بمناسبة اليوم العالمي للشعر، ينظم مختبر البحث في علوم اللغة والخطاب والدراسات الثقافية، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة ، قراءات شعرية ولقاء مفتوحا مع إدريس الملياني يوم الخميس 28 مارس 2019 ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال بمدرج الدكتوراه بالجامعة. ويأتي هذا اللقاء في إطار ندوة سينظمها المختبر يومي الأربعاء والخميس، 27 و28 مارس، تحت عنوان: «الخطاب الشعري: أساليب التعبير وآليات التأثير». إدريس الملياني الشاعر والروائي والمترجم المغربي، أسس وأشرف على ملحق جريدة البيان الثقافي، وهو من المؤسسين لجمعية رواد القلم، وعضو اتحاد كتاب المغرب منذ 1967. نذكر من أعماله الشعرية دواوين:»أشعار للناس الطيبين»، «في مدار الشمس رغم النفي»، في ضيافة الحريق «،»قيثارة القصب»، « أزهار أولى» « أعْرَاسُ الميادين»، «نشيد السمندل» وعن منشورات اتحاد كتاب المغرب صدرت للشاعر «محكيات» بعنوان «فتاة الثلج» مصدرة بكلمات لأراغون وفرانسوا نوريسييه و» التراجيديات الصغيرة» لشاعر روسيا الأكبر ألكسندر بوشكين، ورواية «كازانفا» الصادرة عن دار «عين» المصرية ، بعد عمله الروائي الأول الصادر عن دار «دال» السورية بعنوان «ماتريوشكات.. عرائس روسية». يقول عنه الشاعر والناقد عبد اللطيف الوراري:» إدريس الملياني؛ شاعر مغربي تمتدّ تجربته لأكثر من أربعة عقود لم يكفّ عن تطويرها باستمرار. منذ الستينيّات وهو هنا، عينه على الجمال، وفي طرف لسانه قصيدة على الأهبة والسعة. إدريس الملياني دائما ما كنْتُ أنعته بالشاعر المغربي بحقّ، وذلك لأنّك تجد في شعره ملامح وأيقونات وروائح من المكان المغربي، والأسطورة المغربية، والطبع المغربي السمح الرقراق، من دون أن يعني ذلك أنّه أسير رؤية «هوياتيّة» مغلقة؛ فالشاعر منفتح ومتسامح، ومُطّلع على ما يكتبه الآخر الشعري، ومتفاعل مع أحداث عصره، بلا مطلق ولا متعاليات. وهو، عدا عن طيبوبته وقفشاته الخفيفة وميله إلى الاستمتاع بالحياة، شاعرٌ مشّاء. يمشي في الشارع العام تثيره هذه الشجرة أو تلك الفكرة، متأبّطا صحف اليوم التي لم تعد تروقه، وعلى طرف لسانه آتيٌّ من الشعر والنثر، وأحيانا تصلك دندناته الموقّعة رغم بؤس الثقافة في زمننا، وتبرُّمه من رجال الحال، ومن دار لقمان التي ما زالت على حالها. سألتُهُ إن كان راضيا عن نفسه وشعره بعد هذه السنين الطوال التي عاشها شاعرا وشاهدا: «هل أنا راضٍ؟ الجواب لا يمكن أن يكون إلّا بالنفي. لستُ راضيا، فما كنّا نحلم به سعينا إلى التعبير عنه، ولكن عندما نقرأ ما عبّرْنا عنه نجده قاصرا ودون ذلك الحلم. فالإنسان لا حدود لآفاقه وأبعاده، إذ هو دائما يريد أن يتجاوز ذاته ليعانق ذاته الأخرى، الحقيقية. إنّه مُقسّمٌ بين ما هو عليه الآن وما يحلم أن يكونه. أنا أحلم أن أكون مستحيلا، وقد كفّ رامبو عن كتابة الشعر لمّا عجز عن التعبير عن هذا المستحيل. الإنسان مادّي بقدر ما هو ميتافزيقي. ومع ذلك، المستحيل نُحقّقه فورا، أما المعجزات فلا تحتاج إلا لوقت قليل جدّا لتصبح منجزات، كان هذا مما تعلّمتُه من حُبّ موسكو التي لا تؤمن بالدموع».