خلال الزيارة الملكية لمدينة الدارالبيضاء ( يوم 03 أكتوبر 2014)، استبشر سكان منطقة «قرية الجماعة» خيرا ، بعد أن أُعطيت تعليمات سامية من أجل الإسراع بإعادة بناء المسجد العتيق بالمنطقة ، المعروف باسم «جامع سباتة» ، والذي تخرّج منه العديد من «الطلبة» وحفّاظ القرآن الكريم، والمقرئين من مختلف الأجيال المتعاقبة، لكن جذوة الأمل انطفأت، مع مرور الأيام ، في ظل التعثر الذي يُرخي اليوم بظلال «التشاؤم» على هذا المشروع! مسجدٌ شكّل ، طيلة عقود، قِبلة لمئات المصلين لأداء الصلوات الخمس في أجواء روحانية متميزة ، تطبعها القراءة الجماعية للطلبة من حملة القرآن، الذين يسجلون حضورهم من خلال قراءة الحزبين في اليوم، بعد صلاتي الصبح والمغرب، هذه القراءة الجماعية التي تعد خاصية مغربية بامتياز، وتمكن الصغار من حفظ ما تيسر من سور وآيات في بداية مشوارهم ، (مسجد) لم يعد يقوم بهذه «المهام» الاستثنائية في حياة الفرد والجماعة ، بعد أن تم هدمه « في أفق إعادة بنائه على أسس صلبة في فترة زمنية محددة»! بعض سكان المنطقة ، في اتصالهم بالجريدة ، تساءلوا عن «أسباب التراخي في أعمال إعادة البناء الخاصة ب«جامع سباتة» من قبل مديرية المساجد التابعة لوزارة الأوقاف؟ هل الأمر مرتبط بنقص في السيولة المالية أم بعوامل أخرى حالت دون إعطاء المشروع ما يستحق من عناية وتسريع وتيرة الإنجاز تطبيقا للتعليمات السامية ، علما بأن جلالة الملك ، يولي اهتماما خاصا لبيوت الله، و أصدر أوامره السامية من أجل إصلاح تلك التي في حاجة إلى إصلاح، وإعادة بناء المتضررة منها ، بفعل عوادي الزمن، على أسس قوية حتى تستقبل «ضيوف الرحمان» في ظل الأمن والسلام والسكينة الروحية المترجّاة! في سياق المساجد المغلقة على صعيد الدارالبيضاء ، عامة ، تجدر الإشارة إلى وضعية مسجد الشهداء المقفلة أبوابه منذ 26 أكتوبر 2013، على أساس إخضاعه «لبعض الإصلاحات والترميمات التي تستغرق مدة زمنية لا تتجاوز أربعة أشهر» (!!) ، إلا أن الأشغال تعثرت وتوقفت وطالت... ليمر العام و يُحرم مئات المصلين من أداء الصلوات اليومية ومن تراويح رمضان المنصرم في سابقة بالنسبة لهذا المسجد ! وذلك رغم الوعود التي تلقاها ممثلو الساكنة المجاورة ، الذين سبق أن دقوا أبواب مختلف الجهات المسؤولة محليا ومركزيا ، لكن دون جدوى لحد الآن! مسجد آخر تلقينا بشأنه صرخات من قِبل بعض مُرتاديه، يتعلق الأمر بمسجد الشافعي بدرب غلف، هذا الجامع العتيق أغلق من أجل الإصلاح منذ ست سنوات، لكن بوادر فتحه في وجه المصلين ، لا تظهر في الأفق القريب! لتوضيح الأمر أكثر ، اتصلنا ببعض مسؤولي المجلس العلمي بالدار البيضاء أنفا ، الذين أكدوا لنا أن هناك برمجة للإصلاح وهناك أولويات! إنها نماذج ، فقط ، لوضعية بعض المساجد «المغلقة» ، بغاية إعادة البناء أو الترميم / الإصلاح ، على مستوى «الجغرافية البيضاوية» ، تنتظر الساكنة المجاورة لها ( مسجد قرية الجماعة مثلا) أن يبادر المسؤولون إلى اتخاذ خطوات عملية / جدية للإسراع بأعمال البناء المتعثرة ، وذلك رأفة بمئات المصلين والمصليات ، خاصة من كبار السن ، الذين أضحوا محرومين من أداء صلاة الجماعة وصلاة الجمعة ، بالنظر لبعد المسافة عن أقرب مسجد بالنسبة لمقرات سكناهم ، حيث يعجزون عن قطعها دون عناء مادي ومعنوي !