عرفت قاعة العرض (دوزار) بمراكش، تظاهرة فنية، تحت عنوان «الفن في خدمة التعايش» من 18 إلى 20 أبريل 2019 بمشاركة خمسين فنانا من مختلف مدن المغرب من بينهم (عبد الهادي بن بلا، حسن حشان، حسن زداني، مونية عمور، عبد العزيز أوشطو، فوزية كسوس، محمد نجاحي، محمد لبيض، حنان فسحي نادية غسال، سالم شواطة، ابراهيم عامري، سعيدة بنحمو…)، بالإضافة إلى حضور فنانين من الجزائر وتونس وروسيا وبلجيكا والكامرون وفلسطين (سيدي يخلف بوزيان، إيكورلوكينوف ،كريمة بلوسيف، عائشة مدران، جان بيير دوواي، كلودينميستاري، ياسين أمير، بهاء أبو زيدان، حنان سعد الله، رانية سيدي يخلف…)، حيث كان الهدف من هذا اللقاء حسب المنظمين، هو التعارف وتبادل الخبرات والتقنيات الخاصة بمجال التشكيل مع تبادل الآراء في إطار تعايش سلمي يطرح أسئلة عميقة حول مفهوم ماهية التعايش، خاصة في هذا الظرف بالذات الذي أصبح يعرف خلافات متعددة على جميع الأصعدة، سواء منها السياسية أو العقائدية وحتى الفكرية والإبداعية. وبهذه المناسبة نظمت ندوة حول محور التعايش شارك فيها الناقد شفيق الزكاري إلى جانب الناقد حسن الغدش، لمناقشة مفهوم التعايش في الفن لما لهذا المصطلح من أهمية على مستوى حمولته العقائدية والدينية والتاريخية وحتى الفنية، حيث تناوله شفيق الزكاري كمفهوم منفتح على كل التأويلات الممكنة، شريطة أن يتم التعامل معه بكل أريحية وإيمان بضرورة الانخراط في صيغ احتضانه، كلغة عالمية تجاوزت وكسرت الحدود الجغرافية واللغوية السائدة، باعتبار أن فكرة التعايش في الفن هي الوسيلة الوحيدة للتواصل مع الآخر دون أية ضرورة تفرضها طبيعة اللغة المقروءة أو المكتوبة. فلغة الألوان والأشكال والأبعاد والمواد ،بتنوع مصادرها ونتوءاتها في نظره، هي اللغة الكونية الوحيدة القادرة على اختراق صمت المبدع والمتلقي معا، في إطار توليف القلوب وتقارب وجهات النظر مهما كان الاختلاف جنسيا أو عرقيا أو دينيا أو حتى سياسيا. بينما تناول حسن الغدش هذا المفهوم من الزاوية التاريخية، معتمدا في تحليله الدقيق على نماذج لا يمكن إغفالها، كانت من بين العتبات التي فتحت نوعية هذا الحوار على المستوى المرئي في بعده الفلسفي والاجتماعي، مستشهدا بمحطات تفاعلت مع الأحداث الفكرية والسياسية في بعدها الإبداعي، معتبرا أن هذه التظاهرة هي سيرورة تاريخية، كتيمة موسومة ب «التعايش»، لا توحد هذا المعرض كتقنية وكاتجاه معين فقط، بل كفكرة وموضوع منفتح على كل الاتجاهات والتأويلات حسب مرجعية كل فنان، وتسلسله الإبداعي ضمن نسق البحث الفردي وتطوره.