رغم مؤهلاتها الاقتصادية والبشرية يشاء القيمون على تسيير الشأن المحلي بجماعة الساحل أولاد احريز- عمالة إقليمبرشيد ، على اختلاف مسؤولياتهم ومستوياتهم ، واختلاف توجهاتهم السياسية، أن يخالفوا ويعاكسوا ركب التقدم ويتخلفوا عن موعد قطار التنمية رغم سابق إشعارهم واستشعارهم عبر الدينامية والحركية ، بل والتقلبات الإقليمية والدولية تلبية لنداء المطالب الشعبية للرقي والنهوض باقتصادنا الوطني، ورغم مؤهلاتها على مستويات مختلفة، إذ تعد من ضمن أغنى الجماعات الترابية حسب العارفين بحكم تواجدها برقعة جغرافية متاخمة لعدة مدن كبرى كالبيضاء، قطب الاقتصاد المالى الوطني، بل وتواجدها بجهة من كبريات وأهم جهات المملكة ( جهة الدارالبيضاء – سطات )، رغم كل هذه المؤهلات التي حبا الله بها هذا الربع الغالي من الوطن ، إلى أنها تعيش واقعا «مأساويا» نتيجة عبث بعض من «قذفت» بهم قوائم النظام اللائحي إما ، بطريقة أو بأخرى ، لعالم التسيير ؟ فهي تعيش وطأة التهميش على مستويات مختلفة بدءا بتشتيت المرافق الإدارية وشساعة المجال الترابي للجماعة بعد التقطيع الترابي الأخير ومقص أصحاب القرار بهدف عزل النخبة السياسية لمضايقة وتشديد الخناق على رموز ومناضلي ومناضلات الأحزاب الوطنية الجادة ، مما كلف مواطني «الساحل» قطع أزيد من عشرين كلمترا أحيانا للحصول أو إنجاز وثيقة ما ، دواوير أولاد مومن وأولاد علال والموانيك وسيدي قاسم ثم حمداوة وشرقاوة نموذجا ، في غياب تأهيل الطرق والمسالك وإصلاحها، بل وانعدامها أحيانا كوضعية الطريق الإقليمية رقم 3005 التي يعود تاريخها لفترة المستعمر، تحديدا المقطع القادم من مقر الجماعة نحو «دورة لهراوي « والمسلك الطرقي المخترق لدوار الجوالة الرابط بين الطريق السيار وضيعة «بنزاكور» ، دون الحديث عن المجال الصحي، إذ لاتتوفر الجماعة ،رغم شساعة النفوذ الترابي ، إلا على « شبه مستوصف صحي « في حاجة ل «علاج» آني وعاجل لهشاشة بنيته وضعف موارده اللوجستية والبشرية وانعدامها في أغلب الأحيان، حيث من بين غرائب هذا المرفق ، وخلال زيارة عامل الإقليم في إحدى المناسبات سابقا ، أنه تم استقدام معدات طبية لتلميع صورة المرفق وفور انتهاء الزيارة العاملية ومغادرة الوفد المرافق له، مباشرة تمت عملية شحن المعدات وإرجاعها لوجهتها ، ناهيك عن تهميش شباب و أبناء المنطقة، إذ يغيب عن مفكرة مسؤولي «الساحل» التفكير في بناء وإنشاء ملاعب القرب أو دور الشباب أو مراكز للتكوين أو مشاريع مدرة للدخل أو ماشابهها من مرافق ذات النفع تصقل وتبرز من خلالها مؤهلات شباب المنطقة ، وبالتالي يتم تحقيق ، أو المساهمة ، على الأقل، في خلق التنمية المستدامة؟ لكن ما تعرفه الجماعة – خلافا لما تطمح له الساكنة – أنها تعيش على إيقاع التطاحنات والمشاحنات السياسوية ، والتي يؤدي فاتورتها المواطن من خلال تعطيل سبل التنمية الحقيقية ، وذلك ضدا على ما تنص عليه بنود دستور 2011 ، في وقت يتم الترويج لمهرجانات موسمية تتناقض وتتعارض ومقومات مهرجان وبميزانيات ضخمة تستدعي تدخل الجهات المسؤولة لفتح تحقيق في الموضوع .