على هامش الاجتماع التنظيمي لهيكلة قطاع التعليم العالي لجهة دكالة عبدة يوم السبت 22 -11 - 2014 نظم هذا الأخير لقاء في موضوع البحث العلمي واشكالية التنمية في الجامعة المغربية من تأطير الاستاذ محمد جمال الدين صباني الكاتب الوطني لقطاع التعليم العالي وذلك بقاعة بلدية الجديدة وتميز الحضور بمشاركة مجموعة من الأساتذة والباحثين والطلبة ، وبعد كلمة المنسق الجهوي الأستاذ عبد المجيد النوسي الذي ابرز أهمية هذا اللقاء المعرفي- التنظيمي من خلال مداخلة الأستاذ جمال صباني وهيكلة القطاع لنجاوز ومناقشة مجموعة من الإشكاليات التي يتخبط فيها التعليم العالي سواء على المستوى الوطني أو الجهوي ، وسيتم هيكلة هذا القطاع الحيوي بحضور الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي الأستاذ عبد الكريم مدون وبإشراف الكتابة الجهوية للحزب ممثلة في الأمين الجهوي الأخ مصطفى البيدوري . وتركز عرض الأستاذ جمال صباني عن استقلالية التعليم العالي ووحدته ودمقرطته ، وضرورة ربط التكوين بالبحث العلمي وذلك بالمقارنة مع عدة دول سواء اروبية او اسيويا او افريقيا منطلقا من الاحصائيات الاخيرة لليونيسكو والتي تبين ان نسبة المغرب في مجال التكوين وصلت 13% في حين وصلت فرنسا 55 % رومانيا 97 % الدانمارك 77% مصر 28 % الجزائر 31% تونس 34 % الاردن 41 % مستنتجا اننا في مستوى متأخر مقارنة مع هذه الدول . وتطرق الكاتب الوطني لقطاع التعليم العالي إلى أهم المحطات التاريخية لمنظومة التعليم العالي منذ 1959 مباشرة بعد استقلال المغرب تأسست الجامعة ، وانطلق البناء نحو الديمقراطية والحداثة . وفي سنة 1975 وهي مرحلة المرور إلى مسلسل الديمقراطي وكان من نتائجه تهميش الجامعة وفي 1997 تاريخ حكومة التناوب عرفت الجامعة إصلاحات متعددة ، ولا ننسى البرنامج الاستعجالي الذي نجح في تصدير فشل السياسة العمومية إلى الجامعة . وتبقى سنة 2014 مرحلة وأد الجامعة العمومية بامتياز مؤكدا على ان المغرب يعيش تراجعا سياسيا يتعين تجنيب الجامعة ان تكون ضحية مرة اخرى . معلنا ان الجميع مدعوا اليوم بتكوين جبهة الدفاع عن الجامعة العمومية للحفاظ على الدور المركزي لمنظومة التعليم العالي من خلال إنتاج المعرفة والتكوين والبحث . اذن فأين نحن من تطلعات الشعب المغربي إزاء الجامعة وقيمها التي يجب ان تنبني على المبادئ التالية : التقدم : المعرفة ملك عمومي الديمقراطية : استقلالية المعرفة الحداثة : ربط التكوين بالبحث العدالة الاجتماعية : ولوج الجامعة حتى يجد غدا كل حامل للبكالوريا مكانا لاكتساب المعرفة المغرب اليوم في حاجة الى جامعة مبنية على التقدم والديمقراطية والحداثة والعدالة الاجتماعية ، مبرزا على ان قطاع التعليم العالي للاتحاد الاشتراكي ظل يتحمل مسؤوليته الجسيمة المتمثلة في ربط المهام الاساسية للجامعة بدورها المجتمعي للمساهمة في تحقيقي تطلعات الشعب المغربي في بلد متقدم ديمقراطي حداثي ، ومجتمع منفتح تسود فيه العدالة الاجتماعية ، وذلك بطرح السؤال المحوري لتطوير الجامعة وتمكينها من المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلاد ، جامعة متميزة بهويتها منفتحة على روح العصر . وتحدث الأستاذ عن البحث العلمي الذي هو استثمار في صناعة المعرفة من