تسببت جرافة أول أمس الأحد، كانت تقوم بأشغال حفر بورش إعادة بناء وتوسعة قنطرة بنديبان بشارع الجيش الملكي، في تدمير قناة رئيسية للماء الصالح للشرب، مما نجم عنه انفجار هائل للمياه، التي تدفقت بشكل عمودي على ارتفاع فاق 15 متر. وحسب مصادر متطابقة فإن الحادث وقع قبيل منتصف اليوم، واستمر تسرب المياه لأزيد من أربع ساعات، في غياب تام لشركة أمانديس المفوض لها تدبير مرفق الماء والكهرباء، حيث حاول عمال الورش عبثا ردم القناة في محاولة للحد في التدفق الهائل للمياه، لكن محاولاتهم لم تجد نفعا. وقدرت المصادر حجم الضياع بآلاف الأمتار المكعبة من هاته المادة الحيوية، بسبب تقاعس الشركة الفرنسية عن التدخل في الوقت المناسب. وعلى صعيد آخر تسبب هذا الحادث في إحداث إرباك كبير للمقاولة المكلفة بإعادة بناء وتوسيع قنطرة بنديبان الواقعة على المحور الطرقي شارع الجيش الملكي، الرابط بين طنجة والرباط، وهو المحور الذي تم إغلاقه في وجه حركة السير منذ ما يزيد عن الشهر، حيث تجري الأشغال ليل نهار، على أمل احترام الأجال المحددة لفتح القنطرة في وجه حركية السير مع حلول شهر فبراير المقبل، لكن يبدو أن الأمطار القوية التي شهدتها المدينة في الأيام الأخيرة، بالإضافة إلى حادث انفجار قناة المياه، سيجعل من الصعب جدا احترام الأجال المحددة. مما يعني استمرار معاناة ساكنة المدينة مع الاختناق المروري الغير مسبوق الذي تعرفه طنجة، جراء إغلاق أهم المحاور الطرقية بوسط المدينة، لفسح المجال أمام إنجاز ممرات تحت أرضية مندرجة في إطار مشاريع طنجة الكبرى.