خطا فريق النهضة البركانية خطوة مهمة نحو التتويج بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، رغم فوزه المتأخر على ضيفة الزمالك المصري، بهدف واحد، سجله قلب هجومه كودجو لابا في الأنفاس الأخيرة من اللقاء، الذي جمعهما أول أمس الأحد 19 ماي 2019 بالملعب البلدي ببركان. إصابة يتيمة لكنها غالية وثمينة، طمأنت إلى حد بعيد جميع مكونات الفريق، التي وضعت نصب أعينها العودة بالكأس من مباراة الإياب، التي ستجري أطوارها يوم الأحد المقبل بالإسكندرية. وأحكم الفريق البركاني سيطرته على مجريات المواجهة، التي أدارها الحكم الزامبي جاني سيكازوي، وبدا عازما منذ الوهلة الأولى على تسجيل هز شباك الحارس المصري، حتى يتحرر اللاعبون من احتمالات قد تدخله منطق الحسابات تحسبا لمباراة العودة. وعلى الرغم من السيطرة المطلقة لرفاق بكر الهلالي، إلا أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى شباك الحارس الزملكاوي محمد عمر صلاح، الذي يمكن القول إن الحظ كان بجانبه، بعدما تمكن من إنقاذ مرماه في العديد من المرات، مؤازرا في ذلك بدفاع محصن ومنظم. كما أن الرغبة الأكيدة في التهديف والاندفاع الكلي نحو مرمى الزمالك أفقد الهجوم البركاني الفعالية، حيث أهدرت العديد من الفرص السانحة للتهديف، لكن الفريق الخصم نجح في تهدئة اللعب من خلال تحصين دفاعه والاعتماد على المرتدات المحتشمة، التي كادت أن تؤتي أكلها في إحدى المرات. وكاد المدافع البوركينابي يوسوفو دايو أن يفك شفرة اللقاء، لكن الكرة رفضت دخول المرمى في مناسبتين، عقب ضربة ركنية نفذها عمر النمساوي، هذا الأخير عمد إلى إرسال الكرات الساقطة نحو رأس كودجو، الذي كان من إحداها أن يفتتح التهديف، بعدما حول كرة برأسية في الزاوية اليمنى للحاس الزملكاوي، لكن القائم حاول دون تحقيق المراد البركاني في الدقيقة 40. وأمام هذا المد البركاني، نزع الفريق المصري نحو المرتدات الخاطفة، والتي اكتست بعض الخطورة على مرمى الحارس عبد العالي المحمدي، خصوصا بواسطة محمد عبد المنعم «كهربا» الذي أزعج كثيرا دفاع النهضة البركانية، وكاد في الدقائق الأخيرة من الجولة الأولى أن يفاجئ أبناء المدرب منير الجعواني، لكن تمريرته لم يتعامل معها بشكل جيد ابراهيم أوباما. وفي الجولة الثانية، استعاد فريق الزمالك هدوءه، وامتص حماس الفريق البركاني من أجل الحد من خطورته، مع الاعتماد على السرعة الخاطفة في المرتدات، التي كادت أن تسفر عن الهدف الأول بواسطة كهربا، الذي سدد ضربة مقص في مناسبة أولى أبعدها المحمدي للزاوية، ثم ضيع كرة وجها لوجه مع المحمدي في مناسبة ثانية. واضطر الحكم الزامبي اللجوء إلى تقنية الفار بعد مطالبة لاعبي النهضة البركانية بضربة جزاء إلا أن إعادة اللقطة بينت العكس، ما زاد من حماس الجماهير التي لم تتوقف ولو للحظة واحدة عن تشجيع فريقها، إلى أن جاء الفرج على يد اللاعب لابا كودجو، النذي انطلق في هجون خاطف، وتوغل داخل المعترك، حيث لعب ثنائية مع حمدي لعشير، الذي فتح له مجال التسديد بارتياح، معلنا عن هدف يزن ذهبا، بعثر أوراق مدرب الزمالك السويسري، كريستيان غروس، الذي أعلن أنه سيقاتل في لقاء العودة من أجل التتويج.