اجل خلق مجموعة فكرية كبيرة علمية وثقافية لان الاستثمار في البحث العلمي هو ضرورة استراتيجية ، مذكرا بان واقع التعليم العالي في المغرب فاقد لبوصلته وغير واضح ويظهر ذلك جليا من خلال القانون الإطار الذي ينظمه فهناك نوعين من المؤسسات منها ما هو تابع للجامعة وأخر غير تابع لها مع العلم ان الميثاق الوطني للتربية والتكوين في مادته 78 اكد على ان تصبح جميع التكوينات ما بعد البكالوريا تابعة للجامعة وهو ما ركز عليه القانون 00-01 في مادته 100 التي تقول : « تتم إعادة هيكلة التعليم العالي على مدى ثلاث سنوات وبتشاور موسع بين مختلف الفاعلين بمجموع أسلاك التعليم العالي ومؤسساته وبين شركائه في مجالات العلم وثقافة والمجالات المهنية وذلك من اجل تجميع مختلف مكونات التعليم لما بعد البكالوريا وأجهزته المتفرقة حاليا وتحقيق تنسيق وثيق بينها على صعيد كل جهة « كما أن الدستور المغربي تحدث عن حرية الفكر والرأي والتركيز على البحث العلمي و يظهر من خلال النموذج المغربي على ان التعليم العالي أو الجامعي أصبح يخضع لاستقطاب محدود و تخضع له مؤسسات تكوين الأطر بتكوينات تقنية نخبوية مستوردة للمعرفة ، واستقطاب مفتوح داخل الجامعات المغربية يخضع لتكوينات اساسية لانتاج و اصدار المعرفة وفيما يتعلق بمشروع مخطط عمل الوزارة خلال الفترة 2013-2016 الذي يؤكد على تظافر الجهود بين التعليم العالي و التعليم العالي الخاص ووضع تدابير تحفيزية لتشجيع الاستثمار في التعليم العالي الخاص و احدات مسالك الاجازة في الدراسات الاساسية ذات استقطاب محدود لا تخضع للخريطة الجامعية. وبهذا يسجل التراجع الخطير الذي اصبحت تعرفه الجامعة من خلال غياب التكوين الأساسي والتكوين المستمر والتكوين عن بعد ، وكذلك التخلي عن اعداد الشباب للاندماج في الحياة العملية خاصة بواسطة تنمية المهارات وعدم تثمين البحث العلمي والتكنولوجي نقل نتائجه إلى المحيط الاقتصادي والاجتماعي وتصل حدة التراجع عندما تصبح الجامعة غير مساهمة في التنمية الشاملة للبلاد . وتمحور النقاش العام حول الدور المركزي المنوط بمنظومة التعليم العالي في مجتمع من خلال الإنتاج الفكري والبحث العلمي . مباشرة بعد النقاش العام، اجتمع قطاع التعليم العالي وبعد التداول في الطريقة والمنهجية والحيثيات التي نظمت فيها والمتمثلة في إعطاء دفعة تنظيمية للقطاعات عملاً بتوجيهات المكتب السياسي واللجنة الإدارية. أسفرت النتائج على هيكلة القطاع على الشكل التالي: كلية العلوم:المنسق : ذ. عبد العزيز صاحب الدين نائب المنسق: ذ. عبد المولى خربيش كلية الآداب والعلوم الإنسانية :المنسق : عبد المجيد النوسي نائب المنسق: محمد نعيم المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير:المنسق: ذ. عبد الحق صاحب الدين نائب المنسق: ذ. هشام السباعي المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية:المنسق: ذ. عبد الواحد حجاجي نائب المنسق: ذ. حميد الشيخي وبعد اجتماع اللجنة تم الاتفاق على أن يكون : المنسق الجهوي : ذ. عبد المجيد النوسي نائبه : ذ. عبد العزيز صاحب الدين وتمت الهيكلة بحضور الكتابة الوطنية للقطاع : محمد جمال الدين الصباني عبد الكريم مدون نعيمة التوكاني وعن الكتابة الجهوية للحزب مصطفى البيدوري