تعد الفنانة ثفرسيت يامنة ( ولقبها الفني يامنة نعزيز ثفرسيت) من بين أكبر رائدات الفن والغناء اﻷمازيغيين والتي تخصصت في فن ثموايت (الماية). بدأت مشوارها الفني في سن مبكرة، 1945 وعمرها لايتعدى15 سنة، ومنذ ذلك الحين أحبت هذا النوع الفني وكانت موهوبة فيه، كيف لا وهي التي نشأت بين أحضان اﻷطلس المتوسط ذي الطبيعة الفاتنة اﻷخاذة. من مواليد 1930 بدوار أيت حماد أوبولمان، قبيلة أيت لحسن، بلدة زيان، جماعة سيدي لمين، قيادة كاف النسور، إقليمخنيفرة. وعن اسمها العائلي جاء في كتاب كنوز اﻷطلس المتوسط لمؤلفه اﻷستاذ الباحث عبد المالك الحمزاوي، اسمها العائلي الحقيقي اﻷصلي هو»إفرستن»، وهو لقب سمي به جدها السيد موحى أوحمو الذي كان يمتاز ببنية جسمانية قوية، وقد حدث ذات ليلة أن هاجمته مجموعة من اللصوص، يرجح حفيده السيد محمد أولحسن أن تكون العصابة تتكون من ستة إلى سبعة أشخاص الذين كانوا يريدون أن يسرقوا منه ماشيته، فلما فطن بهم خرج ليواجههم وتمكن من صدهم بعد أن بطش بهم كلهم لوحده، دون أن تسجل أية حالة وفاة في صفوفهم، وفي اليوم الموالي شاع خبر الجد في القبيلة وكيف انتصر الرجل الشجاع على مهاجميه وأصبح حديثا على كل اﻷلسن التي تردد أن البطل موحى أوحمو»افترس اللصوص»، بمعنى أنه انتصر عليهم، وباﻷمازيغية يقال»إفرستن موحى». مع مرور اﻷيام تحولت هذه الكلمة إلى»أفرسي» وكان أفراد القبيلة، بعد وفاة البطل إفرستن موحى أوحمو، ينادون ابنه السيد «اعزيز « أب الفنانة يامنة باسم «أفرسي اعزيز» أو « مميس أوفرسي» أي ابن أفرسي، ومن المتداول عند أمازيغ اﻷطلس المتوسط بالخصوص هوتأنيث اﻷلقاب أو اﻷسماء العائلية للنداء على الفتاة أو المرأة، وهكذا تطور لقب «إفرستن» إلى أفرسي للمذكر و «تفرسيت» للمؤنث، وفي سنة 1968، اتخذت المرأة يامنة بنت اعزيز، لما كانت بصدد طلب كناش الحالة المدنية كاسم لعائلتها «تفرسيت « ويكتب بالفرنسية tafarssit حسب وثائقها الرسمية .. جمعها مسارها الفني مع مجموعة مشهورة من الفنانين الرواد، نخص بالذكر احماد نمينة، إيشو حسن، أوسيدان أوقاسي، وكانت تتراشق معهم بالشعر، كما رافقت أيضا فنانين آخرين منهم، حمواليازيد، موحا وموزو ن، الغازي بناصر، أبشار البشير، ميمون أوتوهان.. امتازت يامنة نعزيز بحنجرتها الذهبية والصوت الشجي الدافئ والقوي، وستبقى تموجاتها الصوتية خالدة، ويدل على هذا عجز كل مقلديها من الجنسين عن الوصول إلى ذروة صوتها، تناولت في أشعارها أغراضا مختلفة، مزجت بين ماهو عاطفي، اجتماعي ووطني، ومن أشهر أشعارها ثموايت التي قامت بتسجيلها باﻹداعة، وتبقى الذائعة الصيت منها، تلك التي تقول فيها، أذروخ إيوا رو ياخ ثين إيجظاظ أيا سمون قاري يعقوب أرث قار خ. رحلت يامنة نعزيز إلى دار البقاء يوم الثلاتاء 3 يناير 2006، وهي في سن 76 من عمرها، بعد معاناة مع المرض والفقر والتهميش، مخلدة اسمها في تاريخ الشعر الغنائي كمتخصصة في ثموايت، ودفنت مقبرة أحطاب بمدينة خنيفرة، رحمها لله.