قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة يوم الجمعة في فاليتا (مالطا)، إن إنشاء مجموعة (المتوسط العشرة) هو «الطموح الحقيقي الذي أظهره المغرب من أجل المتوسط لتحريره من القيود والعراقيل التي تمنعه أحيانا من الجمع بين الإرادة والعمل، وسيكون وعاء لديناميات التعاون مع هندسة متغيرة ومتجددة ومبدعة». وأبرز بوريطة، في كلمة له خلال الاجتماع الخامس عشر لوزراء خارجية دول حوار (5 زائد 5 )لغرب المتوسط ، المنعقد في فاليتا ( 17-18 يناير)، أن اللحظة مناسبة للانتقال إلى مرحلة جديدة، قادرة على أن تطبع التعاون بين أعضاء (5زائد 5) بسرعة قصوى ونطاق وبعد أوسع، من خلال إنشاء مجموعة شراكة، تتجاوز النموذج التقليدي (5 زائد 5)، وهي مجموعة المتوسط العشرة. وأكد الوزير أن هذا الشكل الجديد، المرن والقابل للتكيف، من شأنه أن يمكن من تجاوز منطق الضفة التي تواجه الأخرى أو المعسكر ضد الآخر، وتعزيز بروز أوجه التعاون والتنسيق والتآزر غير المعقدة والمنفتحة والعملية، مما يسمح بفهم وتجاوب فعال للتحديات التي تواجه الجميع بالمنطقة. وبخصوص الهجرة والشباب، دعا بوريطة إلى إعداد نسخة (5زائد 5) من الميثاق العالمي (ميثاق مراكش) بشأن الهجرة، على وجه الخصوص، لتحديد وتنزيل أدوات العمل التي تندرج ضمنه، وفي نفس الوقت، يتم تكييفها مع منطقة البحر الأبيض المتوسط. وبعد أن شدد على العلاقة الواضحة بين الشباب والهجرة ، أشار الوزير إلى أن جلالة الملك محمد السادس أكد في رسالته إلى مؤتمر مراكش بشأن الميثاق العالمي للهجرة، أنه «في كل مرحلة من طرق الهجرة، وفي كل درجات الاندماج ومستويات التكامل بين التنمية والهجرة ، نسمع صوت الشباب ونعمل على التجاوب مع مطالبهم«. في هذا السياق، قال بوريطة إن الشباب، الذي يمثل اليوم أكثر من 60 في المئة من سكان بلدان (5 زائد 5)، هو فرصة وتحدي على حد سواء: فرصة، لأنه يمثل منجما من الإمكانات. وتحدي ، لأن هذا الشباب يجب أن يتطور في كنف المعرفة والعمل، وأن يجد المعنى في حاضره، والمحافظة عليه من التطرف بجميع أشكاله. وتابع «بهذه الروح يقترح المغرب تنظيم مؤتمر وزاري حول الشباب، يكرس التدريب والتعليم والتوظيف». ويبقى الوقت ملائما للاتفاق على «أجندة عمل من أجل الشباب المتوسطي»، وإشراك مختلف الجهات الفاعلة والمشغلين المعنيين بفعالية. وفي ما يتعلق بكأس العالم 2030، قال بوريطة إنه يجب أن تكون فكرة التنظيم المشترك بين المغرب واسبانيا والبرتغال لكأس العالم 2030 عنصرا للتعبئة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وأشاد ناصر بوريطة بأهمية ومرونة وقيادة هذا المنتدى المتوسطي الذي عمل على مدى ثلاثة عقود، ويعمل على بناء منطقة متوسطية موحدة وسلمية ومتضامنة وفعالة، مؤكدا على النضج الذي أظهره اليوم منتدى (5 زائد 5). ورحب وزير الشؤون الخارجية ببروز مبادرات مبتكرة جديدة، مثل المبادرة التي قادها رئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، لعقد مؤتمر قمة بين ضفتي المتوسط ، أو الاقتراح البرتغالي للحوار بين الاتحاد الأوروبي والمغرب العربي. وتضم مجموعة (5زائد 5)، التي تهدف إلى تعزيز الحوار بين دول غرب البحر الأبيض المتوسط، البلدان الخمسة المغاربية (المغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا وتونس) وخمسة بلدان أوروبية، وهي إسبانيا وإيطاليا وفرنسا ومالطا والبرتغال.