نظمت الجمعية المغربية لأمراض الجلد، يوما دراسيا حول مرض الصدفية بقصر المؤتمرات بالصخيرات، يوم السبت 29 أكتوبر 2018، تزامنا مع اليوم العالمي لمرض الصدفية، الذي يعتبر مرضا جلديا مزمنا.ويشكل هذا الحدث السنوي فرصة للنقاش الجماعي من أجل التعريف بطبيعة المرض، ورفع الوعي العام بشأنه وتصحيح المفاهيم الخاطئة المرتبطة به، إذ غالبا ما تسبب هذه المفاهيم شعورا لدى مرضى الصدفية بالعزلة عن مجتمعهم والأشخاص المحيطين بهم. p ما المقصود بمرض الصدفية وماهي أعراضه؟ n الصدفية هي مرض غير معد، وفي غالب الأحيان تكون الإصابة موضعية عبارة عن احمرار جلدي مكسو بقشرة حرفية سميكة بيضاء، يصيب غالبا الجلد فوق المرفقين والركبتين وأسفل الظهر وفروة الشعر، وقد يصيب أماكن أخرى متفرقة من الجسم كاليدين والرجلين والوجه، وفي بعض الحالات وإن كانت قليلة قد يصيب الجلد كله باحمرار، وهناك أيضا حالة يكون فيها الجلد مغطى ببثور مقيحة، إما في اليدين أو الرجلين، أو في باقي المناطق من الجلد. p ماهي أسباب الإصابة بالداء؟ n الإصابة بالصدفية يكون مردها وجود خلل في المناعة الذاتية للمريض، واستعداد وراثي للإصابة بهذا المرض، وهناك عوامل تؤدي إلى ظهور الداء أو تفاقمه، من قبيل التدخين وشرب الكحول، والإصابة ببعض الأمراض التعفنية كاللوزتين الناتجة عن «ستريبتكوك» بالنسبة للأطفال، وداء فقدان المناعة وكذا بعض الأدوية أيضا، التي قد تؤدي إلى ظهوره، بالإضافة إلى التوتر النفسي والقلق، إذ يؤدي ذلك إلى انتكاسة المريض. ان الصدفية مرض يصيب غالبا البالغين، لكنه يطال أيضا الأطفال وإن بشكل أقل، منذ الرضاعة إلى مرحلة الشيخوخة، ويكون الذكور عرضة له بنفس المستوى بالنسبة للإناث على حدّ سواء. p هل هناك أية معطيات عن انتشار المرض؟ n لقد أكدت دراسة علمية سبق أن قمنا بها بمشاركة أساتذة كليات الطب بدول المغرب العربي، والتي تم نشرها بإحدى المجلات الطبية العالمية، وكان الهدف منها مقاربة نسبة انتشار هذا المرض في دول المغرب العربي، أن حضور المرض في المغرب يتمثل في نسبة 1.5 في المئة، أي أننا إذا أخذنا 200 شخص، فإننا نجد 3 حالات تقريبا مصابة بالصدفية، أخذا بعين الاعتبار أن إحدى الدراسات سبق وأن أشارت إلى أن العدد التقريبي للمرضى هو يصل إلى حوالي 750 ألف مريض p ماهي التداعيات التي يتسبب فيها المرض وهل هناك علاج له؟ n إن مرض الصدفية يبقى في معظم حالاته مرضا موضعيا، لكن قد تكون هناك حالات يكون فيها الداء منتشرا في الجلد بأكمله، وقد يؤدي ذلك إلى اضطرابات عضوية، وكذلك الأمر بالنسبة لبعض أنواع الصدفية التي يكون فيها الجلد مكسوا بالبثور، وهناك التهاب المفاصل أو الروماتيزم الصدفي، كما تعتبر الصدفية أيضا من الأمراض المرتبطة بمتلازمة الأيض. لا يوجد علاج يقضي على المرض بصفة نهائية، لكن توجد علاجات تخفف منه، وقد تؤدي إلى علاج آثاره الجانبية والتهابات المفاصل، ولكن قد تظهر من جديد. هناك علاجات موضعية عبارة عن مرهمات تحتوي على الكورتيزون أو فيتامين د، أو مرهم يجمع بين الإثنين، بالإضافة إلى العلاج بالأشعة الشميسة فوق البنفسجية أ و باء، وهناك آليات بالمستشفيات الجامعية تستعمل هذه التقنية، وهناك عقاقير لها تأثير على المناعة «ميتوتركسات»، «سيكلوسبورين»، وعقار مكون من فيتامين أ، الذي اختفى من الأسواق المغربية. لقد تم مؤخرا تداول أدوية بيولوجية وهي باهظة الثمن ولانستطيع استعمالها إلا في حالات خاصة. p كلمة أخيرة؟ n يجب على المرضى مراقبة المرض حتى لا يتفاقم، والابتعاد عن بعض المواد التقليدية التي تؤدي إلى استفحاله، فإن لم يكن هناك علاج يقضي على المرض بشكل نهائي، فهناك أدوية تخفف من أعراضه وتؤدي إلى علاجه بشكل نسبي، أي أن عدد الإصابات الجلدية يكون أقل وكذلك آلام المفاصل يتم علاجها قبل وقوع تشوهات في المفاصل.
دعت الجمعية المغربية لأمراض الجلد، في بلاغ لها، كلاًّ من وزارة الصحة والوكالة الوطنية للتأمين الصحي إلى تقدير التأثير السلبي النفسي والعضوي لهذا المرض المزمن على المصابين به وعلى أقاربهم، وإدخاله ضمن لائحة المرضى المزمنة التي يتكفل بها نظام التغطية الصحية. وطالبت الجمعية بتمكين المرضى المغاربة من العلاجات البيولوجية وسائر العلاجات الموضعية والعامة حسب الحالات التي تستحق ذلك، وكذا توفير بعض الأدوية خاصة تلك التي اختفت من المغرب دون توفير بديل لها ، فضلا عن مساعدة المرضى على إحداث جمعية وطنية لمرضى الصدفية. البروفسور أمال سعيد* *رئيس قسم الأمراض الجلدية بمستشفى الرازي بمراكش