صحيفة إيطالية: المغرب فرض نفسه كفاعل رئيسي في إفريقيا بفضل "موثوقيته" و"تأثيره"    عامل إقليم الجديدة يزور جماعة أزمور للاطلاع على الملفات العالقة    بوريطة: المغرب شريك استراتيجي لأوروبا .. والموقف ثابت من قضية فلسطين    مثل الهواتف والتلفزيونات.. المقلاة الهوائية "جاسوس" بالمنزل    الحسيمة : ملتقي المقاولة يناقش الانتقال الرقمي والسياحة المستدامة (الفيديو)    تعيين مدير جديد للمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بتطوان    المنتخب المغربي يفوز على نظيره المصري في التصفيات المؤهلة لكأس أمام أفريقيا للشباب    إقصائيات كأس أمم إفريقيا 2025 (الجولة 5).. الغابون تحسم التأهل قبل مواجهة المغرب    اشتباكات بين الجمهور الفرنسي والاسرائيلي في مدرجات ملعب فرنسا الدولي أثناء مباراة المنتخبين    السفيرة بنيعيش: المغرب عبأ جهازا لوجستيا مهما تضامنا مع الشعب الإسباني على خلفية الفيضانات    مقاييس التساقطات المطرية خلال 24 ساعة.. وتوقع هبات رياح قوية مع تطاير للغبار    بحضور التازي وشلبي ومورو.. إطلاق مشاريع تنموية واعدة بإقليم وزان    عنصر غذائي هام لتحسين مقاومة الأنسولين .. تعرف عليه!    وزيرة الاقتصاد والمالية تقول إن الحكومة واجهت عدة أزمات بعمل استباقي خفف من وطأة غلاء الأسعار    لمدة 10 سنوات... المغرب يسعى لتوريد 7.5 ملايين طن من الكبريت من قطر    الأرصاد الجوية تحذر من هبات رياح قوية مع تطاير للغبار مرتقبة اليوم وغدا بعدد من الأقاليم    الدرك الملكي بتارجيست يضبط سيارة محملة ب130 كيلوغرامًا من مخدر الشيرا    المنتخب المغربي الأولمبي يواجه كوت ديفوار وديا في أبيدجان استعدادا للاستحقاقات المقبلة    أزمة انقطاع الأدوية تثير تساؤلات حول السياسات الصحية بالمغرب    هل يستغني "الفيفا" عن تقنية "الفار" قريباً؟    مصرع شخص وإصابة اثنين في حادث انقلاب سيارة بأزيلال    بتهمة اختلاس أموال البرلمان الأوروبي.. مارين لوبان تواجه عقوبة السجن في فرنسا    بعد ورود اسمه ضمن لائحة المتغيبين عن جلسة للبرلمان .. مضيان يوضح    الارتفاع ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    ‬المنافسة ‬وضيق ‬التنفس ‬الديموقراطي    حوالي 5 مليون مغربي مصابون بالسكري أو في مرحلة ما قبل الإصابة    الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين تسلم "بطاقة الملاعب" للصحافيين المهنيين    ألغاز وظواهر في معرض هاروان ريد ببروكسيل    الحكومة تعلن استيراد 20 ألف طن من اللحوم الحمراء المجمدة    صيدليات المغرب تكشف عن السكري    ملتقى الزجل والفنون التراثية يحتفي بالتراث المغربي بطنجة    الروائي والمسرحي عبد الإله السماع في إصدار جديد    خلال 24 ساعة .. هذه كمية التساقطات المسجلة بجهة طنجة    الإعلان عن العروض المنتقاة للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح    نشرة إنذارية.. هبات رياح قوية مع تطاير للغبار مرتقبة اليوم الخميس وغدا الجمعة بعدد من أقاليم المملكة        معدل الإصابة بمرض السكري تضاعف خلال السنوات الثلاثين الماضية (دراسة)    تمديد آجال إيداع ملفات الترشيح للاستفادة من دعم الجولات المسرحية    مركز إفريقي