اتهم المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة العمومية العضو في الفدرالية الديموقراطية للشغل، مدير المركز الاستشفائي الجهوي الفارابي بوجدة ب»الاستغلال المجحف لكل موارد المرفق العمومية»، مستدلا بأدلة وأرقام وصفها ب»المهولة» تثبت مدى الخروقات التي قام بها المسؤول المذكور. وأبرز المكتب النقابي، في بيان تتوفر «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منه، بأن «مدير المستشفى استهلك ما قيمته 10 ملايين سنتيم من الوجبات الغذائية المخصصة لموظفي المداومة، حيث «أصبحت حقا مشروعا له ولعائلته، وصار يستهلك أربع وجبات تؤخذ يوميا إلى منزله بواسطة سيارة الدولة وذلك لمدة تفوق السنة»، هذا إلى جانب استغلاله لسيارة الدولة لأغراض شخصية «سواء التنقلات من وجدة إلى القنيطرة، أو تنقلات أفراد عائلته في فصل الصيف للاستجمام بين وجدة والسعيدية». وكشف البيان، بأن ذات المسؤول قام بتفويت طلب سند البستنة «دون اعتماد المساطر القانونية ودون علم قسم الصفقات العمومية»، مشيرا إلى أنه «أسرع طلب سندات عرفه مستشفى الفارابي حيث تم في ظرف قياسي وتمت إجراءات استخلاصه بمنزل مدير المستشفى»، مع التأكيد على أن هذا الأمر «تم بشكل مبهم، كما أن مدة الأشغال أثارت مجموعة من الشكوك والتساؤلات كونها لم تتجاوز الشهرين». وقد أثار المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة العمومية (فدش)، الخروقات المذكورة إلى جانب مشاكل عديدة يتخبط فيها قطاع الصحة بإقليم وجدة، في لقاء جمعه مع المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بحضور مدير مستشفى الفارابي وممثلين عن مصلحة شبكة المؤسسات الصحية بوجدة ورئيسة قسم الشؤون الإدارية والاقتصادية بالمندوبية الإقليمية، حيث تم التطرق إلى «تسلط بعض المسؤولين وشططهم في استعمال السلطة في حق بعض الموظفين خصوصا بالمراكز الصحية»، وكذا إلى بعض التصرفات التي وصفت ب»اللامسؤولة» لبعض الموظفين في حق زملائهم في العمل. كما سلط المكتب النقابي الضوء على ما أصبح يعرف بالمتدربين المتطوعين، مبرزا بأن» تزايد عددهم أصبح يثير الشكوك والريبة»، الأمر الذي دفع أعضاء من المكتب إلى التقصي فاتضح لهم بأن غالبية هؤلاء المتدربين «لا يتوفرون على وثائق تخول لهم حق التواجد كمتدربين متطوعين»، وأوضح في هذا الإطار بأن «هذه الفوضى العارمة سمحت لبعض المتطفلين بالاتجار واستغلال المرضى مدعين أنهم موظفون بالمستشفى مما أصبح يسيء لسمعة المؤسسة وموظفيها». كما عبر المكتب النقابي عن استيائه من «المضايقات والاعتداءات اللفظية والجسدية المتكررة التي يتعرض لها الموظفون»، وطالب مدير المستشفى ب»الكف عن تحميل الطبقة الشغيلة مشاكل المستشفى والتوقف عن مجابهة الموظفين بالمواطنين».