عاش نزلاء السجن المركزي بالقنيطرة، يوم السبت الماضي، أمسية حملهم على إيقاعاتها سيد العود المغربي، الحاج يونس، إلى عالم ساحر اختلط فيه العود بالشعر والزجل، وذلك في إطار الدورة الجديدة للمقهى الثقافي. وتندرج هذه التظاهرة التي نظمتها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بشراكة مع دار الشعر بتطوان، تحت شعار «الشعر في السجون» ، في إطار الاحتفال باليوم الوطني للسجين، بهدف تشجيع السجناء على الاهتمام بالثقافة والتفاعل مع شخصيات من عالم الفن. وعرفت هذه الامسية، التي شارك فيها الشعراء أحمد لمسيح وعلية الإدريسي بوزيدي، ورشيد الياقوتي، قراءة مجموعة من القصائد الهادئة والتأملية، مصحوبة بمعزوفات موسيقية للحاج يونس، كما استمع السجناء الى قصائد لمسيح، أحد الأسماء البارزة في فن الزجل، والذي تلا فقرات من قصيدته «كلام داوي» مع وصلة للعود. وفي هذا الإطار، أكد مدير السجن المركزي بالقنيطرة، عبد الإله حافة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التظاهرة الثقافية تعكس انفتاح السجون على بيئتها من خلال تفاعل السجناء مع شخصيات بارزة من عالم الأدب، مضيفا أن هذه المبادرات تتيح للسجناء الفرصة لاكتشاف مواهبهم في مختلف المجالات الأدبية، من أجل إضفاء طابع إنساني على ظروف الاعتقال. من جانبه أكد مدير بيت الشعر بتطوان ، مخلص صغير، دور الأدب وأهمية ادماجه في بيئة السجون، بالنظر إلى المساهمة التي يمكن أن تقدمها الأنواع المختلفة في إعادة الإدماج، مضيفا أن بيت الشعر يسهر دائما على تنظيم مثل هذه التظاهرات بشكل منتظم. وأبرز أن التجربة التي تمت بشراكة مع المندوبية العامة لادارة السجون ساعدت في اكتشاف العديد من المواهب بين السجناء، مشيرا إلى الاتفاقية الموقعة بين المندوبية العامة ووزارة الثقافة والاتصال، والتي ستعزز مكان الشعر في السجن من خلال اغناء مكتبات السجون بأحدث المنشورات في هذا المجال. وتندرج هذه التظاهرة التي جاءت بعد لقاءات ثلاثة مع الكتاب حسن نجمي وياسين عدنان والميلودي شغموم في سجن القنيطرة المركزي، في إطار جيل جديد من المبادرات والبرامج التي تعتزم المندوبية العامة تعميمها من أجل تحسين القدرات المعرفية للسجناء واكتساب ذكاء اجتماعي جيد من خلال التفاعل مع المثقفين المغاربة.