توفي صباح أمس الأربعاء الفنان الكبير والمبدع محمد بسطاوي بعد معاناة طويلة مع المرض ، بالمستشفى العسكري بالرباط ، حيث كان يخضع للعلاج قبل أن يتدهور وضعه الصحي ويسلم روحه لبارئها. وبرز الراحل الكبير في العديد من الأعمال الفنية المسرحية والسينمائية والتلفزية ، وامتد عطاؤه على مدى سنين شخص فيها أدوارا فنية بحرفية وإتقان جعلته يحظى بحب الجمهور وينال اعتراف النقاد. ولد الفنان القدير بمدينة خريبكة سنة 1954 وانخرط في العمل المسرحي، حيث تألق مع فرقة مسرح اليوم ثم مسرح الشمس، وشارك في العديد من الأعمال بدءا ب"كنوز بلادي" عام 1997 وبعدها في العديد من الأفلام لمخرجين كبار من طينة محمد إسماعيل وسعد الشرايبي وفوزي بنسعيدي وكمال كمال. كما شارك في العديد من الأعمال الدولية والأجنبية التي صورت في المغرب، وبصم على حضوره اللافت بموهبة قوية في التمثيل مما جعله محط تقدير واحترام الجمهور، ويكون برأي النقاد نجم الشاشة المغربية في العشر سنوات الأخيرة. ويكفي في هذا الإطار ذكر بعض أعماله الدرامية ليبرز الدور اللامع و البصمة الخالدة التي وقع عليها في فن الدراما بالمغرب بحضور لافت وكاريزمية قل نظيرها ، باعتبارها كان مدرسة لوحده في الأداء و التشخيص المميز .. ونذكر في هذا السياق للتذكير فقط لا غير أدواره الشيقة في كل من الفيلم التلفزيوني " علال القلدة" للمخرج محمد اسماعيل، المسلسل التلفزيوني العربي " صقر قريش"، للمخرج السوري حاتم علي، الفيلم السينمائي "أياد خشنة"..... المسلسل التلفزيوني " دواير الزمان" للمخرج كمال كمال، الفيلم التلفزيوني " الطيور على أشكالها تقع" للمخرج محمد اشويكة، الفيلم التلفزيوني " الكبش " للمخرج نوفل برواي، السلسلة التلفزيونية " احنا جيران"، مسلسل " شريكتي مشكلتي".. هذا، وقد حظي الفنان القدير طيلة مساره الفني اللامع تكريمات في العديد من المهرجانات الوطنية ، كبيرها وصغيرها، يصعب في اللحظة هاته حصرها، سواء كانت مهرجان سينمائية أو مسرحية.. حيث كانت استجابته لها بعفوية وتلقائية وبترحاب كيبر ، كبر المحبة و التقدير والإعجاب الذي يكنه الجمهور المغربي بكل شرائحه الاجتماعية وفئاته العمرية لهذا الفنان المتأصل في التربية المغربية العريقة.. هذا الفقد الإنساني الفني الدرامي الكبير لفنان معطاء و سخي في فنه وعفوي.. سيترك فراغا كبير ومهولا على الساحة الفنية الدرامية التلفزيونية و السينمائية والوطنية لأنه كان يشكل إحدى العلامات الكبير المستأنس بها في لدى المشاهد المغربي، خصوصا في المواسم التلفزيونية الرمضانية، حيث كان ]يؤثث ، وبالأداء الرفيع الجيد جدا, الكثير من الانتاجات الدرامية في الموسم دون أن يدخل الملل إلى نفوس المشاهدين، بل كان ينقذ بحرفيته ومهنيته.. أعمالا درامية رديئة ويجعلها مقبولة أداء فقط. وبهذه المناسبة الأليمة تتقدم جريدة " الاتحاد الاشتراكي" بأحر التعازي والمواساة لأسرة الفقيد الصغيرة ، زوجته الفنان سعاد النجار وأبنائه أسامة، حسام، ..... ولمجموعة أفراد عائلته الفنية، راجية الله تعالي أن يمطره بشآبيب رحمته الواسعة ويلهم ذويه الصبر والسلوان . وإنا لله وإنا إليه راجعون