الزهرة ثم نور الدين، والدهم رحمه الله كان يشتغل صحبة شقيقه عبد القادر في الكولف الملكي بالمحمدية. نتمنى لعبد اللطيف الحياة الرغدة وطول العمر .