صرح وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، يوم الجمعة 1 فبراير بالرباط، في معرض حديثه عن أهم محاور برنامج الدورة 25 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، أن هذه الدورة التي ستحتضنها الدارالبيضاء ما من 7 الى غاية 17 فبراير الجاري، ستعرف مشاركة أكثر من 700 عارض، يمثلون أزيد من 40 بلدا . وأوضح الأعرج، في الندوة الصحفية التي خصصت لتقديم البرنامج أن هذه الدورة تحتفي بالأدب الاسباني كضيف شرف، ما يعكس عمق العلاقات الثقافية التي ربطت منذ قرون بين البلدين، وما عرفته هذه العلاقات من تلاقح واسترفاد، وتأثر وتأثير عبر حامل الترجمة، كان له بالغ الأثر في إغناء الثقافيتين معا، وهو ما سيعكسه المعرض من خلال استضافة مجموعة من الأسماء الإبداعية الإسبانية في لقاءات مشتركة مع المبدعين المغاربة. وفي هذا الإطار سيشهد المعرض تقديم بعض الترجمات من العربية الى الاسبانية والعكس كترجمة «ألف ليلة وليلة»، وتنظيم فقرات تجمع الكتاب ومترجميهم كالفقرة التي ستجمع بين الشاعر الإسباني أنطونيو غامونيدا ومترجمه خالد الريسوني والشاعر المغربي محمد بنيس ومترجمه الإسباني «لويس ميغيل كانيادا». واعتبر الأعرج أن من بين أقوى فقرات البرنامج، هناك تسليم جوائز ابن بطوطة لأدب الرحلة، والأركانة للشعر وجائزة القراءة التي تشرف عليها شبكة القراءة في المغرب ، بالاضافة الى العديد من الندوات التي ستقارب الشأن الثقافي المغربي، والقضايا التي يطرحها اليوم في إطار التعدد الثقافي الذي يعتز به المغرب، إن على مستوى اختلاف تعبيراته الثقافية والإبداعية، أو على مستوى التعدد اللغوي الذي ينصهر في نسيج واحد وينتصر للأدب المغربي ككل. كما أشار الاعرج الى أن جمهور المعرض سيكون على موعد مع الجديد في عالم الاصدارات بمختلف حقولها ، حيث ستعرض مختلف دور النشر المغربية ، آخر إصداراتها في الادب والنقد والدراسات والصادرة خلال موسم 2018-2019 ، مع تنظيم لقاءات لتوقيع هذه الاصدارات وهي فرصة للقاء المباشر بين الكتاب وقرائهم. حسن الوزاني ، مدير مديرية الكتاب بوزارة الثقافة، أكد من جانبه على أن الدورة الحالية، والى جانب احتفائها بالمبدعين والكتاب الحاضرين خلال فعاليات المعرض ، خصصت العديد من الفقرات للاحتفاء بالذاكرة الثقافية المغربية من خلال استحضار الانتاج الأدبي لأسماء راحلة بصمت الحقل الثقافي المغربي، بميسمها الخاص ومن بينها الباحث في تاريخ الغرب الاسلامي العلامة والمحقق محمد بنشريفة والروائي محمد لفتح والشاعر علي الصقلي، بالاضافة الى الاحتفاء الكبير الذي سيخصص للشاعر الفلسطسني الراحل محمود درويش الذي حل ضيفا على المعرض في دروات سابقة. وفي سياق ما سجلته الدورات الأخيرة من تزايد الإقبال على أنشطة المعرض، أكد الوزاني أن الحاجة أصبحت ملحة اليوم للتفكير في خلق معرض بديل يستوعب الأعداد الغفيرة للزوار التي بلغت الدورة السابقة 500.000ألف زائر، وهو ما ذهب إليه وزير الثقافة في معرض تعقيبه، حيث صرح أن الوزارة تشتغل على إعداد مشروع بناء معرض جديد بمواصفات تستجيب لانتظارات العارضين والزوار. ولتشجيع الاطفال على القراءة والانفتاح على ما تمنحه البوابة الثقافية من فرص الابداع والابتكار، خصص المعرض 120 فقرة تثقيفية لفائدتهم تشمل ورشات فنية ويدوية وعروضا مسرحية تربوية، وذلك داخل فضاء جديد . من جهته، أشاد السفير الإسباني دييز هوشلايتنر رودريغيز بالنجاح الذي يحققه المعرض الدولي للكتاب والذي يحافظ على قوته ومكانته واشعاعه الخارجي، معربا عن امتنانه على استضافة إسبانيا كضيف شرف خلال الدورة ال25 للمعرض للمرة الثانية بعدما تمت استضافتها خلال سنة 2005 مما سيمكن من تعزيز العلاقات المتينة التي تربط البلدين. وأضاف الدبلوماسي الإسباني أن إسبانيا ستكون حاضرة خلال هذا المعرض من خلال برنامج غني ومتنوع أعدته المديرية العامة لدعم الكتاب والقراءة والآداب الاسبانية التابعة لوزارة الثقافة والرياضة، مؤكدا أن أهمية مشاركة الرواق الإسباني تتمثل في تقديم نظرة شاملة للأدب الإسباني من خلال جميع تعابيره، سواء ما تعلق منها بالرواية والشعر فضلا عن تقديم محاولات لعمل مهم في ترجمة الكتب من اللغة العربية إلى الإسبانية أو العكس. من جانبها، كشفت نائبة المديرية العامة لدعم الكتاب والقراءة والآداب الإسبانية، عن مشروع ثقافي جديد سيتعرف عليه زوار خلال مشاركة إسبانيا بهذا المعرض، أطلق عليه اسم «سفر اللغات «، حيث اشتغلت كل من وزارة الثقافة الإسبانية والمديرية العامة للكتاب والقراءة وكذلك وزارة الخارجية الإسبانية ومعهد سرفانتس، على إعداد هذا المشروع الثقافي.