تلبية لنداء حركة الممرضين وتقنيي الصحة، حجّ حوالي ألفي ممرض وممرضة من مختلف مدن المملكة، أول أمس السبت 10 نونبر 2018، إلى العاصمة الإدارية الرباط للمشاركة في مسيرة احتجاجية، انطلقت خطواتها الأولى حوالي الساعة العاشرة والنصف من أمام مقر وزارة الصحة في اتجاه شارع محمد الخامس، للتنديد بواقع الممارسة المهنية والدعوة إلى تحقيق جملة من المطالب التي ظل الممرضون وتقنيو الصحة ينادون بها منذ مدة ليست بالهينة، وعلى رأسها التعويض عن الأخطار المهنية، وتحقيق عدالة في هذا الصدد بين كافة المهنيين بالمؤسسات الصحية العمومية، بالنظر إلى أن الخطر المهني واحد. مسيرة رفعت خلالها لافتات ويافطات وصدحت عبر المسارات التي قطعتها حناجر المشاركين بشعارات تطالب بالإنصاف في التعويض عن الأخطار المهنية، والدعوة إلى إحداث هيئة لإنصاف الممرضات والممرضين حتى يمارسوا مهامهم في ظروف جيدة وقانونية. وأكد المحتجون أن الخطر في المستشفى هو واحد يسري على جميع مقدمي العلاجات، مستنكرين وجود تمييز في التعويض بين فئة وأخرى، وشددوا على كون الممرض معرض للخطر في كل لحظة ودقيقة، سواء الممرض في الصحة النفسية الذي قد يتعرض للاعتداء والعنف في كل حين، أو الممرض والتقني في المختبر المعرض للعدوى، أو الذي يمارس مهامه في المداشر وأعالي الجبال، وكل الممرضين والممرضات أينما تواجدوا. وندّد الغاضبون بإغلاق وزارة الصحة لأبواب الحوار وتملصها من كافة التزاماتها وتعهداتها كما هو الحال بالنسبة لمحضر يوليوز 2011، ودعوا إلى إحداث نظام تمثيلي هو عبارة عن هيئة تمثل الجسم التمريضي في المغرب، وإلى إخراج مصنف كفاءات للمهن لتحديد المهام والمسؤوليات التي هي على عاتق الممرضين حتى يدركوا جيدا ما لهم وما عليهم، وإعمال الحكامة والنزاهة، والتأكيد على ضرورة تشغيل الأطر العاطلة والقطع مع تهميش شُعب القبالة، الترويض، المساعدة الاجتماعية. زهير ماعزي، عضو لجنة الإعلام والتواصل بحركة ممرضي وتقنيي الصحة بالمغرب، أكّد في تصريح ل» الاتحاد الاشتراكي» أن المسيرة التي ندّدت بفشل المنظومة الصحية وطالبت بتحسين خدمات هذا المرفق الصحي ومحاربة الرشوة والفساد الإداري كانت ناجحة بكل المقاييس، موضحا أن المشاركين فيها دعوا إلى تنفيذ الملف المطلبي بنقاطه الست مع تصدير مطلب الإنصاف بخصوص التعويض عن الأخطار المهنية. وأوضح عضو لجنة الإعلام أنه تقرر اتخاذ خطوات احتجاجية جديدة عبر خوض المزيد من الإضرابات لمدة يومين وأكثر، وعدم الاكتفاء بيوم واحد، مع اللجوء إلى الاعتصام أمام وزارة الصحة بموازاة الإضراب الوطني القادم، وملاحقة وزير الصحة عبر تكثيف الاحتجاجات في التدشينات والأنشطة التي ينظمها في المستشفيات العمومية وخارجها، مع فتح باب التواصل مع البرلمانيين وممثلي الأحزاب السياسية وكافة أشكال الطيف النقابي، وكذا عموم المواطنين للتعريف بقضية الممرضات والممرضين، مؤكدا أن الممرضين قدموا خدمات جليلة للوطن ويمكنهم تقديم المزيد والمساهمة الإيجابية في إصلاح المنظومة الصحية التي دعا إليها جلالة الملك، الذي يعتز الممرضون والممرضات بالإشارة التي عبّر عنها حيال مهنيي الصحة عموما، التي وردت في بلاغ الديوان الملكي الأخير.