جرفت الفيضانات ، مساء يوم السبت الماضي، طفلا يبلغ من العمر 12 سنة بمنطقة أيت هاني بتنغير، ولم يعرف مصيرسيارة رباعية الدفع جرفتها سيول مضايق دادس ، وهو نفس مصير سائق سيارة أخرى غرقت الجمعة الماضي بوادي دادس على مستوى دوار أيت أودينار وقد وجد رجال الوقاية المدنية صعوبة في العثور على السيارة . وقد جاء ذلك إثر الامطار الغزيرة التي هطلت على منطقة الجنوب الشرقي للمغرب ومنطقة الحوز، والتي أدت الى العديد من الخسائر المادية، حيث جرفت الحقول والمزروعات ورؤوس الماشية وهدمت القناطر و الطرقات وعزلت بعض المناطق عن الاخرى مما يبين مرة اخرى هشاشة البنيات التحتية خصوصا على مستوى الطرق، فالطريق الوطنية رقم 9 الرابطة بين مراكشوورزازات مقطوعة تماما منذ الساعات الاولى من يوم السبت بسبب الانهيار التام للطريق حيث أكد لنا مسافرون اتصلوا بنا هاتفيا من ممر تيشكا، أنهم محاصرون بفعل استحالة المرور من الطريق التي جرفتها مياه الفيضانات التي اكتسحت الوديان والشعاب، وأكدوا ان العديد من النقط في هذه الطريق سواء في الجانب التابع لتراب اقليمورزازات ام في الجانب التابع لاقليمالحوز، تضررت في اكثر من نقطة، إما بالهدم التام بفعل السيول او بسقوط الاحجار وتراكم أكوام ضخمة من الاتربة خاصة في مناطق أكويم وإغرم باقليمورزازات وتزليدة وزاركطن وتوفليحت في اتجاه توامة بإقليم الحوز، وتحدثت الانباء عن صعوبة فتح الطريق بسهولة ، لأن الأمر لا يتعلق بتراكم الأتربة، بل بالانهيار التام، ما يدعو الى البحث عن طريق منحرف لفك الحصار ريثما يتم التدخل لاعادة البناء. وبمناطق ايت يحيى بقلعة مكونة جرفت فيضانات وادي مكونة قنطرة ايت حمودن واجتاحت الحقول والمزروعات وجرفت الكثير من الطرق وحاصرت السكان في الضفة الاخرى للوادي. وهكذا يتبين بالفعل أن البنيات التحتية بهذه المناطق التي يتم التعامل معها لعقود من الزمان بصيغة المغرب غير النافع، بنيات هشة ومتدهورة إن لم نقل منعدمة، وهذه صرخة للطبيعة تفضح الواقع الذي لن تستطيع لا الحكومة ولا وسائل إعلامها الرسمية إخفاءها.