في رسالة موجهة من طرف مرضى وذوي مرضى القصور الكلوي بمدينة سوق أربعاء الغرب إلى السيدة والي جهة الغرب الشراردة بني احسن (توصلت الاتحاد الاشتراكي بنسخة منها) يطالب هؤلاء «بإنقاذهم من المعاناة والموت البطيء». ففي ذات الرسالة التي تعرض معاناة هؤلاء المرضى وذويهم على السواء، يبسط الضحايا مأساتهم المتمثلة في الرحلات الأسبوعية الدائمة إلى مراكز التصفية بالقنيطرة، حيث يقطعون حوالي 80 كلم، وقد تصل إلى 100 كلم بالنسبة لسكان البوادي، مع ما يترتّب عن ذلك من إرهاق مادّي ومعنويّ منذ عدة سنوات، وهو الأمر الذي خلّف جروحا وآلاما نفسية لدى هؤلاء المرضى ، كما تصف ذات الرسالة، هذه المعاناة التي كان يمكن لها أن تتوقّف لو أنّ المسؤولين فكّروا في وضع مرضى القصور القصور الكلوي بسوق الأربعاء الغرب وأعطوا أوامرهم لفتح مركز تصفية الدم بهذه المدينة والمغلق منذ تشييده قبل أزيد من سنتين. كما يتوسّل هؤلاء المرضى للجهات المعنية مساعدتهم في عمليات التنقل شبه اليوميّ ( في انتظار فتح مركز التصفية) بتخصيص إحدى سيارات الإسعاف بالمدينة. من جهة أخرى وكما أفادت للجريدة مصادر مطّلعة فإنّ الجهات المعنية كلّ يرمي بالكرة في ملعب الآخر، فالمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة تقول بأنّ المركز جاهز من حيث المعدات والآليات، في انتظار أوامر ولاية القنيطرة على عهد الوالي السابق، بينما هذه الأخيرة تعزو أسباب عدم فتح المركز إلى ضيق مساحته، وإلى الرغبة في توسيعه، وقد تمّ الشروع فيه بالفعل لاسيما بعد زيارة السيدة والي جهة الغرب الشراردة بني احسن، التي أعطت أوامرها بالتعجيل بإنهاء الأشغال و فتح المركز، وهي الأشغال التي حُدّد أجلها في شهرين، غير أنّه إلى الآن وبعد ما يقارب الأربعة أشهر لايزال المركز على حاله، كما عاينت الاتحاد الاشتراكي . ولاتزال معاناة المرضى مستمرة، سواء من حيث مصاريف وعناء التنقل، أو من حيث ما يلاقيه المرضى وذووهم بمركز تصفية الدم الوحيد بمستشفى الإدريسي بالقنيطرة، الذي يستقبل مرضى ثلاث مدن أو أربع ، أضف إلى ذلك أنه لا يعمل مساء الأربعاء ويوم السبت، ويقفل أبوابه في الساعة الرابعة، الأمر الذي يضاعف مأساة هؤلاء المرضى الذين يحتاجون إلى تصفية الدم مرتين في الأسبوع على الأقل بمبلغ 700 درهم للحصة عدا مصاريف الدواء والتنقل، تصرّح للجريدة زوجة أحد المرضى. وفي عريضة مطلبيّة مرفقة (تحتفظ الجريدة بنسخة منها) وقع عليها 13 شخصا من مرضى القصور الكلوي بمدينة سوق أربعاء الغرب والبالغ عددهم 51 مريضا، يطالبون من خلالها الجهات المختصة بالتدخل العاجل للعمل على فتح المركز الخاص بمرضى القصور الكلوي المتواجد بمستشفى الزبير سكيرج، والذي لايزال مجرد بناية حجرية خاوية على عروشها ومقفلة في وجه من هم في مسيس الحاجة لخدماتها من مرضى المدينة وأبنائها. فهل سيستجيب المسؤولون للصرخات المتتالية لهؤلاء المرضى ويضعون حدّا لمعاناتهم مع المرض من جهة وتكاليف ومشاق التنقل لعلاجه من جهة ثانية ؟