أعلنت التنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب، يوم السبت 6 أبريل 2019 ، عن تسطيرها لأشكال احتجاجية جديدة، تتمثل في تنظيم اعتصامات إنذارية محلية لمدة 12 ساعة ابتداء من الساعة الثامنة صباحا، يومه الثلاثاء 9 أبريل بكل من وجدة وطنجة، وغدا الأربعاء بكل من مراكش وأكادير والدارالبيضاء، ثم بفاس يوم الخميس والرباط يوم الجمعة، إلى جانب تنظيم وقفات محلية بالتزامن مع الاعتصامات، فضلا عن الإعلان عن تنظيم مسيرة وطنية انطلاقا من وزارة الصحة صوب البرلمان يوم الاثنين 15 أبريل المقبل. «الاتحاد الاشتراكي» وتفاعلا مع النقاش الذي تعرفه كلية الطب العمومية، التقت المنسق الوطني للتنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب «أيوب ابوبيجي» وأجرت معه الحوار التالي: بداية أين وصل الحوار مع وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر؟ للأسف الحوار لم يفض لحدّ الساعة لأية خطوات عملية وإجراءات ملموسة، فقد كان هناك نقاش حول مجموعة من النقاط التي تخص الملف المطلبي، وتم تقديم بعض الوعود الشفوية بخصوص عدد منها، لكننا تعلّمنا انطلاقا من تجارب سابقة أن كل ما هو شفوي غير موثق لا يعدّ اتفاقا ملزما، بل أنه هناك اتفاقيات مكتوبة تم توقيعها لم تحترم، وعليه فلدينا تحفظ من العهود غير الموثقة والموقعة في ظل غياب التزام فعلي لتنفيذ وأجرأة ما يتم الاتفاق بشأنه للخروج من الأزمة التي تعاني منها كلية الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب. ماهي أبرز نقاط ملفكم المطلبي التي لأجلها تحتجون منذ مدة؟ إن ملفنا المطلبي الذي صودق عليه في الجموع العامة لطلبة كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة، يهمّ بالأساس الدفاع عن الجامعة العمومية والمستشفى الجامعي العمومي ضد الاستغلال من طرف الكليات الخاصة في إطار شراكات لا نعرف مضمونها، في ظل غياب المراقبة على هذه الكليات الخاصة، وعليه فنحن نطالب بالأساس بوقف استغلال القطاع العمومي من طرف القطاع الخاص، علما أننا نطالب بتأهيلهما معا حتى نمنح لطالب كلية الطب، في أي موقع كان، تكوينا في مستوى متطور ومتقدم. نقطة أخرى أريد لفت الانتباه إليها بمناسبة إجراء هذا الحوار مع جريدتكم، وعلى صدر ملحقكم الصحي المتخصص في القضايا الصحية، وهي المتعلقة بنظام الدراسات الطبية الجديد الذي افتتح في 2015، علما أنه لحدّ الساعة لا وجود للنصوص التنظيمية القانونية الواضحة، التي توضح السلك الثالث، أخذا بعين الاعتبار أن الطلبة هم على أبواب السنة الخامسة التي تعتبر المدخل صوب السلك الثالث، وعليه فإن الطلبة يعانون من ضبابية بخصوص مستقبلهم، ويتبين لهم أنه تغيب أية بوادر لإصلاح منظومة تكوين الطب في المغرب. نحن نطالب بالإفراج العاجل عن النصوص القانونية للسلك الثالث من نظام الدراسات الطبية الجديد، وأن يتم إشراك التنسيقية الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان في مراحل إعداد وتقييم هذا النظام، تطبيقا لمحضر اتفاق 3 نونبر 2015 الذي تم توقيعه بين وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة والتنسيقية الوطنية، الذي ينص في أحد بنوده على إشراك هذه الأخيرة في كل ما يهم أوراش الإصلاح التي تخص طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة. وإلى جانب ما سبق، أودّ كذلك لفت الانتباه إلى معاناة كبيرة يعيشها طلبة السنة السابعة الذين يتم الالتجاء إليهم من أجل سدّ الخصاص في المناطق النائية في ظل النقص الكبير في أعداد الأطباء، عوض اعتماد التوظيف وتقديم تحفيزات للأطباء لتحقيق هذه الغاية في المناطق النائية حتى يتسنى خدمة المريض المغربي، إذ تقوم الوزارة كل سنة بتعيين هؤلاء الطلبة للاشتغال في ظروف لا تحترم جودة التكوين ولا يمكن وصفها إلا بالكارثية، بحيث يكونون رهن إشارة مندوبي الصحة ويؤدون ثمن اختلالات المنظومة الصحية، الأمر الذي تترتب عنه تبعات سلبية على تكوينهم فيما بعد. لكن هناك من يرى أنكم تحرمون طلبة الكلية الخاصة من حقهم في التكوين الطبي، فما هو تعليقكم على ذلك؟ نحن كطلبة الطب بالكلية العمومية لا نحرم أحدا من حقه، بل على العكس من ذلك نطالب بتكافؤ الفرص وبتحقيق وضمان المساواة لجميع الطلبة. لسنا ضد طلبة الطب الخاص ولا نهدف من نضالنا حرمانهم من حقهم بل نسعى لأن نضمن لهم أيضا التوفر على تكوين في المستوى، لأن تنزيل الكليات الخاصة تم بطريقة عشوائية دون احترام القوانين وفي تغييب لآليات المراقبة التي يجب أن تمارسها الوزارة على الكليات الخاصة، وبالتالي فهم أيضا ضحية، فربما تم منحهم وعود تتمثل في تكوين جيد في الطب، لكن نوعية التداريب التي يجتازونها ونوعية الأهداف البيداغوجية لا ترقى للتكوين الجيد وللمعايير البيداغوجية التي تخص تكوين طبيب في مستوى خدمة المريض المغربي. إن طلبة الكيات الخاصة لا يأخذون حقهم في التكوين، ويجب أن يتم توفير مستشفى جامعي خاص بهم وأساتذة، ونفس الأمر بالنسبة للمباراة الداخلية في الكلية الخاصة، بعيدا عن استغلال القطاع العام، لأنهم ومعهم طلبة الكليات العمومية سيتضررون معا في ظل المناصب غير كافية المخصصة للتخصص وللداخلية، فكيف سيكون الأمر إذا ما تمت إضافة طلبة آخرين إذ سيتم الزج بالجميع في مستشفى ستتفاقم أزمته. كلمة أخيرة؟ إن تنسيقيتنا المكونة من 9 مكاتب تسطر برنامجها النضالي بناء على القرارات التي تتخذ في الجموع العامة من طرف الطلبة، ونحن نحتفظ بالحق في القيام بكل الأشكال النضالية والاحتجاجية السلمية للدفاع عن ملفنا المطلبي، ومنها مقاطعة الامتحانات إذ لا مجال للعودة إلى المدرجات في ظل الظروف التي تعيشها منظومة التكوين الطبي في المغرب.