قررت الأندية التي تتزعم الحركة التصحيحة داخل جامعة كرة السلة، على إثر ندوة صحافية عقدتها مساء أول أمس الجمعة بالدار البيضاء، إيقاف تعاملها مع الجامعة إلى حين الحسم في النزاعات القضائية، التي دخلت مرحلة الاستئناف، والتي تطعن في شرعية الجموع العامة الأخيرة لهذه الجامعة، التي رصد تقرير الافتحاص الذي أشرفت عليه الوزارة الوصية، مجموعة من الاختلالات المالية والإدارية. وحسب نور الدين العراقي، رئيس المغرب الفاسي، وأحد متزعمي حركة التغيير داخل جامعة السلة، فإن تقرير الافتحاص، الذي كلف الوزارة حوالي أربعة ملايين درهم، رصد مجموعة من العيوب داخل الجامعة، حيث سجل عشوائية كبيرة في صرف المبالغ المالية، من قبيل مصاريف مصعد بقيمة 24 ألف درهم، وهو ما لم يجد بشأنه التقرير أي ارتباط مع الجامعة، تضاف إليها شيكات مسحوبة لفائدة بعض الأشخاص، تفتقد لإثباتات في سجلات الجامعة وشراء عملة بطريقة عشوائية … وأضاف العراقي أن مبالغ الانخراطات والرخص توفر للجامعة سنويا أزيد من 200 مليون سنويا، لكنها لا تطابق عدد الأندية والممارسين على المستوى الوطني، حيث ترصد عملية حساب بسيطة اختفاء حوالي 100 مليون سنتيم كل سنة، بفعل سياسة محاباة بعض الفرق، التي يتم إعفاءها دون غيرها من أداء مصاريف الاخراط، وهو مال عام وجب تبريره في التقارير المالية. واستغرب العراقي كيف أن التقرير الحالي للجامعة يسجل فائضا ماليا، في وقت يؤكد الواقع وجود عجز بقيمة 15 مليون درهم، تضاف إليها 50 مليون درهم كمصاريف للجامعة. أما عبد الواحد بولعيش، رئيس فريق اتحاد طنجة، فقد دعا في ذات الندوة وزارة الشباب والرياضة إلى التدخل العاجل لتصحيح أمور السلة الوطنية، وإعادتها إلى مسارها العادي، ملمحا إلى وجود «تواطؤ» من بعض أعضاء الاتحاد الدولي لكرة السلة، الذي التزموا الصمت رغم المراسلات التي وجهت إلى «الفيبا»، وهو أمر يطرح كثيرا من التساؤلات. وأضاف بولعيش أن فئة عريضة من أسرة السلة الوطنية تنتظر التغيير، مستدلا بحضور فرق المغرب الرباطي والرجاء البيضاوي والنادي البلدي ونادي الكهربائيين وشباب المحمدية واتحاد تازة وجمعية قدماء اللاعبين الدوليين والمدرير التقني الوطني السابق محمد الزحزوحي، والمدرب الوطني بوشعيب الكورش، ومولاي الكبير المغاري وغيرهم الفعاليات. وأضاف رئيس اتحاد طنجة أن هذه الفئة التي تتزعم «حركة التغيير» لا تنشد المصالح الفردية، وإنما تتحرك بدافع الغيرة على كرة السلة الوطنية، داعيا الجامعة إلى تحمل مسؤوليها في ما يقع، لأن المكتب الحالي «قسم أسرة كرة السلة، وأدخلها غرفة الإنعاش». وعلى نفس الطريق سار عزيز شبين، رئيس الوداد البيضاوي، الذي استعرض حالة التراجع الكبير في صفوف الكرة البرتقالية، التي فقدت حضورها بين الكبار، بعد سنوات من التألق قاريا وعربيا. وأضاف أن عمر الموسم الرياضي تقلص كثيرا في عهد المكتب المديري الحالي، بعدما كانت الفرق تخوض أكثر من 30 مباراة سنويا، باتت تكتفي حاليا بعشرة مباريات وهو رقم يعكس حالة التراجع المهول. وأكد الحسين أوسكار، الكاتب العام لأمل الصويرة، و عبد الفتاح ميري، الكاتب العام لشباب الوطية طانطان، على غياب حوار مع المكتب المديري الحالي، الذي أصبحت سياسته الكبرى تعتمد على مبدإ فرق تسد. وختم محمد الزحزوي، المدير التقني الوطني السابق، بالتأكيد على وجود إفلاس تقني كبير في جامعة السلة، مستدلا على ضعف مباريات الفئات الصغرى، وقلة مباريات الفرق، وتراجع عدد الأطر التقنية الوطنية، الأمر الذي بات يستدعي تدخلا عاجلا للأجهزة الوصية.