يعيش مستعملو الطريق السيار ليلا، كابوسا مرعبا مع عصابات إجرامية تظهر بين الفينة والأخرى على امتداد طول مقطع الطريق السيار الرابط بين منعرج طريق مكناس- وجدة ومحطة الأداء «فاس»، ترمي وترشق مختلف السيارات والشاحنات بوابل من الأحجار، متسببة في كسر الزجاج الأمامي والجانبي وتخريب واجهاتها، ومخلفة حالة الذعر والخوف في نفوس المواطنين السائقين ومرافقيهم، وبضرورة تكثيف الدوريات الأمنية في المقطع الطرقي هذا الخالي وغير المؤمن. هذا، وقد تجمهر المتضررون أمام مقر الدرك الملكي على مستوى محطة الأداء بفاس ينددون بهذا العمل إجرامي الذي يعرض حياة مستعملي الطريق للخطر، على اعتبار أن المنطقة صارت تعتبر بؤرة للإجرام، ومع ذلك وفي غياب مراقبة أمنية مشددة على مرتع هؤلاء المجرمين، لا يسع إلا أن يضع المعتدى عليهم أيديهم على قلوبهم والدعاء بأن يسلموا من أي خطب وإن كانوا يدركون جيدا أن سياراتهم لن تسلم في ظل غياب تدابير أمنية تحد من «سيبة و تسيب» في هذه النقط السوداء. وفي تصريح للجريدة علق أحد الضحايا على أنه في ظل هذه الاعتداءات يبدو أن الطريق الوطنية صارت أرحم وأأمن على أرواح المواطنين والمواطنات من الطريق السيار في أيامنا هذه في ظل تناسل عصابات اتخذت من الطريق السيار مرتعا ومكانا لتنفيذ عملياتها الإجرامية المتكررة ضد السائقين والسائقات، مستشهدا بالحادثة المأساوية التي ذهب ضحيتها شخص صباح يوم الثلاثاء 8 ابريل 2014 بالطريق السيار أكاديرمراكش، بعدما تم رشق سيارته بحجر كبير من فوق قنطرة على مستوى النقطة الكيلومترية 258 بالقرب من شيشاوة، منددا بهذه الأعمال الإجرامية غير المسبوقة، ومناشدا السلطات الأمنية تكثيف جهودها لتعقب الجناة والضرب بيد من حديد على أمثال هؤلاء المجرمين، وكل من سولت له نفسه تعريض حياة الأبرياء للخطر حتى يكونون عبرة لغيرهم، وعلى الجهات المختصة أيضا وعلى وجه السرعة اتخاذ إجراءات أكثر حسما وردعا ضد المتهورين والعابثين.