يسعى اليابانيون إلى جعل المغرب بوابة رئيسية للولوج نحو الأسواق الافريقية، وقد وطدوا تواجدهم في المملكة من خلال افتتاحهم نهاية الأسبوع الماضي مكتبا للمنظمة اليابانية للتجارة الخارجية (JETRO) بالرباط ، وهو المكتب الأول من نوعه في شمال إفريقيا والسادس في إفريقيا بعد جوهانسبورغ، والقاهرة، ولاغوس، ونيروبي، وأبيدجان، و77 ضمن شبكة دولية تعمل كخلية نحل للبحث عن منافذ لتصريف الصادرات اليابانية . وقد أكد مدير المنظمة اليابانية للتجارة الخارجية، خلال حفل الافتتاح الرسمي، أن المكتب الجديد سينكب من جهة على تطوير المبادلات التجارية بين المغرب واليابان، ومن جهة ثانية على اتخاذ المغرب كمنصة لإطلاق الاستثمارات اليابانية نحو القارة السمراء. وقد اعتبر اليابانيون أن الاستقرار السياسي للمملكة وموقعها الجغرافي، والعلاقات التي نسجتها مع كل من الاتحاد الاوربي من جهة والدول الافريقية من جهة ثانية، هي العوامل الرئيسية التي كانت وراء اختيارهم للمغرب كبوابة للمقاولات اليابانية التي تسعى للاستثمار في القارة السمراء ، وهي المهمة التي ستقوم المنظمة اليابانية للتجارة الخارجية بتسهيلها من خلال المكتب الجديد، بنفس القدر الذي سيسعى فيه هذا المكتب إلى تسهيل ولوج المستثمرين المغاربة بدورهم الى السوق الياباني الذي يزخر بالفرص. جاذبية المغرب للمقاولات اليابانية بدأت خلال السنوات الأخيرة تأخذ منحى متسارعا خصوصا في قطاعات الإلكترونيك والسيارات ، كما أن اليابان بدورها بدأت تشكل قطب اهتمام للمقاولات المغربية خصوصا تلك العاملة في قطاع الصناعات الغذائية، وهو ما سيسعى المكتب الجديد للمنظمة اليابانية للتجارة الخارجية من أجل تطويره قصد تشجيع الشركات المغربية لتكييف منتجاتها مع السوق اليابانية. من جهته يسعى المغرب للاستفادة من الخبرات التكنولوجية الواسعة التي راكمتها الشركات اليابانية في القطاعات التقليدية مثل صناعة السيارات، والطاقة، والبيئة، أو المعدات الطبية والبنى التحتية، وهو ما يمكن أن يدمجه في مخطط التسريع الصناعي. وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، اعتبر في كلمة بالمناسبة، أن تدشين هذا الفرع الجديد يفتح صفحة جديدة في تاريخ التعاون بين المغرب واليابان ويعكس الطموح المشترك لكلا البلدين لتعزيز العلاقات الاقتصادية والشراكة المغربية ? اليابانية، مشيرا إلى أنه "بالإضافة إلى دوره في تشجيع التجارة، فإن مكتب المنظمة اليابانية للتجارة الخارجية بالرباط، مدعو للاضطلاع بدور مهم باعتباره صلة وصل بين الفاعلين في مجال الأعمال في كلا البلدين، في التزويد بالمعلومات بخصوص فرص الأعمال المتاحة بهما، وتحسيس المقاولات اليابانية بالامتيازات التنافسية المتعددة لوجهة المغرب". أما رئيس المنظمة اليابانية للتجارة الخارجية هيرويوكي ايشيجي فقال إن تدشين هذا المكتب بالرباط يهدف إلى تعزيز المبادلات والاستثمارات بين البلدين، تعزيز شراكتهما في إطار علاقة تعاون مربحة للطرفين. وأكد المسؤول الياباني أن "المغرب يتوفر على مؤهلات اقتصادية مهمة، ولاسيما استقراره السياسي والاقتصادي، وانفتاحه وسهولة الولوج إلى الأسواق الأوروبية والإفريقية".