في الملتقى الجهوي الأول لشباب الوردة بجهة فاس- مكناس : احتضن المخيم الدولي التابع لوزارة الشباب والرياضة بمدينة الحاجب، أيام 16 17 و 18 نونبر الجاري، فعاليات الملتقى الجهوي الأول لشبيبة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجهة فاس- مكناس، تحت شعار «مشروعنا المجتمعي منطلق لتجاوز الأزمات السوسيو- اقتصادية لشباب مغرب اليوم». وقد افتتح هذه المحطة الشبابية بامتياز عضو المكتب السياسي للحزب محمد محب، بكلمة ذكر خلالها الحاضرين من الشباب والشابات الذين حلوا بمدينة الحاجب من جميع أقاليم الجهة، ذكرهم بأهمية اللقاء وبالظروف العامة المحيطة بانعقاد هذا الملتقى الجهوي الشبابي، خاصة ما يتعلق بتأسيس أفق جديد لشباب الوردة لإرساء دعائم وأسس المشروع السياسي والمجتمعي للحزب، اعتمادا على آليات التكوين والتأطير، وأشار في كلمته إلى السجل الذهبي للقادة المؤسسين لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذين يعتبرون نموذجا يحتذى به من طرف شباب اليوم، باعتبارهم قد انخرطوا في العمل السياسي منذ صغر سنهم، وأعطى على سبيل الذكر لا الحصرمثالا بالقياديين الكبيرين المهدي بنبركة وعبد الرحيم بوعبيد اللذين وقعا على وثيقة المطالبة بالاستقلال سنة 1944 و سنهما لا يتجاوز 24 سنة، وتمكنا من عضوية اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال آنذاك، وساهما خلال نهاية الخمسينيات في تأسيس حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والمنظمات الوطنية و خاصة منها المهتمة بتأطير الشباب و تكوينهم السياسي والثقافي، وأضاف أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مدرسة للسياسة تخرجت منها عدة قيادات تاريخية بلغت هرم التسيير بعد أن ترعرعت داخل منظمة الشبيبة الاتحادية، وبصمت تاريخها بكثير من الفخر والعطاء المثمر مثل محمد عابد الجابري،عمر بن جلون، إدريس لشكر و آخرون كثر…، كما أشار إلى أن أول الدروس التي يمكن استخلاصها واستلهامها عبر عمر ليس بقصير وتجارب رائدة وجبهات متعددة، قيادتها لمعركة الحداثة والدفاع عن المشروع المجتعي للحزب، وهي الرسالة ذاتها التي لاتزال شبيبة الحزب حاملة لها في وجه كل أشكال الرداءة والتقليدانية التي تحاول بعض الأطراف جر الفكر السياسي لها، إذ تصر الشبيبة الاتحادية، من خلال تعاقب أجيالها، على ترسيخ قيم الحداثة وتعميم الوعي وزرع الأمل في صفوف الشباب، عبر فتح الجدل السياسي والحوار البناء و الهادف، و أشار إلى أن شبيبة الوردة اليوم تعتبر درعا حصينا ضد المد الظلامي والتيئيسي، وتدافع بقوة و صمود عن مختلف القضايا الشبابية مما يسر لها عودة قوية للساحة الجامعية، واختتم كلمته بمتمنياته بالنجاح والتوفيق للملتقى التاريخي للشبيبة الاتحادية بالحاجب. الكاتب الإقليمي للحزب بالحاجب عبدالله الغيوان، خلال كلمته الترحيبية بالوفود المشاركة التي حضرت إلى المدينة رغم سوء الأحوال الجوية، قال إن احتضان هذه المدينة لهذا الملتقى المتميز وإن كان تشريفا لها فهو يعتبر كذلك تثمينا للتضحيات الجسام والمجهودات الجبارة التي قامت بها شبيبة الإقليم منذ تأسيس حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والذين كانوا وما زالوا بمركز القرار على المستوى الوطني، وساهموا بشكل كبير في تحسين موقع الحزب في جميع الاستحقاقات، وتمكن الحزب من اقتحام العالم القروي والظفر بتسيير جماعات ترابية بأغلبية مريحة، ودعا الشباب إلى المزيد من التعبئة والصمود باعتبارهم ركيزة المجتمع و دعامته الأساسية . بدوره تناول الكلمة، بداية هذا الملتقى التاريخي، الكاتب الوطني للشبيبة الاتحادية عبدالله الصيبري الذي أشار إلى حرصه على الحضور الشخصي بمدينة الحاجب لإعطاء شحنة قوية ونفس جديد لشبيبة جهة فاس- مكناس عامة وإقليم الحاجب خاصة، للانخراط في الدينامية التي أطلقها المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، وطالب شباب وشابات الجهة الحاضرين ومن خلالهم جميع شباب وشابات الوردة بالالتفاف حول منظمتهم الشبابية والتمسك بمبادئها الحداثية والدفاع عنها، عبر الانخراط في جميع معاركها الرامية إلى دعم الشباب من أجل تمكينهم من حقوقهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وأضاف أن المشروع التنموي الحالي غير قادر على الاستجابة لحاجيات الشباب وأن أي مشروع جديد لا يقوي حضور الشباب في المشهد السياسي والحياة المجتمعية لن يكون وضعه إلا باهتا و غير فعال في غياب مقاربة تشاركية مبنية على أسس علمية وأكاديمية. ودعا الكاتب الوطني الحاضرين ومن خلالهم باقي أعضاء المنظمة العتيدة إلى الانخراط بقوة في إنجاح هذه المحطات النموذجية في التأطير والتكوين باعتبار شباب الاتحاد نواة حقيقية لتصريف الفكر الاتحادي داخل المجتمع لاسترجاع الوهج، وأضاف أن نجاحات اقتحام فضاء الجامعات من جديد من طرف الطلبة الاتحاديين خير دليل و برهان قاطع على عودة المنظمة، وبشكل قوي، للانخراط في جميع المعارك من أجل تعبيد الطريق أمام العدالة الاجتماعية وللترافع عن مطالب الشباب . هذا وعرف الملتقى عدة ندوات وورشات أطرها مناضلون اتحاديون كان الهدف منها إتاحة فرص النقاش والتحليل للشباب الحاضر حول قضايا شبابية متنوعة من خلال نقاش جدي ومسؤول يروم إعادة الوهج للفعل الشبابي الاتحادي.