مازالت معاناة مرضى القصور الكلوي بمدينة سيدي يحيى الغرب والضواحي تتواصل في ظل غياب مركز لتصفية الدم خاص بهذه الفئة في مدينة تتوسع يوما بعد يوم، ويتم تسجيل حالات جديدة يوميا للمرضى، الذين يدرجون ضمن لائحة الانتظار قد تمكنهم من الاستفادة في وقت لاحق من حصص التصفية بالمركب الجهوي الاستشفائي بالقنيطرة، الذي يتوافد عليه المرضى من مختلف المناطق بإقليميالقنيطرةوسيدي سليمان على مدار السنة، حيث يتم تسجيل حالات يومية بلوائح الانتظار التي يبقى مصيرها مجهولا أمام تنامي المضاعفات المرضية للقصور الكلوي، الأمر الذي يثير في نظر المراقبين إشكالات وقضايا ذات أبعاد إنسانية واجتماعية صرفة، يتقاسمها أقارب الضحايا وأهاليهم بشكل مزمن أمام ما يطرح من إكراهات الاستفادة تحت طائلة ذرائع محدودية الأسرة المخصصة للتصفية والعلاجات. ويتساءل المتضررون إلى متى ستستمر معاناة مرضى القصور الكلوي بمدينة سيدي يحيى الغرب في غياب مركز للتصفية، خاصة وأن معظمهم يجدون صعوبات في الحصول على الأدوية والتحاليل، حيث يعيشون جحيما حقيقيا. ومنهم من يتمنى الموت الذي سيكون في نظره راحة لعائلته المعوزة التي لا تتوفر على لقمة العيش . وهو ما أصبح يتطلب في نظرهم إيجاد حل للحد من محنة ضحايا القصور الكلوي بالمدينة، والذين يتوزعون بين مراكز التصفية الخاصة ومستشفى الإدريسي بالقنيطرة، حيث يتنقلون عبر سيارات خاصة أو حافلة من نوع «فيات» التي وفرتها لهم عمالة إقليمسيدي سليمان في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وذلك لفائدة جمعية الأمل لدعم ومساندة مرضى القصور الكلوي وداء السكري، من أجل نقل المرضى بين سيدي يحيى الغرب والقنيطرة ذهابا وإيابا مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، إذ أنه رغم توفر هذه الوسيلة إلا أن هذا التنقل يعتبرونه رحلات شاقة ومتعبة، خاصة عند عودتهم بعد حصة تصفية الكلي، ناهيك عن المصاريف التي تتكبدها الجمعية من مال أعضائها ومنحة الجماعة القروية لعامر السفلية، التي لا تغطي سوى أيام قليلة من المصاريف في غياب الدعم المالي من طرف الجهات المختصة. وكشف «محمد حكوش» رئيس جمعية الأمل لدعم ومساندة مرضى القصور الكلوي وداء السكري بسيدي يحيى الغرب ل "الأحداث المغربية " أن الجمعية تتوفر على أربعة آلات لتصفية الدم وآلة واحدة لتصفية الماء منذ 2009، وتعهد وقتها المندوب الجهوي لوزارة الصحة بالقنيطرة بتمكين الجمعية من دار الولادة المغلقة بسيدي يحيى الغرب بعد بناء دار الولادة حديثة من طرف الدولة اليابانية، وتوفير الأطر الطبية لإحداث مركز للتصفية بالمدينة، غير أن وعود المندوب الجهوي لم تتحقق على أرض الواقع بعد انتقاله، حيث رفض من عوضه تسليم مقر دار الولادة المغلقة للجمعية بدعوى أنه لم يتوصل بأي رد من الوزارة على مراسلته في هذا الشأن. وأضاف ذات المصدر أن الجمعية وأمام تلكؤ وزارة الصحة، التي لم تول أي اهتمام لمرضى القصور الكلوي بالمدينة وضواحيها، الذين تكاثروا مع مرور الأيام والشهور، التجأت إلى عامل إقليمسيدي سليمان ومجلسه الإقليمي وتحاورت معهم في عدة اجتماعات طيلة شهور، أسفرت عن تخصيص حافلة لنقل المرضى إلى القنيطرة تسلمتها الجمعية خلال الاحتفال بعيد الشباب الماضي. كما تم تخصيص 206 مليون سنتيم من ميزانية المجلس الإقليمي لعمالة سيدي سليمان تضاف إلى 160 مليون سنتيم من ميزانية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل بناء مقر جديد لتصفية الدم بسيدي يحيى الغرب مع تحديد البقعة الأرضية، التي سيتم فوقها هذا المركز، غير أن الجمعية، حسب رئيسها، لا زالت تنتظر منذ سنة 2012 الحصول على الترخيص من وزارة الصحة التي سبق مراسلتها للشروع في بناء مركز تصفية الدم، خاصة أن الاعتمادات المالية المقدرة ب 366 مليون سنتيم متوفرة. وتطالب الجمعية على لسان رئيسها الإسراع بالترخيص لإحداث مركز لتصفية الدم، خصوصا أن هذا المركز لن يكلف وزارة الصحة سوى تعيين طبيب مختص وممرض للسهر على إنقاذ مرضى ومريضات يخضعون لتصفية الكلي بالقنيطرة، والتخفيف من معاناة التنقل، والتخفيف من محنة مرضى القصور الكلوي، الذين يبقى مصير بعضهم مجهولا أمام تنامي المضاعفات المرضية، حيث يقضي أحدهم نحبه بين أهله وأقاربه في ظروف مأساوية كما هو الشأن لشابة في مقتبل العمر ورجل مسن لقيا حتفهما مؤخرا. سيدي يحيى الغرب : محمد لحليبة