يوصي باعتماد "بي سي آر" مغربي الصنع للكشف عن جدري القردة    الاحتيال وسوء استخدام السلطة يقودان رئيس اتحاد الكرة في جنوب إفريقا للاعتقال    حفل توزيع جوائز صنّاع الترفيه "JOY AWARDS" يستعد للإحتفاء بنجوم السينماوالموسيقى والرياضة من قلب الرياض    الدولة الفلسطينية وشلَل المنظومة الدولية    أسعار النفط تنخفض بضغط من توقعات ارتفاع الإنتاج وضعف الطلب    عواصف جديدة في إسبانيا تتسبب في إغلاق المدارس وتعليق رحلات القطارات بعد فيضانات مدمرة    "هيومن رايتس ووتش": التهجير القسري الممنهج بغزة يرقي لتطهير عرقي    إسرائيل تقصف مناطق يسيطر عليها حزب الله في بيروت وجنوب لبنان لليوم الثالث    الجيش الملكي يمدد عقد اللاعب أمين زحزوح    هذه أسعار أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    ترامب يعين ماركو روبيو في منصب وزير الخارجية الأمريكي    غينيا الاستوائية والكوت ديفوار يتأهلان إلى نهائيات "كان المغرب 2025"    غارة جديدة تطال الضاحية الجنوبية لبيروت    أكاديمية المملكة تفكر في تحسين "الترجمة الآلية" بالخبرات البشرية والتقنية    الناقد المغربي عبدالله الشيخ يفوز بجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منافسو أمريكا يستعدون لملء الفراغ في سوريا: مخاوف من انتشار الحرب في شمال غرب والجنوب السوري

نشرت صحيفة «التايمز» تقريرا لمرسلتها حنا لوسيندا – سميث، تقول إن منافسي الولايات المتحدة يستعدون لملء الفراغ في سوريا.
ويشير التقرير إلى أن كلا من تركيا وروسيا وإيران ستستفيد من الخروج الأمريكي، وستحاول سحق أي تأثير في سوريا.
وتفيد سميث بأن تركيا تقوم بحشد قواتها على الحدود مع محاور الحرب، في خطوة تكشف عن أنها تخطط لهجوم محتوم على مواقع الأكراد، فيما توجهت قافلة من 100 عربة عسكرية، بما فيها دبابات وهاوتزر، إلى الحدود مع المنطقة التركية في شمال سوريا، مشيرة إلى أن بعض العربات اجتازت الحدود إلى المناطق التي تخضع لسيطرة الأتراك وحلفائهم من السوريين.
وتلفت الصحيفة إلى أن المنطقة تقع على بعد 30 ميلا من مدينة منبج، التي لا تزال تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، لافتة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد أنه سيقوم بالسيطرة عليها.
ويفيد التقرير بأن تركيا والولايات المتحدة بدأتا دوريات مشتركة في البلدة، وذلك في نوفمبر، كمحاولة من أجل منع أي مواجهة مباشرة بين حلفاء الناتو، مشيرا إلى أن القوات الأمريكية الخاصة، التي هي جزء من 2000 جندي أمريكي في سوريا، كانت تعمل إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية في بلدة منبج.
وتذكر الكاتبة أنه تم نشر قوات مماثلة إلى الحدود القريبة من منطقة سانيل أورفا، التي تواجه القوات التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، فيما وضعت القوات الموالية لتركيا جنودها على أهبة الاستعداد.
وتنوه الصحيفة إلى أن البيت الأبيض لم يحدد موعدا لسحب القوات الأمريكية، إلا أن الرئيس دونالد ترامب قال في تغريدة يوم الأحد، إن عملية الانسحاب ستكون بطيئة ومنسقة بشكل عال، مشيرة إلى أن متحدثا باسم الجيش أخبر وكالة الصحافة الفرنسية أن الأمر صدر بالانسحاب.
