فاز مشروع "البقال الإليكتروني" لصاحبه أمين سليماني بنهائيات "تحدي فلاحة المستقبل-المغرب" التي جرت على هامش الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، منتزعا بذلك بطاقة تمثيل المغرب في نهائيات "تحدي فلاحة المستقبل" التي ستتنافس خلالها 100 مقاولة ناشئة (ستارت آب) من مختلف دول العالم مايو المقبل في اليونان. وستنظم المسابقة الدولية على هامش "القمة العالمية لريادة الأعمال الفلاحية"، والتي يرتقب أن تستقطب 13 مليون زائر. وقال سليماني للاتحاد الاشتراكي "هذه المشاركة تشكل فرصة للتعريف بالمغرب وما يزخر به من منتجات مجالية في إطار هذه القمة التي تستقطب ملايين الزوار. كما أنها تشكل مناسبة للبقال الإليكتروني لاستكشاف فرص التصدير وربط شراكات دولية". الفكرة التي أسس عليها سليماني مقاولته الناشئة قبل عام انطلقت من حاجة المنتجات المجالية المغربية إلى منصة إليكترونية للتسويق والوزيع. وسبق لمقاولته أن فازت بجائزة اللوجستيك بسبب إدخالها للدراجات ثلاثية العجلات التي تتحرك بالكهرباء في مجال التوزيع وتسليم منتجاتها بالدار البيضاء، وعزمها على توسيع استعمالها لباقي المدن المغربية. قبل إطلاق شركته اشتغل سليماني في القطاع البنكي ثم في قطاع الاستشارة بفرنسا. وخلال عمله اشتغل في صفقات بالمغرب تعرف خلال إحداها عن كثب على قطاع المنتجات المجالية، لتتولد لديه فكرة مشروعه. وحاليا تعرض الشركة على موقعها على الانترنيت نحو 50 منتوجا مجاليا مغربيا، من خلال عقود مع المنتجين والتعاونيات. وتتولى الشركة مهام الترويج والتسويق والبيع على الشبكة العنكبوتية، إضافة إلى التوزيع والتسليم في المغرب وفي الخارج أيضا من خلال التعاقد مع الشركات الكبرى للبريد والإرساليات. أما الشركة الناشئة التي فازت بالمرتبة الثانية في نهائيات "تحدي فلاحة المستقبل-المغرب" فهي شركة للخدمات الهندسية تشكلت حول فكرة استعمال تكنولوجيا النانو في مجال السقي الزراعي. ويمكن هذا النظام الجديد، الذي يعتمد أنابيب تحت أرضية ذات ثقوب متناهية الدقة (نانوميترية)، من اقتصاد المياه بنسبة تصل إلى 80 في المائة مقارنة مع نظام الري بالموضعي التقليدي (قطرة قطرة). غير أن المشكلة التي يواجهها المنتوج الجديد تكمن في ارتفاع تكلفة تثبيته مقارنة بنظام الري الموضعي، وعدم ملائمة المنظومة الحالية لدعم استعمال تقنيات الري العصري، والتي أعدت خصيصا لتعميم الري الموضعي. ونظمت نهائيات "تحدي فلاحة المستقبل-المغرب" في الفضاء الخاص الذي أعده القرض الفلاحي للمغرب للمسابقات المتعلقة بمشاريع وأفكار الشباب لتطبيق التكنولوجيا الرقمية في المجال الزراعي، حيث خصص رواقين كبيرين على مساحة 3000 متر مربع لهذه المنافسات التي شارك فيها نحو 230 شاب من حاملي الأفكار القابلة إلى التحول إلى شركات، بالإضافة إلى نهائيات "تحدي فلاحة المستقبل-المغرب" التي شاركت فيها 8 مقاولات ناشئة. واشتغل الشباب المشاركين في إطار فرق تم تشكيلها على أساس الأفكار التي تمكنت من تجاوز طور الإقصائيات. وعلى مدى 48 ساعة من العمل التي استغرقتها مسابقتي "الهاكاتلون"، تحت إشراف خبراء وأطر مالية ومتخصصين في إمشاء المقاولات وبنكيين تابعين للقرض الفلاحي، تم اختيار أفضل ثلاث مشاريع في كلا المسابقتين، والتي تمحورت إحداها حول تطبيق التكنولوجيا في الفلاحية (أغريتيك)، والثانية حول تطبيق التكنولوجيا في التمويل الفلاحي (فينتيك). وبغض النظر عن الفوز وعن الجوائز مكن الهاكلتلون المشاركين من الاحتكاك مع خبراء ومستشارين في تركيب المشاريع وإنشاء المقاولات، وشاركوا في عملية انطلقت من فكرة وصولا إلى مشروع، واشتغلوا على ذلك في إطار فريق، الشيء الذي شكل بالنسبة إليهم تدريبا مكثفا في مجال الإبداع والإبتكار وإطلاق المشاريع. ويندرج هذا الفضاء وهذه المنافسات في سياق البحث عن رافعات جديدة للنمو والتشغيل في العالم القروي، من خلال تحفيز الشباب، خصوصا حاملي الشهادات، للبحث عن حلول مبتكرة ومسايرة للعصر.