شيعت بعد صلاة عصر اليوم الأربعاء، بمقبرة الشهداء بالرباط، جنازة الفنان محمد بسطاوي الذي توفي اليوم بعد معاناة مع المرض. واحتشدت جموع غفيرة أمام مسجد الشهداء، حيث أقيمت صلاة الجنازة على الفقيد قبل أن يشيع الجثمان في موكب مهيب حضره، بالخصوص، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، السيد مصطفى الخلفي ووزير الثقافة السيد محمد أمين الصبيحي.. وداخل المقبرة كما في محيطها، تجمع عدد كبير من أبرز رموز المشهد الفني المغربي، في السينما والتلفزيون والمسرح، وشخصيات عامة وعموم محبي الفنان الراحل، في لحظة وداع أخيرة. وخيمت أجواء الحزن على مشهد الجنازة خصوصا بين أوساط أصدقاء الراحل ورفاقه في مسيرته الفنية الحافلة. وتبادل ممثلون ومخرجون من مختلف الأجيال، وشخصيات من مختلف قطاعات الفن ومؤسساته، العزاء في فقدان واحد من أبرز نجوم وصناع الفرجة السينمائية والتلفزيونية والمسرحية بالمغرب. ومن جهتها، نعت النقابة المغربية لمحترفي المسرح "رحيل أحد مبدعي المسرح والتلفزيون والسينما المغربية"، معبرة عن "عميق حزنها وبالغ أساها لهذا المصاب الجلل، بفقدان الساحة المسرحية المغربية لإحدى أهم شخصياتها البارزة، ولفنان مناضل، حفر مساره الفني والفكري بعصامية وصبر وإصرار". وكان بسطاوي قد فارق الحياة بالمستشفى العسكري بالرباط حيث كان يخضع للعلاج قبل أن يتدهور وضعه الصحي ويسلم روحه لبارئها. وتألق الراحل في العديد من الأعمال الفنية المسرحية والسينمائية والتلفزيونية ، وامتد عطاؤه على مدى زهاء ثلاثة عقود شخص فيها أدوارا فنية بحرفية وإتقان جعلته يحظى بحب الجمهور وينال اعتراف النقاد. ولد الراحل بمدينة خريبكة سنة 1954 وانخرط في العمل المسرحي حيث تألق مع فرقة مسرح اليوم ثم مسرح الشمس، وشارك في العديد من الاعمال بدءا ب"كنوز بلادي" عام 1997 وبعدها في العديد من الافلام لمخرجين كبار من طينة محمد اسماعيل وسعد الشرايبي وفوزي بنسعيدي وكمال كمال ومحمد مفتكر. كما شارك في العديد من الأعمال الدولية والأجنبية التي صورت في المغرب، وبصم على حضوره اللافت بموهبة قوية في التمثيل مما جعله محط تقدير واحترام الجمهور، ويكون برأي النقاد نجم الشاشة المغربية في العشر سنوات الاخيرة.