نظم المكتب المسير للدفاع الحسني الجديدي واللاعبون والطاقم التقني والاداري والصحفيون حفل وداع على شرف المدرب عبد الرحيم طاليب، بعد نهاية الندوة الصحفية التي اعقت المباراة في جو مؤثر وحزين، إذ انهمرت الدموع من عينيه وهو يودع مكونات الفريق، كماتم القاء كلمات معبرة ومؤثرة في حقه. وخلال هذه الندوة شكر طاليب الصحافيين، الذين كانت تربطهم به علاقة أخوية لمدة ثلاث سنوات، بل أكثر من ذلك منذ سنة 2004، عندما ساهم في عودة الفريق إلى القسم الأول. وقال طاليب» لن أنساكم أبدا، فلقد كنتم خير سند للفريق في جميع الواجهات التي كان يلعب فيها»، معتبرا الصحفيين اللاعب رقم 13، الذي كان وراء الانجازات التي حققها الفريق في جميع التظاهرات، كما وجه شكره أيضا للجمهور الذي كان يشجع الفريق من بعيد دون الحضور الى الملعب، وطلب منه المسامحة، وإن أساء إليه في بعض الأحيان لكن دون إرادة، لأنه يعلم جيدا أنه يحب فريقه بالرغم من بعض التدخلات العنيفة لبعض الأنصار، كما شكر أيضا المكتب المسير، الذي كان بجانبه ووفر له جميع الظروف لتحقيق نتائج جيدة، واللاعبين الذين أوصلوا الفريق إلى هذا المستوى العالي، حتى أصبح يضرب به المثل على الصعيد الوطني. وأشار ، والدموع تنهمر من عينيه، إلى أنه حان وقت الرحيل عن الفريق بالرغم من الثقة الكبيرة التي وضعها فيه المكتب المسير، «لأن فوق طاقتك لا تلام، فرحيلي هو لأسباب صحية»، يؤكد طاليب لأن لديه مشكل في الركبة يقتضي إجراء عملية جراحية، لكنه لن ينسى هذا الفريق الذي سيبقى حاضرا في قلبه وجوارحه نظرا للعلاقة الطيبة، التي تربطه بهذه المدينة باعتباره أحد أبناء هذه المنطقة، وأن رحيله ليست له أية علاقة مع الإدارة التقنية. ومن جهته شكر عبد اللطيف المقتريض، رئيس الفريق، باسم جميع مكونات الفريق، عبد الرحيم طاليب، الذي حقق نتائج طيبة مع الفريق في ثلاث سنوات، عبر إنقاذه من النزول إلى القسم الثاني، وكذلك في البطولة وكأس العرش وعصبة الأبطال الافريقية، بالرغم من عدم فوزه بأي لقب، إلا أنه أاوصل الفريق إلى مستوى جد عال واصبحت له مكانة ضمن الأندية الوطنية. وأضاف أنه رافق طاليب لمدة ثلاثة سنوات، فوجده الأخ الأكبر والإنسان الخلوق، القريب من اللاعبين ويتواصل معهم بشكل جيد، إلى جانب تعامله الانساني مع الصحفيين والجمهور. وأوضح المقتريض أن طاليب طلب من المكتب المسير مع بداية هذا الموسم السماح له بإجراء عملية جراحية على ركبته، لكن ضغط المباريات على الواجهة الإفريقية والوطنية لم تكن تسمح بذلك، وطالبه بتأجيل ذلك إلى وقت لاحق. وبدوره ألقى هشام الدميعي، مدرب أولمبيك آسفي، كلمة في حق طاليب أوضح فيها أن بصمته كانت واضحة داخل الدفاع الجديدي، الذي أصبح فريقا قويا يضرب به المثل، وأن اللعب ضده هو تحدي، لأنه غالبا ما يجد صعوبة كبيرة في فك طلاسم الخطط التقنية التي يلعب بها، متمنيا له الشفاء العاجل والعودة السريعة إلى ميدان التدريب، فهو إطار وطني تعلم منه الشيء الكثير، ومازالت كرة القدم الوطنية محتاجة اليه. كما ألقى أيضا يوسف أكردوم عميد الفريق كلمة أشاد فيها بخصال طاليب والمعاملة الاخوية والإنسانية التي كان يعامل بها اللاعبين، وأنه كان له فضل كبير في المستوى الذي وصلوا اليه، وأعطى للفريق مكانة محترمة على الصعيد الوطني. ومن جانبه أشاد مصطفى الناسي، باسم جمعية الصحافة بالجديدة، بالمجهودات الكبيرة التي بدلها طاليب منذ سنة 2004 من أجل عودة الفريق إلى القسم الأول، وأيضا خلال الثلاث سنوات الأخيرة بإنقاذ الفريق من النزول، وحصد نتائج جيدة على المستوى الوطني والافريقي، وتعامله الايجابي مع الصحفيين وتسهيل المهام أمامهم، وتمنى له الشفاء العاجل والعودة السريعة الى الميادين لخدمة كرة القدم الوطنية. وتساءل الناسي عما إذا كانت طريق الفريق ستستقيم الطريق فعلا برحيل طاليب، مشبها وضعية المكتب المسير الحالي كالذين لم يطرقوا الجدران وهم يموتون اختناقا مثلما جاء في رواية رجال في الشمس.