يتسم أغلب لاعبي كرة القدم بالمحمدية بالذكاء وبالتقنيات الكروية الملفتة، ويلعبون بمستويات مختلفة، ومنهم المتألقون الذين يفرضون أنفسهم كلاعبين متميزين، ولا يوجد شك بأنهم يتمتعون بجودة عالية في اللعب، لذلك تتم مراقبتهم باستمرار من طرف عيون المسؤولين التقنيين عن المنتخبات الوطنية بكل فئاتها … المحمدية كمنبع لا ينضب لإنتاج اللاعبين المهاريين بمستويات تبهر المتتبعين، لم تبخل يوما في تزويد المنتخبات والأندية الوطنية بلاعبين ذاع صيتهم في الملاعب وطنيا، إفريقيا وعالميا، وعلى مدار عقود من الزمن … في هذا الشهر المبارك ننشر كل يوم على صفحات فسحة رمضان بجريدة الاتحاد الاشتراكي حلقات من تاريخ مشاركة لاعبين دوليين من أبناء المحمدية في المنتخبات الوطنية…
داعب طارق جرموني الكرة لأكثر من عشرين سنة بين كل الفئات العمرية، وترك بصمات واضحة منقوشة في ذاكرة كل متتبعي كرة القدم، ويعتبر حارس المرمى الأكثر تتويجا بالألقاب في العشرينيات الأخيرة، رجل خلوق منضبط قليل الكلام مسالم يحب الناس ويحبونه، لا يتصنع المشاكل ولا يبحث عن الأعذار، كل الأندية الوطنية التي لعب لها تذكُره بالخير، أينما مر كحارس مرمى متميز إلا وترك الأصداء الطيبة وبصمته كحارس متألق … من مواليد مدينة المحمدية في 1977/12/30، الطول 1،93 ،الحذاء الرياضي 44، مركز اللعب حارس مرمى، متزوج وأب لأربعة أطفال. كبقية اللاعبين المغاربة بدأ طارق حياته مع المستديرة وهو صغير رفقة أطفال من سنه في الحي الذي يسكنه، ثم تطور وبدأ يلعب لفرق الأحياء، فاكتشفه مسؤولو الفئات الصغرى لشباب المحمدية، وعملوا على إلحاقه بالأقسام الصغرى للفريق، وتدرج عبر كل فئاته العمرية ليبزغ نجمه ويحظى بالمتابعة والاهتمام من طرف قسم الكبار الذي التحق به في سنة1996 وقدم مباريات كبيرة في الذود عن عرينه في حراسة مرمى شباب المحمدية لمدة أربعة مواسم، ليخطفه فريق الوداد البيضاوي كحارس أساسي لموسمين 2002/2000 وفي موسم2003/2002 التحق بالاحتراف خارج المغرب وبالضبط بالفريق الأوكراني الشهير «دينامو كييف»، وبسبب الطقس الصعب في أوكرانيا والبرد القارس والثلوج التي تلازم هذا البلد طيلة فصول السنة، تعرض لإصابة جعلته يغيب عن المباريات، ونظرا لقساوة اللعب والظروف المذكورة، رجع للبطولة الوطنية من بوابة فريق الجيش الملكي ولعب له ستة مواسم2009/2003، ومن الجيش الملكي انتقل طارق لفريق الشياطين الخضر الرجاء العالمي لثلاثة مواسم 2012 /2009… لعب لكل الفئات العمرية للمنتخب الوطني، الفتيان الشبان ثم المنتخب الوطني الأول، ففي منتخب الشبان لعب من1997/1995 وفاز معه بكأس إفريقيا للشباب تحت قيادة المدرب رشيد الطاوسي، بعده لعب للمنتخب الأولمبي الذي تأهل للألعاب الأولمبية سيدني2000، وبعد الألعاب الأولمبية نودي عليه للمنتخب الوطني الأول ولعب 45 مباراة دولية بين الرسمية والودية ولمدة ثمان سنوات2008/2000، ثم اعتزل اللعب دوليا. ويعتبر الحارس الخلوق والمتألق جرموني من أكثر حراس المرمى في العشريات الأخيرة فوزا بالألقاب: – مع الجيش الملكي خمسة ألقاب لكأس العرش، بطولتان للدوري الوطني، كأس الاتحاد الإفريقي . – مع الوداد البيضاوي، لقب كأس العرش، لقب كأس الاتحاد الإفريقي. – مع الرجاء العالمي، البطولة الوطنية. – مع المنتخب الوطني للشبان، لقب كأس بطولة إفريقيا للأمم للشباب وهو اللقب الوحيد لهذه الفئة لحد الأن مثله مثل المنتخب الأول. وفي سنة 2013 اعتزل طارق الجرموني بصفة نهائية كرة القدم حيث اتجه لميدان التدريب مثل أغلب اللاعبين الدوليين، بعد أن حصل على دبلوم يخول له تدريب حراس المرمى، وهو الآن يدرب شباب المحمدية كمساعد لرشيد الروكي، وقد نجحا معا في الصعود بشباب المحمدية إلى القسم الوطني الثاني، أما وقت فراغه فيقضيه مع عائلته والجلوس مع أصدقائه…