«المغرب حدد اختياراته وتوجهاته والتزاماته من خلال بناء مجتمع تسوده الحرية والمساواة والديمقراطية والسلم كما ينص على ذلك دستور 2011 ، الذي يعتبر بحق ميثاقا لحقوق الانسان ، تحدد ديباجته كما بنوده معالم الوطن الذي ننشد بنائه والمواطنين الذين نطمح الى تنشئتهم للقيام بمسؤوليات الغد القريب . لذا يجب أن نكون مقتنعين أن نشر وترسيخ قيم و ثقافة حقوق الانسان له ارتباط وثيق بالمنظومة التربوية المعتمدة , ومدى تشبع الفاعلين الأساسيين فيها بالقيم السامية ، وهم الأساتذة الموكول إليهم مهمة تفعيل وتنزيل تلك المنظومة في انسجام وتناغم مع روح الدستور « . كان هذا مقتطف من كلمة قوية ألقتها سلمى الطود رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالشمال ، وهي تشرف مساء يوم الخميس 18 دجنبر بالمركز الثقافي بتطوان ، رفقة عبد الوهاب بنعجيبة مدير أكاديمية التربية والتكوين لجهة طنجةتطوان على حفل تتويج الأندية الفائزة في المباراة الجهوية الأولى لنوادي حقوق الانسان بمؤسسات التعليم الثانوي التأهيلي . بدوره توقف مدير الأكاديمية في كلمته بالمناسبة على ما جاءت به اتفاقية الشراكة التي تجمع اللجنة الجهوية لحقوق الانسان والأكاديمية الجهوية ، والتي تهدف إلى نشر وترسيخ قيم المواطنة والسلوك المدني في صفوف الناشئة . ولم يفته وهو يتحدث عن الخطوط العريضة لرؤيا 2030 للنهوض بالمدرسة المغربية الإشارة الى أنه من بين الأولويات التسعة التي سطرتها الوزارة هذه السنة وتتربع عرشها هناك أولوية « مدرسة الاحترام والمواطنة« . وفي هذا السياق أعلن عن « اتخاد مبادرة مع شركائنا لتفعيل كل أندية حقوق الانسان والمواطنة وتقديم الدعم اللازم لترسيخ هذه القيم«. فقرات الحفل الحقوقي التربوي جاءت غنية بأنشطة نوعية. فقد تابع الحضور المدني والحقوقي والتربوي والرسمي الذي حج الى المركز الثقافي من أقاليم الجهة، شريطا يصور أهم الأنشطة التي نظمتها الأندية الحقوقية وهي تستضيف القافلة الجهوية لأندية حقوق الأنسان التي حطت بكل النيابات التعليمية مباشرة بعد انطلاق الموسم الدراسي الحالي . بعد ذلك تنوعت فعاليات هذه الأمسية الجميلة التي نالت اعجاب الجميع ، وأكدت بأن المدرسة المغربية خزان للطاقات والكفاءات الواعدة لو وجدت من يصقلها ، ولو تم تشذيب أغصان البيئة التي يتم انباتها بها ، ( توزعت ) بين المسرح والغناء كلها جاءت حاملة لرسائل حقوقية تنبذ العنف والكراهية والتمييز ، وتدعو للمساواة والتعايش . وفي هذا السياق كان للنداءات التي أنجزها تلاميذ المؤسسات التعليمية بالجهة بمناسبة احتضان بلدنا للمنتدى العالمي لحقوق الانسان أواخر شهر نونبر وقعا قويا على الحضور حين صدح صوت تلميذ عاليا وهو يتلو نداء مؤسسته قائلا « نحن شباب الثانوية التأهيلية 3 مارس بجماعة سيدي رضوان بنيابة وزان نتوجه إليكم بهذا النداء الذي نعبر لكم من خلاله على قلقنا إزاء تنامي ظاهرة التطرف والتعصب والإقصاء ، الشيء الذي يتعارض مع القيم الانسانية الكونية والمواثيق الدولية التي تنص على احترام الحق في الانتماء والاعتقاد , وتحث على التسامح والتعايش بين الشعوب والجماعات والأفراد « ، نداء لم يكن يعلم هذا التلميذ القادم من المغرب العميق بأنه عندما كان يقرأه ، كانت روح الشهيد عمر بنجلون الذي ذهب ضحية التطرف والتعصب، تحلق عاليا بمناسبة الحفل الحقوقي التربوي الذي تصادف مع حلول الذكرى 39 لاغتياله ( 18 دجنبر 1975) . الستار أسدل على هذا الحفل البهيج بتوزيع مجموعة من الجوائز على الأندية الفائزة بالمباراة الحقوقية الجهوية ، وشهادات تقديرية على الأندية المشاركة في القافلة الجهوية , وقد سجل الحضور بأن أهم الجوائز كانت من نصيب أندية حقوق الإنسان والمواطنة التي تشتغل بالمؤسسات التعليمية التأهيلية بالمغرب العميق , وهو معطى له أكثر من دلالة .