حين ينغمس المجلس الجماعي لمراكش في تلميع الواجهة وتأثيثها بالورود، فإن حظ الأحياء الشعبية الاخري هو الاهمال والتهميش ، ولعل ما يعانيه سكان المحاميد 9 المجاورون للدائرة الامنية 21، لخير دليل، حيث يعيشون وضعا أسوأ من الدواوير البعيدة كل البعد عن المجال الحضري مما يجعل حياتهم اليومية بئيسة بسبب القاذورات والاتربة والمتلاشيات المرمية في كل جانب.. ولم يقتصر الامر على ذلك فقط، بل إن حياتهم وحياة أبنائهم في خطر كبير لوجود حبال كهربائية على الارض كادت ان تؤدي الى كارثة حين اشتعلت فيها النيران سابقا، وبدل أن يوضع لها حل استبدلت المحروقة باخرى وتركت على ما هي عليه عارية على الارض دون اكتراث بالمخاطر التي تشكلها على حياة الناس خاصة الاطفال ممن قد يدفعهم شغبهم الطفولي الى اللعب بها . وهو ناقوس خطر موجه للجهات المعنية لتتحمل كامل المسؤولية عند وقوع اي كارثة لا قدر الله.. وقال بعض السكان في رسالة الى الجريدة بأنهم «يحملون المجلس البلدي مسؤولية الوضعية المزرية التي يوجد عليها الحي والتي تزداد مع الفصل المطير». وقالوا:»اننا استثمرنا أموالنا في بناء منازل نطمح ان تكون بيوتا سعيدة، فاذا بنا نجد انفسنا في بقعة منسية غائبة عن جداول المجالس البلدية المتعاقبة منذ أزيد من عشر سنوات في حين تنعم أحياء مجاورة بالنظافة والغطاء النباتي الاخضر والازقة المبلطة واعداد مجاري المياه الطرقية..» وأضافوا:»إذا اقتربنا من سكننا نضطر لركن سيارتنا بعيدا لعدم تأهيل اماكن لوقوف السيارات بالقرب منا بسبب ووجود موانع حديدية لا تسمح بمرور السيارات بين العمارات وقد وُضِعت في غياب المراقبة التقنية للمجالس البلدية مما يجعل الحي كشبه جزيرة معزولة..». إن ما جاء في رسالة سكان المحاميد 9 هو نموذج ينطبق على عدة احياء تغرق في بحر من الاهمال والتهميش واللامبالاة من طرف المجلس الجماعي الذي لا يعرف في تسييره سوى تلميع الواجهة وتبذير مالية المدينة في الكماليات ؟