يتسم أغلب لاعبي كرة القدم بالمحمدية بالذكاء وبالتقنيات الكروية الملفتة، ويلعبون بمستويات مختلفة، ومنهم المتألقون الذين يفرضون أنفسهم كلاعبين متميزين، ولا يوجد شك بأنهم يتمتعون بجودة عالية في اللعب، لذلك تتم مراقبتهم باستمرار من طرف عيون المسؤولين التقنيين عن المنتخبات الوطنية بكل فئاتها … المحمدية كمنبع لا ينضب لإنتاج اللاعبين المهاريين بمستويات تبهر المتتبعين، لم تبخل يوما في تزويد المنتخبات والأندية الوطنية بلاعبين ذاع صيتهم في الملاعب وطنيا، إفريقيا وعالميا، وعلى مدار عقود من الزمن … في هذا الشهر المبارك ننشر كل يوم على صفحات فسحة رمضان بجريدة الاتحاد الاشتراكي حلقات من تاريخ مشاركة لاعبين دوليين من أبناء المحمدية في المنتخبات الوطنية…
بوعزة ولد مو من حارس مرمى إلى مهاجم هداف، وهو إنسان خلوق متواضع اجتماعي منفتح بشوش يحب الناس ويبادلونه بالمثل، هادئ الطبع منضبط السلوك قويمه، لم يسبق له أن تشاجر مع زملائه اللاعبين ولا مع المدربين الذين تدرب على أيديهم ولا مع المسيرين أو كانت له مشاكل معهم، وذلك طوال مسيرته على ملاعب كرة القدم الغنية بالبذل والعطاء دون تقصير… من مواليد 1962/9/25 بمدينة المحمدية، متزوج وأب لابنين، الطول 1.82، الوزن 88 كلغ، الحذاء الرياضي 43. بدايته مع المستديرة كانت كبقية أقرانه في الحي الشعبي الذي تربى وترعرع فيه، «حي نيكولا «المجاور للقصبة، وهذا الحي فرخ عدة لاعبين ذاع صيتهم، وطنيا وإفريقا وعالميا، شارك في بطولة الأحياء مع «كفاح كيزر» فريق الحي الذي أسسه ويشرف عليه بوهشانة نور الدين الملقب «بكيزر «، مع «رجاء نيكولا» و»أمل سوس» و»لا جيم» لمؤسسه فريد خلوق الذي يعتبر إلى جانب الحاج بلعربي ونور الدين بوهشانة واعمرات ومعيد وحسن حفصي رواد مسيري وموطري فرق الأحياء ودوريات الأحياء وخاصة دوريات رمضان، ومازال دوري رمضان ناشطا في ساحة «ديور الكرم» في شهر رمضان لهذه السنة. انضم بوعزة ولد مو لفريق شباب المحمدية في سنة 1982 والكثير من متتبعي كرة القدم لا يعرفون أن بدايته الكروية كانت كحارس للمرمى، وبهذه الصفة جلبه شباب المحمدية لكنه تحول في ما بعد إلى مهاجم هداف بعدما اكتشفه المدرب القدير الحاج عبد القادر الخميري صدفة خلال مشاركة الشباب في دوري نظمه الرشاد البرنوصى، ومن هذا الدوري كانت انطلاقة ولد مو كمهاجم سريع وهداف، وذلك بعدما أمره الحاج الخميري في المباراة الأولى في الدوري بالدخول مكان أحد اللاعبين المهاجمين لإكمال المباراة، وفعلا كان ولد مو في مستوى ثقة المدرب ولم يخيب ظنه به ،وصال وجال بسرعته الخارقة على المستطيل الأخضر وسجل عدة أهداف وتوج هدافا للدوري، وبعد نهاية دوري البرنوصى الذي جعل من ولد مو مهاجما سريعا وقويا ويسجل الأهداف بكثرة، الأهداف التي هي ملح كرة القدم، اجتمع به المدرب المحنك الحاج الخميري رحمه الله وخاطبه(تما تبقا كمهاجم)ولم تعد حارسا للمرمى منذ اليوم، ومنذ هذا التاريخ انطلق ولد مو كلاعب هجومي مميز، قوي ،سريع وهداف…لعب لشباب المحمدية أربعة مواسم، 1986/1982 بعدها انتقل لاتحاد المحمدية ثلاثة مواسم1989/1986 ثم اشترى فريق الرجاء البيضاوي عقده من الاتحاد ولعب له ثلاثة مواسم1992/1989، تألق ولد مو كمهاجم هداف، وسجل عدة أهداف حاسمة في مباريات مهمة وقوية، مع الأندية التي لعب لها: شباب المحمدية، الرجاء البيضاوي، اتحاد المحمدية والمنتخبات الوطنية. وعلى مستوى المنتخبات الوطنية انضم بوعزة ولد مو للمنتخب الوطني للشبان في موسم 1984/1983، المنتخب الأولمبي 1985/1984 وفي 1989/1987 والمنتخب الوطني الأول 1987/1985 ، وكانت مشاركته مميزة ورغم أنه لم يشارك في نهائيات كأس العالم بالمكسيك سنة 1986لاختيارات المدرب فاريا، إلا أنه شارك في كل التربصات والمباريات الإعدادية، وشارك في آخر تربص نظم بسويسرا لمدة شهر كامل. أما سجله كلاعب فهو كما يلي : -بطولة القسم الوطني الثاني وصعود الشباب للقسم الوطني سنة1984. -الإعداد لكأس العالم1986. -كأس رئيس جمهورية كوريا «بسيول» مع المنتخب الوطني1987.-الميدالية الفضية مع المنتخب الأولمبي في الألعاب الفرنكوفونية 1989.-أحسن هداف مع الرجاء البيضاوي في بطولة إفريقيا للفرق البطلة 1989. -بطل إفريقيا للأندية البطلة مع الرجاء البيضاوي 1989 . وبعد اعتزاله اللعب اتجه بوعزة ولد مو لميدان التدريب ،ويشغل حاليا مدرب شبان شباب المحمدية، وكان قد حصل على دبلوم(c) و(d) يخولان له تأطير الفئات الصغرى، وهكذا عمل موطرا بمدرسة كرة القدم «مجد المحمدية» التي أسسها عبد القادر ايت أبا رحمه الله من 2012 حتى 2016 السنة التي عين فيها مديرا تقنيا للمدرسة وكما قلنا فهو حاليا مدرب لفئة شبان شباب المحمدية منذ2018، ويطمح ولد مو إلى إكمال مساره التكويني والعمل على الحصول على دبلومات تخوله التأطير والتدريب للمستويات الأعلى . على المستوى الاجتماعي بوعزة ولدمو أب لأسرة تعيش سعيدة بمدخول محترم قار يخول له مواجهة متاعب الحياة اليومية بتوازن، وذلك من خلال التوفر على عمل قار بمكتب استغلال الموانئ، الذي توظف به عندما كان لاعبا للرجاء البيضاوي، واستفاد من كون هذا المكتب كان في ذلك الوقت محتضن الرجاء في عهد حصاد عندما كان مديرا لمكتب استغلال الموانئ ، فبالإضافة لولد مو توظف أيضا عدد من اللاعبين من الرجاء وأندية أخرى مثل شباب المحمدية(عبد الله ميكل رحمه الله وأسرار سعيد»اعسيلة» أطال الله في عمره). نتمنى التوفيق والنجاح لبوعزة ولد مو في مسيرته بميدان التأطير والتدريب، كما نجح كلاعب موهوب قدم إضافات لكرة القدم الوطنية.