وينقل التقرير عن ترامب، قوله إن أردوغان تعهد بتولي مسؤولية ملاحقة الجهاديين بعد الانسحاب الأمريكي، وإن المسؤولين الأمريكيين والأتراك سيلتقون في واشنطن في الثامن من شهر يناير، لبحث عملية الانتقال.
وتقول سميث إن خروج الأمريكيين سيمنح القوات التركية الحرية للهجوم على مواقع الأكراد، الذين تنظر إليهم على أنهم جماعة إرهابية؛ وذلك لعلاقاتهم مع حزب العمال الكردستاني الانفصالي، لافتة إلى أن الجماعات الكردية التي تواجه تنظيم الدولة قالت إنها قد تتخلى عن القتال لمواجهة أي هجوم تركي.
وتشير الصحيفة إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص لدول التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة بيرت ماكغيرك قرر الاستقالة احتجاجا على قرار ترامب؛ لأنه «يترك شركاءنا في التحالف مرتبكين، ورفاقنا في القتال محتارين، ودون خطة»، لافتة إلى أن ترامب اعتبر أن استقالته «لا تعني شيئا»، فيما وزعم القائم بأعمال طاقم البيت الأبيض ميك مولفاني، أنه لا يعرف «من كان ماكغيرك».
وبحسب التقرير، فإن طهران أصدرت موقفها من الانسحاب الأمريكي يوم السبت، مناقضة ما قاله ترامب في تغريدة سابقة، وهو أن «روسيا وإيران وسوريا ودولا أخرى غير راضية» عن قراره، فيما قال متحدث باسم الخارجية الأمريكية إن وجود قوات في المنطقة كان خطأ وغير منطقي، ومصدرا للتوتر، وسببا في عدم الاستقرار.
وتختم «التايمز» تقريرها بالإشارة إلى أن موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من القرار الأمريكي كان بالتأمين عليه ووصفه ب»الصائب»، قائلا إن القوات الأمريكية لم يعد لها أي داع، وأضاف أن القوات الأمريكية موجودة في أفغانستان منذ 17 عاما، وفي كل عام يتحدثون عن الانسحاب إلا أنهم لم يخرجوا.
الرابحون والخاسرون
نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرا، تعرض فيه أبرز الرابحين والخاسرين من قرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا.
ويجد التقرير أن قرار الرئيس يعطي إيران مجالا لتوسع تأثيرها الجيوسياسي في الشرق الأوسط، بشكل يترك إسرائيل وحيدة لمواجهة هذا التأثير، مع مخاطر عودة تنظيم الدولة.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم قلة عدد الجنود، إلا أن قرار الرئيس ترك آثارا بعيدة على الحرب المعقدة، بحيث ترك الحلفاء يبحثون عن طرق للخروج من المأزق الذي أدى إلى جرأة الأعداء، فقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «دونالد محق وأنا اتفق معه»، مشيرة إلى أن تأثير روسيا سيزيد في المنطقة بخروج الولايات المتحدة.
ويشير التقرير إلى أن تركيا وإيران والحكومة السورية ستجني ثمارا مباشرة من انسحاب القوات الأمريكية، وفي المقابل فإن حلفاء، مثل القوات الكردية التي قاتلت إلى جانب الأمريكيين، يشعرون بالخيانة، ويهددون بإطلاق سراح سجناء تنظيم الدولة، لافتا إلى أن إسرائيل ستجد نفسها أمام واقع إكمال إيران الممر البري من طهران إلى البحر المتوسط.
وتنقل الصحيفة عن الزميل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى مايكل هيرتزوغ، قوله: «هذا يتركنا وحيدين في الميدان مع الروس.. نحن وحدنا في الميدان أمام إيران».
ويلفت التقرير إلى أنه مع الهزات التي أحدثها القرار، فإن عددا من الدول ستقوم بإعادة النظر في علاقاتها مع الولايات المتحدة، ما سيقود إلى تشكيل في العلاقات: تحاول إسرائيل حرف روسيا ضد إيران، فيما تحاول تركيا أن تجعل روسيا والولايات المتحدة ضد بعضهما، أما سوريا فستحاول جعل الأكراد ضد تركيا.
