أشرنا في المقال الأول السابق الى العوامل المؤثرة في المسار الفكري لمحمد اديب السلاوي من خلال التكوين والنشاة والاحتكاك برواد الفكر الوطني ومن خلال الخبرة المهنية التي راكمها لعقود من الزمن داخل المغرب وخارجه سواء تعلق الأمر بالكتابة الصحفية أو من خلال التاليف النقدي الاكاديمي.. ونحن بصدد دراسة المتن النقدي للأستاذ محمد أديب السلاوي ومن خلال تتبعنا لمجموع ما كتبه عبر عقود من الزمن يفرض علينا هذا المبحث جملة من الأمور المنهجية وهي كالتالي : وجب علينا من الناحية المنهجية أن نميز بين الجانب الإعلامي المرتبط بتخصصه الصحفي كمحرر وسكرتير بصحف حزبية ومستقلة داخل الوطن وخارجه وبين الجانب الأكاديمي المقترن بالنقد إذ من غير الممكن إغفال هذين الشقين من طبيعة الكتابة النقدية لديه. نظرا لطبيعة التداخل وجب تقسيم هذا العمل الذي نود من خلاله البحث عن خصوصية هذا الخطاب النقدي من حيث الموضوعات والمنهج والأسلوب إلى محورين المحو المقالي والمحور النقدي المنهجي وذلك من أجل المقارنة بينهما.. الكتابة المقالية…الخصائص والبناء والمميزات الفنية. معلوم ان المقالة الصحفية تختلف عن طبيعة المقالة الادبية لانها ذات بنية فنية مستقلة لها ضوابطها المميزة ‘فهي بذلك تتطلب ممارسة مهنية في المجال الصحفي ذلك لان طبيعة هذا الخطاب تقتضي من كاتب المقال الصحفي ان يعي جيدا اساليب الكتابة الصحفية بدقة عالية… إن المقال الصحفي يعبر بشكل مباشر عن ايديولوجية الصحيفة أو عن آراء أصحابها فيما يتعلق بالاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية السائدة أو التي تشغل بال الراي العام. ويقتضي المقال الصحفي من جهة ثانية الشرح والتفسير والاعتماد على الادلة المقنعة والشواهد والبيانات والأرقام وجميع المعطيات الدقيقة التي يحتاجها كاتب المقال لاقناع قراء الصحيفة وجمهورها بمختلف فئاتهم ودرجات وعيهم ومستوى تفكيرهم.. ومادام موضوعنا محصور في الكتابة المقالية الصحفية عند الاستاذ محمد اديب السلاوي لا بد لنا من التقصي الموضوعي في الكشف عن طبيعة البنية الفنية لمقالاته العديدة التي تتجاوز العشرات غطت تقريبا مختلف القضايا الوطنية الهامة . ويمكن أن نقسم هذه المقالات حسب المجالات التي اشتغل عليها الى ما يلي: 1- المجال الثقافي والادبي والفني 2- المجال السياسي والحزبي 3- المجال الاجتماعي 4- المجال التربوي التعليمي 5- المجال اللغوي 6- المجال البشري،… وداخل كل مجال هناك العديد من المقالات التي سياتي الوقت لدراستها بعمق وإسهاب.. * التيمات التي تناولها الخطاب النقدي عند محمد اديب السلاوي. هناك تيمات كثيرة داخل هذا الخطاب النقدي منها ما يلي. المدرسة والتربية وشؤون التعليم اشكالية الحداثة والهوية اشكالية الديموقراطية وتجربة التناوب السياسي بالمغرب اشكالية الفساد والمفسدين وعلاقتهما بمشروع التنمية الطفولة والهشاشة الاجتماعية التشكيل والفنون البصرية المسرح وقضاياه ومشاكله القضية الفلسطينية وبطش الاحتلال الصهيوني الثقافة والتحولات المجتمعية العولمة ومتغيرات العصر.. إن هذه المحاور وهذه التيمات كما يبدو لي هي الجوهر الذي يتشكل منه خطابه النقدي وسنحاول أن نخصص هذا الجزء الاول من المبحث لذلك بحول الله تعالى.. يتبع….