خلص مشاركون في الندوة الرئيسية التي أقيمت على هامش مهرجان السينما الافريقية بخريبكة ، والتي نظمت أمس الأحد بالمكتبة الوسائطية حول موضوع "السيناريو والسينما الافريقية" الى أن السيناريو يشكل مرحلة أساسية في إنجاز وصناعة الفيلم، لكن لا يضمن بالضرورة نوعيته وجودته. والى ذلك أوضح المشاركون خلال هذه الندوة، المنظمة على هامش فعاليات الدورة ال19 لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة (ما بين 16 و23 يوليوز الجاري) والتي قام بتسييرها مدير المهرجان السيد نور الدين الصايل ومشاركة كل من منصور صورا واد من السنغال، و ادريسا ودراوكو من بوركينافاسو، والكاتب والمخرج المغربي هشام العسري. الى أن الحوار الكلاسيكي الذي يخص علاقة السيناريو بالفيلم هو قابل لإعادة التفكير فيه اليوم أكثر من أي وقت مضى، خاصة وأن السيناريو الجيد لا يضمن إنجاز فيلم جيد وعلى العكس من ذلك فإن سيناريو رديء يمكن أن يعطي شريطا سينمائيا من مستوى جيد. وفسر نور الدين الصايل أمر اختيار السينمائي السنغالي منصور صورا واد للمشاركة في هذه الندوة ينبع من كونه واحدا من الجيل الثاني للسينمائيين الذين حملوا مشعل السينما السنغالية، حيث أسس إلى جانب مجموعة من أبناء جيله لسينما سينغالية وطنية تعالج سيناريوهات لقضايا المواطن الإفريقي. كما جاء اختيار ادريسا ودراوكو كواحد من أعلام السينما البوركينابية والذي ساهم إلى جانب سينمائيين آخرين في إشعاع السينما الإفريقية عبر مهرجان واغادوغو للسينما والتلفزيون بالعاصمة البوركينابية واقتسم مع العالم قضايا المجتمعات الإفريقية عبر السينما، ونالت أفلامه جوائز عديدة وحظيت بمتابعات نقدية بالمنابر الإعلامية، فيما جاء اختيار السينمائي المغربي هشام العسري اعتبارا لكونه كتب عدد من السيناريوهات ليس فقط للسينما وإنما كذلك للتلفزيون. وبخصوص اختيار مقاربة موضوع السيناريو وعلاقته بالفيلم، فقد أوضح نور الدين الصايل ، أن الاختيار أتى من كون السيناريو أضحى واحدا من المواضيع الكلاسيكية والمتكررة في السينما الإفريقية، مشيرين إلى أن هذا المكون في صناعة الفيلم، وعلى الرغم من أهميته، لا يضمن إنجاز وصناعة فيلم جيد ، كما أكد المشاركون في هذه الندوة الرئيسية للمهرجان على الأهمية الأساسية التي يكتسيها السيناريو في السينما الإفريقية، إذ يمثل أساس كل فيلم على المستوى الإبداعي، معتبرين أن السيناريو يعد وسيلة مجدية لرفع تمويل إنجاز وصناعة الفيلم. هذا وتعتبر الندوات الرئيسية لمهرجان السينما الافريقية ذات أهمية عالية ، في المجال السينمائي الوطني والافريقي ، وذلك حسب كل المشاركين، الذين خلصوا الى كونها تأتي لمراكمة النقاشات التي انطلقت مع الدورة الأولى للمهرجان سنة 1977 حول قضايا السينما الإفريقية والإجابة عن إشكالاتها بكافة جوانبها صناعة وتوزيعا وإبداعا من حيث المعالجة والكتابة السينمائية. يذكر أن حفل افتتاح هذه التظاهرة الفنية السنوية، الذي حضره سينمائيون ونقاد ومهتمون بالمجال السينمائي من 12 دولة، تميز بتكريم السينما التونسية ومن خلالها السينمائي التونسي الطاهر شريعة باعتباره أيقونة السينما الافريقية في تعددها وتنوعها. كما يذكر أن المسابقة الرسمية للدورة، التي تحتفي بالسينما الإثيوبية، تعرف مشاركة 15 فيلما تمثل 12 دولة إفريقية وهي تونس وإثيوبيا والجزائر وغينيا ورواندا ومصر وبوركينافاسو ومالي ونيجيريا وكوت ديفوار والبنين والمغرب، ستتنافس على مختلف جوائز المهرجان وعلى رأسها الجائزة الكبرى "عثمان صامبين" و الجائزة الثقافية الموازية "دون كيشوط – سينيفليا". يشار أيضا الى أن مدينة خريبكة ربحت قاعة سينمائية ، وقاعة عروض من المستوى العالي وذات مواصفات عالمية ، تندمج ضمن خزانة وسائطية ، تم انشاؤها مؤخرا بالمدينة ، من طرف مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ، وكان صاحب الجلالة هو من أعطى انطلاقة أشغالها خلال زيارته الأخيرة الى مدينة خريبكة.