يتسم أغلب لاعبي كرة القدم بالمحمدية بالذكاء وبالتقنيات الكروية الملفتة، ويلعبون بمستويات مختلفة، ومنهم المتألقون الذين يفرضون أنفسهم كلاعبين متميزين، ولا يوجد شك بأنهم يتمتعون بجودة عالية في اللعب، لذلك تتم مراقبتهم باستمرار من طرف عيون المسؤولين التقنيين عن المنتخبات الوطنية بكل فئاتها … المحمدية كمنبع لا ينضب لإنتاج اللاعبين المهاريين بمستويات تبهر المتتبعين، لم تبخل يوما في تزويد المنتخبات والأندية الوطنية بلاعبين ذاع صيتهم في الملاعب وطنيا، إفريقيا وعالميا، وعلى مدار عقود من الزمن … في هذا الشهر المبارك ننشر كل يوم على صفحات فسحة رمضان بجريدة الاتحاد الاشتراكي حلقات من تاريخ مشاركة لاعبين دوليين من أبناء المحمدية في المنتخبات الوطنية…
عادل كروشي، من مواليد مدينة المحمدية يوم 23 نونبر 1982، الوزن 66كلغ، الطول 1.72، الحذاء الرياضي 40، متزوج وأب لطفلين، مركز اللعب مدافع أيسر، الرقم المفضل (21). عند الحديث عن عادل كروشي لابد من استحضار خصاله الحميدة كلاعب على البساط الأخضر أو كإنسان يعيش حياته العادية مثل بقية عباد الله، يتميز بالطبع الهادئ والأخلاق العالية وقلة الكلام والتشكي، وكثرة العطاء والتفاؤل، شغله الشاغل هو لعب كرة القدم والعناية بأسرته الصغيرة والكبيرة، وعندما تسأله، «هل تعاني من أية مشاكل..؟ يرد بتلقائية وبتفاؤل، ماهي المشاكل؟ بطبعي لا أحبها، والحمد لله،»، عاش طيلة مسيرته الكروية الممتدة على مدار أكثر من خمس عشرة سنة وفي أعلى مستوى مع الأندية الكبيرة التي لعب لها ومع المنتخبات الوطنية: الدفاع الحسني الجديدي والرجاء العالمي والمنتخب الوطني، دون الإحساس بالضيق أو الغربة، حيث كانت له علاقات طيبة واحترام متبادل مع المسيرين والإداريين والأطر التقنية واللاعبين، يحبه المدربون الذين تعاقبوا على مسيرته الرياضية لأنه منضبط، تكتيكيا وأخلاقيا وسلوكا، وفي عطائه الكروي لم يسبق له بتاتا أن احتك أو خاصم أحدا منهم، يقول عادل كروشي: (الحمد لله كل أموري مرت جيدة طيلة مسيرتي، إلا أنه لابد من القول إنني تعرضت لظلم كبير في الموسم الأخير لي (1918)مع الرجاء البيضاوي، النادي الذي قضيت معه أزهى الفترات وأقواها، حتى الموسم الأخير الذي حدث فيه النفور مني، ومازلت أبحث عن سبب ذلك فلم أجده، هذا الظلم صدر ضدي من طرف رئيس الفريق سعيد حسبان والمدرب الإسباني كاريدو، هذا الثنائي «تكرفصو «عليا مزيان، وتعرضت لكل أنواع المضايقات والتشكيكات، مما جعلني أغادر مكرها النادي ألذي أحبه كثيراً وسأبقى كذلك…). بداية عادل كروشي مع مداعبة كرة القدم وتعلم أبجدياتها الأولى كانت بمدرسة «أشبال الأطلس» لمؤسسها الدولي السابق أحمد فرس ومنها تم اختياره للانضمام للفئات الصغرى لشباب المحمدية، وبعد تألقه، كانت أولى خطوات الاحتراف بفريق تونسي لمدة موسم واحد رجع بعدها للمغرب وفي موسم 2008/2007 انضم للدفاع الحسني الجديدي وبقي معه أربعة مواسم حتى 2012، وبما أن الرجاء البيضاوي كان يبحث عن مدافع أيسر بمواصفات دفاعية وهجومية، فقد لفت عادل الكروشي انتباه تقنييه، ووجدوا فيه اللاعب المتكامل المبحوث عنه، مما جعل فريق الرجاء يشتري عقده من الجديدة، وكانت بدايته مع الرجاء في سنة2012 وتألق معه ستة مواسم كاملة قدم خلالها كل ما يملك من تقنية وقوة كمدافع مهاجم هداف وتألق بشكل مُلفت، ماجعل جمهور الرجاء يرتاح لعطاءاته وأصبح من نجوم الفريق المحبوبين لديه. في سنة 2010 نودي على عادل كروشي لتعزيز صفوف المنتخبات الوطنية، الأمل تم المحلي فمنتخب الكبار، وكانت أول مباراة رسمية له مع المنتخب ضد غينيا»اكواتوريال»بالرباط في 2010/08/11 وآخر مباراة دولية له(ياللصدفة) كانت مع نفس المنتخب في 2015/11/12 بأكادير، وكانت برسم إقصائيات نهائيات كأس إفريقيا للأمم وانتهت بفوز المنتخب الوطني بهدفين لصفر. أما سجل ألقاب عادل كروشي فهو حسن: -الرتبة الثانية وتأهل ل»شمبيونس ليغ افريكان»2009، أقصي في الربع النهائي أمام فريق أنغولي ،- الفوز بدوري النتيفي سنة 2012 ،- الفوز على «اتليتيكو بيلباو «الإسباني في أول مباراة له مع الرجاء ب:1/3 في 2012،-البطولة الوطنية مع الرجاء،- كأسين للعرش مع الرجاء،2017/2012 . ورغم أنه مدافع فقد سجل 24 هدفا 17 مع الرجاء و7مع الجديدة ويجيد بقوة قذف ضربات الأخطاء وترجمتها لأهداف جميلة، رائعة وحاسمة، كما أنه يصنع للمهاجمين فرصا مهمة وكثيرة للتهديف من خلال التمريرات المقوسة والدقيقة والحاسمة، ولمساته الفنية الجميلة، ومنذ تركه مكرها صفوف الرجاء البيضاوي سنة 2018، قال في تصريح إذاعي لراديو «سبور ماروك: «إنه مازال قادرًا على العطاء ولم يعتزل الكرة بعد…». وبما أن عادل كروشي عمله واحترافه هو كرة القدم ومنها يستمد مدخوله لمواجهة تكاليف الحياة الباهضة وضمان العيش الكريم له ولأسرته الكبيرة والصغيرة، وبعد مغادرته لفريق الرجاء البيضاوي مضطرا في عهد حسبان فقد اتجه للجنة المنازعات بالجامعة الملكية لكرة القدم لاستخلاص مستحقاته المادية العالقة والتي كان حسبان قد رفض إبراء ذمة الفريق الذي يرأسه منها، وقد أنصفته اللجنة وحكمت لمصلحته بإجبار الرجاء على أداء كل مستحقاته العالقة . نتمنى لعادل كروشي التوفيق والنجاح في حياته والتألق في ما تبقى له من سنوات اللعب على البساط الأخضر .