أنس العاقل ممثل مغربي من مواليد مدينة شفشاون سنة 1975، و من خريجي المعهد العالي للدراما و التنشيط الثقافي لسنة 2000، شعبة التشخيص. يعرفه العديد من المغاربة من خلال مشاركته في العديد من الأعمال المسرحية و السينمائية و التلفزيونية، أبرزها مسلسل ” الحسين و الصافية ” . كما أنه اشتغل في العديد من الأعمال الدرامية الدولية. لكنه أيضا مخرج مسرحي و مؤلف، سبق و اقتبس رواية ” العريس ” لصلاح الوديع و حولها إلى نص مسرحي تم إخراجه من طرف فرقة ” أرض الشاون للثقافات ” و كتب مسرحية ” مبروك ” التي أعدها و أخرجها و له نصان مسرحيان ” جزيرة سلمون ” و ” هل تراني سعيدا “. حاصل على دبلوم الدراسات العليا المعمقة في الأدب و الفنون، و على شهادة الدكتوراه في المسرح سنة 2014. له رواية “هكذا تحدثت الشجرة “، كما صدر له هاته السنة كتاب ” الدراماتورجيا و التحليل الدراماتورجي “. من خلال حوار قصير أجرته معه ” الاتحاد الاشتراكي “، أوضح الفنان أنس العاقل عدة نقط تهم انشغالاته الانية و أيضا سبب غيابه كممثل عن عيون جمهوره . و هذا اللقاء جاء على هامش فعاليات الدورة 25 لمعرض الدولي للنشر و الكتاب الذي امتد منذ 8 إلى 17 فبراير الماضي، ضمن ما برمجه منظمو التظاهرة تحت محور بعنوان ” إصدارات في المسرح ” و الذي يسلط الضوء خلاله على مؤلفات تنتمي لمجال الحقل المسرحي، حيث تم تقديم مؤلفه الأخير.
هل أنس العاقل الكاتب والباحث في فنون المسرح، سيغلب على أنس الفنان. وهل ستتفرغ للكتابة والتدريس على حساب التمثيل؟ (ضاحكا) تنوع المجالات التي أشتغل بها يعد بالنسبة لي تنوعا للمعرفة لأنني، و على سبيل الإشارة، أشارك كثيرا كممثل في الأعمال الدولية أكثر مما أساهم في الأعمال المغربية. والسبب أنه لدي قناعة شخصية بألا أشارك إلا في الأعمال المغربية المتميزة، والتي تستطيع أن تقدم لي الإضافة و تخلق دهشة، أي الأعمال التي، في نظري، بها تسلية تتسلل بواسطتها المعرفة، وبالتالي، فإذا توفرت كل هاته الشروط، أكيد سأكون حاضرا، أما أن أكون ممثلا فقط للاستهلاك، فإن صوتي الداخلي يمنعني من ذلك. في المقابل، فإن الأعمال الدولية، توفر لي عدة أشياء أولاها الاحتكاك بثقافات مختلفة والتمرس على اللغات، فالتواصل باللغة الإنجليزية مثلا يجعلني أطورها أكثر. فضلا عن ذلك، فبها حرفية و سيناريوهات مكتوبة بشكل جيد، وظروف التصوير ككل تتميز بكونها تحترم الفنان.هاته الظروف لا تتوفر إنتاجيا، في الأعمال المغربية، وهذه هي الأسباب. لكن عندما يتوفر يوما ما عمل به جودة ويمكن أن أقدم فيه إضافة كممثل، سأشارك فيه بكل فرح. ما هو جديد أنس العاقل؟ انتقلت الآن لتجربة أخرى، و هي كتابة السيناريو، حيث سأساهم من خلال هذا الباب بعمل تلفزيوني سيعرض على التلفزيون في غضون رمضان المقبل. وسأعلن عن المزيد من المعلومات عندما يتم الشروع في تصويره و الاتفاق مع الجهة المنتجة. علاوة على هذا، فأنا أكتب في مجال الأفلام الوثائقية، فقد كتبت نص التعليق الذي يرافق الشريط الوثائقي “من كازا حتى لبحر” لليلى تريكي، و بالتالي فإذا لم أشارك كممثل في أعمال تقدم إضافة، فأنا أقترح أعمالا لآخرين، يمكن من خلالها أن يقدموا إضافة. من جهة أخرى، فحتى الأعمال التي أكتبها لا أحب أن أشارك فيها ككمثل، إذ وصلت إلى مرحلة لا أحب فيها أن أظهر كثيرا، لأن هذا يفقدني عفوية ذلك اللقاء الإنساني مع الناس، و التي يمكن أن أستفيد منها ككاتب. أحب أن أتسلل بين الطرقات و في الأماكن العمومية بكل حرية، أن أذهب لل”سويقة” وأن أحاور سائق الطاكسي بكل عفوية.