يتسم أغلب لاعبي كرة القدم بالمحمدية بالذكاء وبالتقنيات الكروية الملفتة، ويلعبون بمستويات مختلفة، ومنهم المتألقون الذين يفرضون أنفسهم كلاعبين متميزين، ولا يوجد شك بأنهم يتمتعون بجودة عالية في اللعب، لذلك تتم مراقبتهم باستمرار من طرف عيون المسؤولين التقنيين عن المنتخبات الوطنية بكل فئاتها … المحمدية كمنبع لا ينضب لإنتاج اللاعبين المهاريين بمستويات تبهر المتتبعين، لم تبخل يوما في تزويد المنتخبات والأندية الوطنية بلاعبين ذاع صيتهم في الملاعب وطنيا، إفريقيا وعالميا، وعلى مدار عقود من الزمن … في هذا الشهر المبارك ننشر كل يوم على صفحات فسحة رمضان بجريدة الاتحاد الاشتراكي حلقات من تاريخ مشاركة لاعبين دوليين من أبناء المحمدية في المنتخبات الوطنية…
يعتبر رشيد روكي واحدا من اللاعبين المهاريين، ( المهاجم الهداف)، الذين أنجبتهم المحمدية، لاعب خلوق منضبط معطاء، متوازن في مستواه على مدار كل السنوات التي قضاها على البساط الأخضر، يتمتع بشعبية جارفة محبوب وطيب المعشر، من مواليد مدينة المحمدية 1974/11/8، متزوج وأب لخمسة أطفال، الطول 1,80، الحذاء الرياضي 40.5. بدأ رشيد يداعب الكرة مع أقرانه وهو صغير السن على مستوى الحي الذي يسكنه ثم بملاعب القرب وفي الشاطئ، وانضم بعد ذلك لأواسط ثم شبان فريق «لاسمير» الذي كان متوهجا في ذلك الوقت، ولعب أيضا في فريق كبار «لاسمير» واكتشفته العيون التقنية لشباب المحمدية وتم جلبه لينضم لفريق الأمل فكبار الشباب، وكان ذلك في موسم 95/94 ليكون لاعبا رسميا بفريق الكبار حتى موسم98/97، بعدها انطلق رشيد وركب قطار الاحتراف لتكون محطته الأولى خارج المغرب، بفريق إشبيلية الإسباني الذي لعب له موسمين 2000/1998، بعدها انتقل في صفقة مهمة إلى فريق الخور القطري، الذي لعب له سبعة مواسم 2007/2000، وفي موسم 2008/2007 رجع لفريقه شباب المحمدية (الذي انطلق منه نحو الاحتراف لمدة تسع سنوات ) وهو في القسم الوطني الثاني وتمكن من الصعود به للقسم الوطني الأول، وفي الموسم الموالي انتقل للفتح الرباطي ولعب معه ثلاثة مواسم وفاز معه بلقبين مهمين، ويعتبر رشيد الروكي أكثر لاعب من المحمدية فوزاً بالألقاب: هداف الدوري المغربي 98/97، هداف الدوري القطري لموسمين متتاليين 2002/2001 و2003/2002، أحسن لاعب في البطولة القطرية 2003، ثلاثة ألقاب مع الخور القطري، الصعود مع شباب المحمدية للقسم الوطني الأول 2008/2007، كأس العرش مع الفتح، كأس الاتحاد الإفريقي مع الفتح، كما صعد بفريق شباب المحمدية للقسم الثاني في أول تجربة له كمدرب، وسجل رشيد طيلة مسيرته الكروية أكثر من 180هدفا… انضم رشيد الروكي للمنتخب الوطني سنة1997 تحت قيادة هنري ميشل ولعب أول مباراة دولية له في سنة 1998 ضد المنتخب البلغاري في العاصمة صوفيا استعدادا لكأس العالم بفرنسا سنة1998الذي تأهل المغرب لنهائياته، وشارك رشيد في نهائيات كأس العالم فرنسا98 وفي نهائيات كأس إفريقيا للأمم بمالي 2002 وكأس الحسن الثاني الدولية. لعب رشيد 32 مباراة دولية وسجل 18 هدفا بينما الهداف التاريخي للمنتخب هو أحمد فرس ب:42 هدفا . اعتزل رشيد اللعب دوليا في سنة 2004 بعد إصابة تعرض لها في الكاحل ولم يشارك في نهائيات أمم إفريقيا بتونس 2004 بسببها، تدرب في المنتخب على يد ثلاثة مدربين: هنري ميشيل، كويلهو، الزاكي، كما تدرب طيلة مسيرته في لعب الكرة على يد مدربين متنوعين بينهم مدربون عالميون، ويقول إنه تعلم منهم الكثير، وبعدما اعتزل الكرة بصفة نهائية في 2016 اتجه إلى التدريب في البطولات الوطنية بعد أن حصل على دبلوم في هذا الاختصاص، وجاءت أول تجربة له في هذا المجال بمدينته المحمدية حيث وضعت فيه إدارة شباب المحمدية الثقة وأسندت له تدريب الفريق الأول بمساعدة طارق جرموني، وكان أهلا لهذه الثقة ونجح بامتياز في قيادة شباب المحمدية لتصدرالترتيب العام في بطولة القسم الوطني الأول هواة أمام الاتحاد البيضاوي مما ضمن للفريق الأول للمحمدية الشباب الصعود للقسم الوطني الثاني ويفصله فقط خطوة للرجوع إلى مكانه الطبيعي بين أندية الصفوة الكبيرة، وبذلك يكون رشيد روكي قد نجح في خطوته الأولى كمدرب مما يؤكد أن له مستقبلا واعدا في هذا المجال. بالإضافة إلى نجاحه كلاعب في البطولة الوطنية وفي الاحتراف باسبانيا وقطر فقد نجح أيضا في استثمار ما حصل عليه من أموال بعرق جبينه في مسيرته كلاعب كرة على مدار 20 سنة في مشاريع تجارية خلق بها فرص شغل لشباب من المدينة وبالتالي ضمن لنفسه وسيلة للعيش الكريم له ولأبنائه وأسرته، فتحية لهذا اللاعب المكافح.