يتسم أغلب لاعبي كرة القدم بالمحمدية بالذكاء وبالتقنيات الكروية الملفتة، ويلعبون بمستويات مختلفة، ومنهم المتألقون الذين يفرضون أنفسهم كلاعبين متميزين، ولا يوجد شك بأنهم يتمتعون بجودة عالية في اللعب، لذلك تتم مراقبتهم باستمرار من طرف عيون المسؤولين التقنيين عن المنتخبات الوطنية بكل فئاتها … المحمدية كمنبع لا ينضب لإنتاج اللاعبين المهاريين بمستويات تبهر المتتبعين، لم تبخل يوما في تزويد المنتخبات والأندية الوطنية بلاعبين ذاع صيتهم في الملاعب وطنيا، إفريقيا وعالميا، وعلى مدار عقود من الزمن … في هذا الشهر المبارك ننشر كل يوم على صفحات فسحة رمضان بجريدة الاتحاد الاشتراكي حلقات من تاريخ مشاركة لاعبين دوليين من أبناء المحمدية في المنتخبات الوطنية…
نور الدين قاسمي المدافع الأنيق، قدم طيلة مساره في الملاعب الوطنية والدولية كرة قدم جميلة وعطاء غزيرا ويعتبر مدافعا ذا نزعة هجومية، لاعب خلوق واجتماعي، من مواليد مدينة المحمدية في 17/10/1977، متزوج وأب لطفلين، الطول1,77 الوزن 75كلغ، مركز اللعب مدافع، الحذاء الرياضي 40… بدايته مع كرة القدم كانت في فرق الأحياء، انضم بعدها لفريق شركة تكرير البترول العملاقة « لاسمير» وبعد تألقه معه لفت انتباه كشافي المواهب لفريق شباب المحمدية وجلبوه للفريق، حيث لعب للشباب أربعة مواسم من 1997الى2001، الرجاء البيضاوي من2001الى 2004، بعدها انتقل للاحتراف في فرنسا وبالضبط فريق» إستر»2004/2005 ثم «كرونوبل» 2005/2007، إثر ذلك رجع إلى المغرب مرة أخرى وانضم لفريق الجيش الملكي ولعب له حتى اعتزاله اللعب بصفة نهائية . لعب نور الدين قاسمي لكل المنتخبات الوطنية العمرية، ولعب أيضا للمنتخب الوطني الأول عشرين مباراة دولية لمدة ست سنوات 2001/2006، تدرب في المنتخب الوطني تحت قيادة البرتغالي كويلهو وبادو الزاكي وقدم مردودا طيبا مع المنتخب ولعب عدة مباريات حاسمة وشارك في مباريات في الاقصائيات الإفريقية ومباريات حبية وإعدادية، ورغم أنه مدافع فإنه سجل عدة أهداف حاسمة مع الفرق التي لعب لها لأنه مدافع بحس دفاعي وهجومي وكان يتميز بالسرعة ويجيد المراوغات والاحتفاظ بالكرة وتقديم تمريرات منتجة للأهداف، لاعب من طينة المدافعين الذين يجيدون الأدوار الهجومية بامتياز، يساعد على مد الهجوم بتمريرات مقوسة وبينية تكون نتيجتها في كثير من الأحيان أهداف في مرمى الفريق الخصم. نور الدين قاسمي لاعب خلوق محبوب ومقبول عند الناس، يتميز أيضا بالسلوك القويم واحترام الغير وهو أيضا جريء لا يسكت إذا أحس بالظلم، أنهى عمله كلاعب محترف لكرة القدم في أحسن الظروف، وبعد اعتزاله اتجه إلى استثمار أمواله، التي حصل عليها بعرق جبينه بالحلال من مداخيل الكرة، في التجارة التي يديرها بنجاح، وهو الآن يعيش في هدوء وتقاعد مريح مع أسرته ووالدته بعد وفاة والده، رحمه الله، الذي كان إطارا في شركة لاسمير وكان مهتما كثيرا بابنه نور الدين ويرعاه ويقدم له النصح في كل مراحل حياته، وخاصة عندما كان لاعبا، ولم يتركه يوما يشعر أنه بلا حماية. تألق نور الدين قاسمي بشكل ملفت كظهير أيسر عندما كان يلعب لشباب المحمدية مما جعل عيون وكلاء اللاعبين تترصده وتمكنت من خطفه وضمه إلى أندية أخرى، وخاصة عندما احترف في «إيستر وكرونوبل» وذلك قبل العودة للمغرب حيث سيفوز بخدماته فريق الجيش الملكي الذي قدم معه مسارا متميزا جعله يحظى بمحبة جماهير الفريق العسكري، ويعتبر نور الدين القاسمي لاعبا متميزا وفاعلا على البساط الأخضر، نتمنى له التوفيق والعيش الهادئ.