وتورد الصحيفة نقلا عن السفير السابق في مصر دانيال كريتزر، قوله: «لو نظرت إلى أي بلد في المنطقة فلا احد منها يثق في الآخر، ولا تريد كلها الثقة في روسيا، لكن من تبقى للثقة فيه؟».
وينوه التقرير إلى أن الوجود الأمريكي كان مثيرا لسخط الإيرانيين، ويمنع الجماعات المسلحة التابعة لهم من عبور الحدود إلى سوريا من العراق، مشيرا إلى أن خروج الأمريكيين سيمنح الفرصة للإيرانيين بالتعامل مع الحدود العراقية على أنها متاحة لهم، بشكل سيسهل من حركة المقاتلين والسلاح، ويمكن من نقل الصواريخ الإيرانية برا إلى حزب الله في لبنان، بالإضافة إلى أن حرية الحركة ستؤدي إلى تخفيف آثار العقوبات الأمريكية القاسية، التي أضرت بالاقتصاد الإيراني.
وتنقل الصحيفة عن الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط في معهد «تشاتام هاوس» لينا الخطيب، قولها إن «المنطقة غنية بالنفط.. من هنا فإن خروج القوات الأمريكية سيزيد من فرص وضع إيران يدها على حقول النفط في شمال شرق البلاد».
ويجد التقرير أنه لن تكون هناك جماعة خاسرة من انسحاب الأمريكيين أكثر من المقاتلين الأكراد، مشيرا إلى أنه ردا على القرار فإن هؤلاء يناقشون الإفراج عن 3200 سجين من تنظيم الدولة.
وتذكر الصحيفة أن المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بلال، نفى أي نقاش بهذا المعنى، وقال: «أي أخبار تأتي من هذه المصادر ليست موثوقة، ولم تخرج منا».
ويستدرك التقرير بأن المسؤولين الغربيين العاملين في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا أكدوا حدوث هذا النقاش، وقال مسؤول: «النتيجة الوحيدة لهذه النقاشات هي سجن النظام لهؤلاء.. لو أفرج عنهم فسيكون ذلك كارثة حقيقية وتهديدا كبيرا على أوروبا».
وتورد الصحيفة نقلا عن محللين، قولهم إن تهديدا من هذا النوع هو مخادعة، أو محاولة لجلب الانتباه، مشيرين إلى أنه لو أفرج عن سجناء تنظيم الدولة فإنهم سينقلبون رأسا على الأكراد.
وبحسب التقرير، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أن تفكير الأكراد في الإفراج عن هؤلاء المساجين جاء بسبب رفض الدول التي جاءوا منها استعادتهم، ولأن المقاتلين الأكراد بحاجة لكل فرد لمواجهة هجوم تركي محتوم.
وتبين الصحيفة أن الانسحاب الأمريكي ساعد تركيا من جهتين، فقد تخلت أمريكا عن الأكراد الذين تعدهم تركيا تهديدا لها، وأخرجت القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، التي قال الرئيس رجب طيب أردوغان إنه سيشن هجوما عليها، مستدركة بأن أي هجوم لن يكون دون أخطار.
وينقل التقرير عن خبير الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي ستيفن كوك، قوله: «المشكلة لهم ( الأتراك) هي أنهم لو دخلوا فسيواجهون حرب عصابات طويلة»، فيما يرى المحللون أن اتفاقا بين الأكراد والنظام السوري هو أمر محتمل، حيث يحصلون من خلاله على نوع من الحكم الذاتي مقابل ولائهم للنظام، ما سيضع تركيا أمام مواجهة مع كل من النظام وروسيا.
وتفيد الصحيفة بأنه بالنسبة لإسرائيل فإن القرار محرج لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يحضر لانتخابات في العام المقبل، التي تعد مصداقيته الأمنية، وعلاقاته مع ترامب، وهوسه بالتهديد الإيراني، رئيسية فيها، وقال نتنياهو إنه علم بالانسحاب من حديثه مع ترامب يوم الاثنين.
