انطلقت فعاليات الدورة الواحدة والعشرون لمهرجان خريبكة للسينما الأفريقية مساء يوم السبت 15 دجبر الحالي، الدورة التي ستستمر إلى غاية يوم 22 دجبر 2018، وقد عرف الحفل الذي تميز بالاختصار الشديد في تقديم فقراته بخلفية موسيقية ذات نفحات إفريقية مابين الفقرات الثلاث: كلمة المدينة وكلمة المهرجان ، ثم تقديم لجنتا التحكيم، ثم التكريم، حيث ألقى رئيس المجلس الجماعي للمدينة الكلمة الترحيبة بضيوف المدينة الذين يمثلون العديد من الدول الإفريقية وبعض الضيوف من خارج القارة ومن بين ما جاء في كلته التذكير بالامتداد الذي حققه المهرجان على المستوى الدولي باعتباره بوابة للدبلوماسية الموازية التي تسعى الى تثبيت العلاقات مابين بلدنا المغرب باقي الدول الشقيقة والصديقة على مستوى قارتنا الإفريقية، التي كانت ولازالت منبع الإلهام الإنساني للسينمائيين الأفارقة الذين ظلوا لأكثر من أربعين سنة يلتقون في مدينة خريبكة. كما عبر رئيس المجلس الجماعي عن آماله وطموحه باسم ساكنة المدينة على المساهمة في تطوير أداء هذا المهرجان العريق في بلدنا وقارتنا .ومن جهته قدم السيد نور الدين الصايل رئيس مؤسسة مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية كلمة الافتتاح والتي كانت قصيرة جدا عبر فيها عن سعادته وباقي أعضاء فريق المهرجان عن غبطتهم نتيجة التواصل الايجابي في علاقة المهرجان مع المسؤولين الرسميين للجهة في شخص والي جهة بني ملالخريبكةخنيفرة وعامل الإقليم الذي نصب خلال الأشهر القليلة الماضية، مع التأكيد على الدعم والمساندة المالي والمادية والمعنوية التي تقدمها مؤسسة وادارة مجمع الشريف للفوسفاط باعتباره مدعما تاريخيا للمهرجان وباقي المدعمين والشركاء وخصوصا المركز السينمائي المغربي. وما بين الكلمتين قدمت لجنتا التحكيم للدورة والتي تتشكل من مجموعتين واحدة خاصة بجائزة الأندية والجمعيات السينمائية المعروفة ب (جائزة دون كيشوط) والتي تتكون في عضويتها من ثلاثة أعضاء يمثلون ثلاثة أندية سينمائية مغربية من خريبكة والقنيطرة وبرشيد، ويترأس هذه اللجنة فاطمة الفوراتي من جمعية النادي السينمائي بخريبكة وعن نادي التواصل السينمائي ببرشيد احمد الكوال وعن النادي السينمائي بالقنيطرة ادريس اليعقوبي. أما لجنة الجائزة الكبرى فيرأسها السينمائي الكونكولي بالوفو باكوبا كاليندا، الذي ولد سنة 1957 في كينشاسا خريج جامعة بروكسيل تخصص علم الاجتماع والتاريخ والفلسفة درس السينما بفرنسا تخصص الإخراج وبالولايات المتحدةالأمريكية. وقام بإخراج أول شريط سينمائي سنة 1991 عشر آلاف سنة من ألسينما وخلال الفترة الممتدة مابين 1991 و 2001 كان عضو لجنة دعم الأشرطة السينمائية القصيرة بالمركز الوطني للسينما بفرنسا وهو عضو مؤسس لجمعية السينمائيين والمنتجين الأفارقة. وفي العضوية كل السينمائية البوركينابية ابولينا طراوريو والمشخصة المغربية بنشهيدة نفيسة، التي غابة عن حفل تقديم هده اللجنة والتي ستلتحق بفريقها بعد ساعات من ذلك ثم نجد ضمن لجنة التحكيم كذلك عمر صال سينمائي من السنغال والصحافية المغربية ياسمين بلماحي ومن انكولا السينمائي زيزي كامبا. والفقرة الثالثة التي تضمنها حفل الافتتاح الذي احتضنه المركب الثقثافي للمدينة. اما فقرة التكريم فقد خصصت للمشخصة والمخرجة السينمائية البوركينابية . المشخصة البوركينابية ميمونة انداي والتي قدمها نور الدين الصايل على أنها قد درست الطب في بداية مشزوار حياتها خطئا لتعود الى عالم الفن والتي هي من أصول بوركينابية ولدت بباريس سنة 1977 وعاشت متنقلة بعدد من الدول الإفريقية بما فيها بلدها الأصلي بوركينا فاسو بالإضافة إلى السنغال والكونغو وساحل العاج البلد الذي كانت فيه انطلاقتها الاولى في مجال المسرح مع فرقة “يماكو”. وقد سطع نجمها في عالم السينما الإفريقية بعد أداء دور محامية في شريط “عين الإعصار” للمخرج البوركينابي سيكو طراوري سنة 2014 والذي حصلت به على أحسن دور نسائي في كل من مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة (الدورة 18/2013) وأيام قرطاج السينمائي بتونس ومهرجان واكدوكو للسينما ببوركينا فاسو بنفس السنة، الأمر الذي كان حافزا قويا لها للمضي نحو عالم الفن السابع فكرمت بعدد من المناسبات السينمائية كما أنها دخلت لمجال الإخراج السينمائي فأنجزت عدد من الأشرطة الوثائقية القصيرة. وبالدورة 19 / 2016 كانت ضمن لجنة تحكيم الجائزة الكبرى لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة والتي ترأسها الفيلسوف الفرنسي ادغار موران. وكانت شخصية الدورة 20 / 2017 لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة التي خلد فيها المهرجان ذكراه الأربعين. فهذه الحظوة التي جنتها من مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية جعلها تشعر بأنها واحدة من ساكنة المدينة كما جاء في كلمتها واعتبرت جواز السفر رغم أهميته كوثيقة هوية ليس له نفس الأهمية في علاقتها النفسية والروحية مع وطنها الثاني المغرب ومع مدينتها خريبكةالمدينة التي عاشت بها أقوى لحظات مسارها السينمائي . ويعتبر مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية واحد من المهرجانات السينمائية الذي ظل يعاني ليحقق الاستمرارية منذ ولادته سنة 1977، ويصل للدورة الواحدة والعشرون بنفس طعم سنوات السبعينيات طعم “الفكر النضالي” فواحد وعشرون دورة تحققت بنضالية صناعه وبدعم للشريك التاريخي والمبدئي مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وآخرون بتقديم قدم وتأخير أخرى؟