دعا مجموعة من المتدخلين في المنتدى الشبابي الثاني حول موضوع التشغيل الذاتي، المنعقد في نهاية الأسبوع بفاس، إلى “ضرورة أخذ الشباب زمام المبادرة واقتحام مجال المقاولات باعتباره يوفر فرصا أوفر للتشغيل والابتكار والإبداع”، مؤكدين أن عددا من مبادرات الدولة شجعت الشباب على خوض غمار الإبداع في مجال المقاولات الناشئة. وشدد المشاركون في المنتدى الذي نظمته (شبكة القرويين للتنمية والحكامة) و(جمعية الرؤى الوردية للتنمية المستدامة) ، بتعاون مع دار المقاول وبدعم من مجلس جماعة فاس ومجلس مقاطعة جنان الورد، “على ضرورة ملاءمة التشريعات لخصوصية كل جهة على حدة، وإعادة النظر في منظومة التكوين بالجامعات والمعاهد والكليات خاصة ما يعرف بالاستقطاب المفتوح، مع القدرة على سن وإخراج سياسات عمومية في مجال التشغيل على المستوى المحلي”. وتحدث عبد الحق السعيدي رئيس لجنة التكوين والتشغيل بمجلس جهة فاس-مكناس، في مداخلته ، عن محاور استراتيجية التشغيل على مستوى الجهة في علاقة مع القانون التنظيمي المتعلق بالجهات 111.14 وخاصة المواد (80، 81، 82) التي منحت صلاحيات للجهات من أجل الاهتمام بالتشغيل والتكوين، مسجلا “أن المغرب مازال في مرحلة تأسيسية للجهوية المتقدمة، وقد تم في الإطار نفسه فتح نقاش عمومي على المستوى المركزي و على صعيد القطاعات المختلفة بغرض ممارسة هذا الاختصاص الممنوح للجهات”، مشيرا إلى “المناظرة الجهوية التي عقدها مجلس الجهة بمدينة إفران قبل نحو سنة، والتي أثمرت جملة من التوصيات، أبرزها إحداث صندوق جهوي لدعم التشغيل، وإحداث مرصد جهوي للتشغيل على مستوى الجهة، وعقد شراكات متعددة الأطراف لدعم التشغيل”، مؤكدا، أنه تفعيلا لهذه التوصية الأخيرة، تم عقد اتفاقية شراكة مع مكتب التكوين المهني والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، ثم اتفاقية أخرى مع وكالة التنمية الاجتماعية، تهدف إلى دعم الشباب حاملي المشاريع الصغرى”. ومن جانبه، قال محمد بناني مستشار بدار المقاول التابعة لمؤسسة بنكية ” إن هذه الدار التي أحدثت بسبع جهات بالمغرب منها فاس-مكناس في 14 شتنبر الماضي، تحاول مرافقة الشباب حاملي المشاريع، بمن فيهم الذين يواجهون إشكالات في تدبير المقاولة ويحتاجون إلى التمويل والتكوين”. وحسب المتدخل، فإن “دار المقاول تعمل على ربط المقاولين بالفاعلين بقطاعات عملهم وهو وضع يشبه ربط علاقة مع زبناء جدد، فضلا عن تنظيم لقاءات الولوج إلى الأسواق”، مؤكدا ” أن هذه المؤسسة تهتم بربط علاقات من أجل تنمية المقاولة عبر التكوين في مجال المحاسبة والتدبير والتواصل والتعامل مع الأمور الجبائية”. وأفاد بأن” الدار” انخرطت في برنامج جديد يروم أساسا إخراج أفكار مشاريع على أرض الواقع من خلال دورات تكوينية بغرض التنقيب عن مشاريع جديدة”، مشيرا إلى “أنها تقوم في الوقت الحالي بمواكبة المقاولة لمدة 24 شهرا، تحاول فيها إيجاد الحلول ومعالجة الإشكالات التي تواجه المقاولات الناشئة”. وكان المنتدى الشبابي للتشغيل في دورته الأولى قد اقترح مجموعة من التوصيات، من أهمها تفعيل دور فرق تنشيط الأحياء واللجان المرتبطة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتشجيع الأنشطة المدرة للدخل بالنسبة للأشخاص في وضعية إعاقة، وإعداد بنك مشاريع شبابية.