تعيش الجماعة القروية حودران التابعة لإقليم الخميسات حسب العديد من السكان، أقصى درجات الإقصاء والتهميش من المسؤولين والمنتخبين المحليين، كما أنها تعاني من غياب البنيات التحتية وتفتقر إلى المرافق الحيوية مثل دارالشباب والثقافة ودار للولادة وغيرها من المرافق الاجتماعية الأخرى، مما يدفع سكان الجماعة القروية المنسية وجمعيات المجتمع المدني في التفكير في خوض أشكال نضالية واحتجاجية خلال الأسابيع المقبلة لإيصال احتجاجاتهم وصوتهم إلى المسئولين المحليين والإقليميين، من جهة وإثارة انتباههم لحالة الطوارئ التي تعيشها مجمل مرافق الجماعة القروية المهمشة منذ نشأتها، وكذلك غياب الاهتمام بحاجياتهم الإدارية وغيرها، والإهمال الممنهج والتقصير من طرف المنتخبين وعدم استفادة الجماعة من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فيما يخص المسالك الطرقية داخل الجماعة، لاسيما، الدواوير التي تعيش عزلة تامة كدوار أيت الغازي الدائرة الانتخابية رقم 11 التعاونية الفلاحية ودوار تانوبارت، بالإضافة إلى دور الطالب والطالبة، كما تفتقر الجماعة إلى مطرح للنفايات الصلبة والسائلة، إذ عبر سكانها عن تذمرهم من الضرر والمشاكل البيئية التي يتسبب فيها المطرح العشوائي الموجود على بعد أمتار من مقر الجماعة مما يدفع بالاحتجاجات اليومية لأصحاب الأراضي الفلاحية المجاورة له إذ تغزوها الأكياس البلاستيكية. وطالب المحتجون بضرورة إحداث مطرح خارج المركز يستجيب لمتطلبات السكان وحمايتهم من الروائح الكريهة بالإضافة إلى مطالبة السكان بإخراج التصاميم النموذجية إلى حيز الوجود . وإذا كانت الطرق والمسالك اللائقة مقياسا لكل تنمية محلية، فان ما يعيشه هذا القطاع بالجماعة يبقى خير نموذج صارخ للإهمال واللامبالاة حيث المسالك في وضعية مزرية للغاية وهي حديثة العهد كالمسلك الرابط بين مدرسة أيت الغازي ودوار آخر يستدعي من المسؤولين الإقليميين بإيفاد لجنة مختصة وتقنية للمعاينة. أما عن قطاع الصحة شبه عديم الفائدة بحيث يتواجد بالجماعة مستوصف واحد ووحيد يشتغل به ممرضين لا حول لهما ولا قوة وطبيب مواظب على الحضور صباح كل أربعاء. يعاني هذا المرفق العمومي من قلة إن لم نقل انعدام التجهيزات الضرورية والأدوية بالرغم من الإقبال الذي يشهده من قبل المرضى والنساء الحوامل والأطفال لكنهم يعودون بخف حنين وكثيرا ما يغير هؤلاء وجهتهم نحو الخميسات أو الرباط حيث تواجد أطباء القطاع الخاص لتلقي العلاج. وكلما جاء إحدى الحوامل مخاض عسير تبقى قاب قوسين أو أدنى من الموت، أما الفقراء ومنعدمو الإمكانيات فلا شيء بالنسبة لهم غير تجرع الآلام ممددين على الأرض يترجون الألطاف الربانية عسى تأتي بالشفاء والإفلات من مخالب الموت، أمام هذه المعاناة التي زادها توالي الأيام تعقيدا كما زاد الخصاص استفحالا، يطالب السكان المسؤولين التدخل العاجل لرفع التهميش والحصار المضروب على منطقتهم المنسية هاته دون نسيان خلق اوراش تنموية فلاحية لامتصاص آفة البطالة المتفشية وسط الشباب لأن ذلك خطة لغاية وضع حد للتهميش وللهجرة القروية نحو المدن وتوفير شروط الاستقرار .