ويورد التقرير نقلا عن المحلل الإسرائيلي في مجموعة الأزمات الدولية عوفير زالزبيرغ، قوله: «قد فاجأ هذا الحكومة الإسرائيلية»، لافتا إلى أن نتنياهو شعر في بداية هذا العام أنه وصل لذروة تأثيره في واشنطن، من خلال قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وخروج ترامب من الاتفاقية النووية مع إيران، وهو المطلب الرئيسي لنتنياهو.
ويقول زالزبيرغ إن نتنياهو ينهي العام وقد أساء إدارة العلاقات الإسرائيلية مع قوتين عظميين، أمريكا وروسيا، فرفض الرئيس بوتين مقابلته منذ سقوط الطائرة الروسية في سوريا أثناء عملية إسرائيلية.
وتشير الصحيفة إلى أن العديد من المحللين من العسكريين الإسرائيليين قللوا من المخاطر التكتيكية، وبأنهم سيواجهون إيران وحدهم، إلا أنهم تحدثوا عن أثر ذلك على معنويات الإسرائيليين، وقال الخبير في الشؤون السورية في جامعة تل أبيب إيال زيسر: «عددهم ألفا جندي.. من الناحية النفسية كانوا هناك بشكل جعل الروس والإيرانيين يمارسون الحذر».
ويستدرك التقرير بأن الانسحاب المتعجل يعطي مصداقية للفكرة المنتشرة في الشرق الأوسط، وهي أن أمريكا لا تهتم بحلفائها، «وهذا الكلام مضر لقوة إسرائيل وردعها أيا كان صدقه».
وتقول الصحيفة: «ربما كان الروس من المستفيدين الكبار من القرار، حيث سيكونون اللاعب الرئيسي في سوريا، ويعيد لهم ذلك المكانة التي خسروها منذ سقوط الاتحاد السوفييتي».
وينقل التقرير عن الخطيب، قولها إنه من المتوقع أن يستخدم بوتين الانسحاب «ليقول للعالم إن روسيا ربحت الحرب بالوكالة ضد أمريكا»، وتضيف أن روسيا ستحاول الاستفادة من هذا القرار لوضع مسارات المستقبل السياسية للبلد كما تشاء، و»ستفتح الطريق أمام روسيا لمعاملة سوريا على أنها جزء من الأراضي التابعة لها».
وتختم «نيويورك تايمز» تقريرها بالإشارة إلى أنه على المدى القريب فإن إيران وروسيا ستستفيدان من الانسحاب الأمريكي، لكن على المدى البعيد فإن النزاع سيندلع بين القوتين؛ نظرا لاختلاف الأجندة بين القوتين، فروسيا تريد حكومة قوية ومستقرة في دمشق، أما إيران فتريد دولة ضعيفة من السهل التحكم فيها.
تداعيات قرار الانسحاب ومخاطره
نشرت صحيفة «أوبزيرفر» البريطانية مقالا للمعلق سايمون تيسدال، يتحدث فيه عن مخاطر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا.
ويشير تيسدال في مقاله إلى أن «قرار الرئيس الأمريكي كان صدمة سيئة لبريطانيا والحلفاء الإقليميين، مثل إسرائيل وللكثيرين في إدارته والحزب الجمهوري، ومع أنه هدد باتخاذ خطوة كهذه، إلا أن المستشارين ذوي الخبرة والحكماء نجحوا في منعه حتى الأسبوع الماضي عندما أفلت الرئيس من الرجال الكبار في البيت الأبيض وذهب إلى المارقين».
ويلفت الكاتب إلى أن هذا القرار كان القشة الأخيرة التي دفعت وزير الدفاع جيمس ماتيس للاستقالة، ومع أنه لم يذكر في بيان استقالته سوريا وأفغانستان، إلا انه حذر من أن ترامب يضع حلفاء أمريكا وأصدقاءها في خطر، وقال في خطاب استقالته: «رغم أن الولايات المتحدة لا تزال قوة لا يستغنى عنها في العالم الحر، إلا أننا لا نستطيع حماية مصالحنا أو العمل بقوة دون الحفاظ على تحالفات قوية وإظهار الاحترام لحلفائنا».
