نشر موقع «آف بي.ري» الروسي تقريرا تحدث فيه عن الحيوانات التي غيرت مجرى التاريخ. والجدير بالذكر أن الكتب تنسب تشكيل معالم العالم الحديث والاكتشافات والبطولات إلى الإنسان فقط، متجاهلة أن للحيوانات دورا كبيرا في تغيير مجرى التاريخ. وقال الموقع في تقريره إن الإمبراطورية الرومانية خاضت العديد من الحروب. وفي بداية القرن الرابع قبل الميلاد تعرضت لهجوم من قبل بلاد الغال، التي هزمت الرومان في معركة آليا، ودخلت إلى روما وخططت لاعتلاء هضبة كابيتولين سرا. ونظرا لدخولهم وتحركهم بشكل سري داخل المدينة دون أن يتمكن أحد من ملاحظتهم، كانوا على وشك الإفلات من الرومان لولا ملاحظة الإوز الروماني لهم، الذي أطلق أصواتا عالية أيقظت الحراس. وقد أنقذت هذه الحيوانات روما. وأضاف الموقع أن الجنود الألمان والروس دخلوا في معركة في شتاء 1916 و1917، في منطقة تمتد من بحر البلطيق في الشمال إلى البحر الأسود في الجنوب. في الأثناء، أجبرت قساوة الشتاء الذئاب الجائعة على مهاجمة مجموعة من الجنود، الأمر الذي كبد الجانبين خسائر بشرية تفوق خسائر المعارك في حد ذاتها. في المقابل، أجبرت هذه الظروف الطرفين على إعلان هدنة مؤقتة حتى يتمكن الجنود من التعامل مع التهديد الذي تشكله الذئاب. وذكر الموقع أنه في سنة 1994، وجدت شرطة الخيالة الملكية الكندية جثة امرأة مدفونة في قبر ضحل بجواره سترة غارقة في الدماء. وأظهرت الأبحاث أن الدم ينتمي إلى الضحية، ولكن وجد الباحثون خصلات شعر أبيض طويل تبيّن أنه لقطة. وإثر التحريات، تبين للشرطة أن زوج الضحية يعيش بالقرب من مسرح الجريمة ويمتلك قطة بيضاء تدعى سنوبول. وأخذت السلطات عينة من دم القطة لإجراء اختبار الحمض النووي، كما جمعت عينات دم من حوالي 20 قطة مختلفة، لضمان عدم امتلاك هذه القطة حمضا نوويا مشابه لبقية الهرر. وبشكل عام، فتحت هذه القضية الباب أمام استخدام الحمض النووي للحيوانات في الجرائم المرتكبة. وأوضح الموقع أن حمامة زاجلة تدعى «شير آمي» من الحيوانات التي غيرت مجرى التاريخ، وأدت دورا كبيرا في الحرب العالمية الأولى. وقد تعرض حوالي 500 جندي أمريكي للحصار في تشرين الأول/ أكتوبر من سنة 1918، حيث وجدوا أنفسهم محاصرين دون طعام وذخيرة بين صفوف العدو. ورغم محاولة القائد في البداية إرسال رسائل الاستغاثة مع حمامتين قبلها، إلا أنهما قتلتا بالرصاص. في المقابل، أصيبت «شير آمي» بجروح خطيرة، لكن نجحت في إيصال الرسالة على الرغم من ذلك. على صعيد آخر، في 19 غشت من سنة 1960، امتطت الكلبتان بيلكا وستريلكا المركبة سبوتنيك 5، حيث دخلتا الفضاء وعادتا بأمان إلى الأرض، ووفرت رحلتهما إلى العلماء الثقة الكافية التي تخول إرسال البشر إلى الفضاء. وبين الموقع أن النعجة دوللي من أشهر الأغنام في التاريخ، حيث شكلت أساس العلوم الوراثية. وكانت دوللي أول حيوان ثديي مستنسخ بالكامل باستخدام خلية للبالغين، وولدت دوللي في سنة 1996 وكانت الخيار الناجح الوحيد من أصل 277 محاولة. إلى جانب ذلك، وصلت البريطانية المتخصصة في الرئيسيات جين غودال إلى تنزانيا في يوليوز من سنة 1960، لدراسة الشمبانزي، التي كانت في ذلك الوقت لغزا حقيقيا للبشر. خلال الأشهر الثلاثة الأولى للبحث لم تتمكن غودال من الوصول إلى أي نتائج، لأن الشمبانزي كانوا خجولين، ولم يسمحوا لها بالاقتراب منهم، لتعثر بعد ذلك على شمبانزي يدعى ديفيد ذي ذقن رمادي. وبعد مرور أربعة أسابيع، لاحظت أن ديفيد يغمس ورقة عشب في بيت للنمل ثم يضعها في فمه. بعد مغادرة ديفيد للمكان، أمسكت غودال العشب وغمسته في بيت للنمل، ليتبين لها تعلق النمل بنصل العشب، وأن العشب بمنزلة أداة صيد بالنسبة لديفيد. في وقت لاحق، اتضح أن الشمبانزي استخدم العديد من الأدوات، الأمر الذي غيّر نظرة البشر حول مستوى الذكاء لدى الرئيسيات. وأشار الموقع إلى أنه في طريقه إلى مواجهة القوات الفارسية الغازية في العقد الأول من القرن الخامس قبل الميلاد، توقف الزعيم الجنرال الأثيني ثيميستوكليس، لمشاهدة ديكين يتشاجران. في الأثناء، دعا الجنرال قواته وأظهر لهم أن الحيوانات لم تقاتل من أجل الأمن أو الحرية، ولكن ببساطة لأن كل منهما لم يرد الاستسلام أمام الآخر. في المقابل، أعطى مشهد العدوان الغريزي القوة للجنود، الذين سارعوا لمواجهة العدو. وأفاد الموقع يأن الفئران والبراغيث التي قضت على ثلث أوروبا من الحيوانات التي غيرت مجرى التاريخ. عموما، عرفت أوروبا وباء يعرف باسم «الموت الأسود»، تسببه بكتيريا اليرسينيا الطاعونية، التي تصيب الفئران والقوارض الصغيرة، وتنتقل للبشر عن طريق عضة الحيوان المصاب، وقد أسفر الطاعون عن وفاة حوالي 25 مليون شخص. وفي الختام، نوه الموقع إلى أن تشارلز داروين أحب الديدان، بسبب الدور المهم الذي تؤديه في تطوير الحضارة، وتأثير نشاطها على جودة التربة.