ويعلق تيسدال قائلا إن «حلفاء أمريكا الأكراد في شمال شرق سوريا يشتركون في هذه المشاعر، فقد كانوا الحلفاء الشجعان للولايات المتحدة وأوروبا في القتال الناجح نسبيا ضد تنظيم الدولة، ويواجهون الآن منظور هجوم من القوات التركية، التي تتعامل معهم على أنهم تهديد للأمن القومي، ودون دعم وحماية أمريكية على الأرض».
ويرى الكاتب أن «شعور الأكراد بالخيانة مفهوم، ومن المتوقع الآن أن يتخلوا عن قتال تنظيم الدولة، ويركزوا على نجاتهم، ومنذ اندلاع الحرب في سوريا كانت أولوية الرئيس رجب طيب أردوغان هي مواجهة الأكراد وجهودهم لتقرير المصير، التي يخشى أن تنتشر إلى جنوب شرق سوريا، وهدد مرارا وتكرار بالتوغل في سوريا خلال الأيام الماضية، مثل العملية التي قام بها في عفرين بداية هذا العام».
وينوه تيسدال إلى أنه «عندما اتصل أردوغان بالبيت الأبيض الأسبوع الماضي، فإن المسؤولين فيه توقعوا أن يوقفه ترامب عند حده، لكنه استسلم له، وأخبره أنه سيسحب القوات من سوريا، وأعطاه الضوء الأخضر لغزو مناطق الأكراد».
ويقول الكاتب: «يشك في أن ترامب، الذي يعشق الديكتاتوريين والرجال الأقوياء، مثل أردوغان وفلاديمير بوتين وكيم جونغ- أون، كان يريد الحصول على ثناء الرئيسين التركي والروسي لخطوته الأخيرة».
ويفيد تيسدال بأن «الأسد حصل مع حليفته إيران على هدية مماثلة، وهو ما أشار إليه الجمهوريون الذين قالوا إن ترامب خسر سوريا، وكان قراره انتصارا للقوات الموالية للأسد، وسيشعر الأخير بالجرأة ليقوم بهجوم على آخر معاقل المعارضة في إدلب».
ويجد الكاتب أن «السعوديين هم الأقل سعادة من قراره؛ لأنهم يعتمدون على الولايات المتحدة لدعم الحرب ضد الجماعات الوكيلة عن إيران في اليمن ومناطق أخرى، ويخشون الآن تراجعا أمريكيا في نزاعات أخرى، بالإضافة إلى أن إسرائيل، التي تجنبت نقد القرار، فإن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أكد أنه سيواصل ضرب إيران في سوريا ولبنان».
ويبين تيسدال أن «هناك مخاوف من انتشار الحرب في شمال غرب والجنوب السوري بشكل يفاقم الأزمة الإنسانية ويضعف جهود التسوية، ويمثل القرار تحديا للقوات البريطانية والفرنسية في سوريا، فيما قالت مصادر في داونينغ ستريت إنها دعت للحذر، لكنه لم يستمع لها، وكانت بريطانيا قد زادت من عدد قواتها في أفغانستان هذا العام، ولهذا ستراقب القوات الأمريكية وهي تنسحب».
ويذهب الكاتب إلى أنه «في المحصلة فهو أسبوع جيد لتنظيم الدولة، فقد زال الضغط عليه في سوريا، وستواجه حملته الشريرة في أفغانستان مقاومة أقل، وسيجد الفرصة لإعادة التنظيم وتجميع صفوفه وتهديد الغرب من جديد».
ويختم تيسدال مقاله بالإشارة إلى أن المحللين حذروا من «عراق جديدة»، حيث عاد الجهاديون بعد قرار باراك أوباما الانسحاب من العراق عام 2011، ما سمح لهم باحتلال الرقة والموصل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.