بدأ الروبوت «فايلاي» الجمعة الماضي بأعمال حفر على سطح المذنب «تشوري» الذي هبط عليه قبل يومين، لكن نتائج هذه الأعمال قد لا تصل إلى الأرض، بسبب مشكلة الطاقة التي يواجهها، بحسب ما أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية. وقال ستيفان أوليماك المسؤول عن «فايلاي» في مؤتمر صحافي «لسنا متأكدين من أن الطاقة في بطارية الروبوت تكفي لنقل المعطيات إلينا في الاتصال المقبل». فساعات عمل الروبوت على سطح هذا المذنب «67 بي-تشوريوموف-غيراسيمنكو» الواقع حاليا على بعد أكثر من 500 مليون كيلومتر عن كوكبنا، قد تكون معدودة. وقال فيليب غودون مدير مشروع «روزيتا» في المركز الوطني الفرنسي لدراسات الفضاء في حديث لوكالة فرانس برس «لم يعد أمامنا سوى ساعات قليلة قبل أن تنفد البطارية، بعد ذلك كان ينبغي أن تبدأ البطاريات الشمسية بالعمل، لكن الروبوت واقع في الظلمة». ويعود السبب في ذلك إلى أن الروبوت، أثناء هبوطه على سطح المذنب، ارتد مرتين بسبب ضعف جاذبية المذنب وبسبب تعطل الجهاز المخصص لتثبيته بقوة على سطحه، فانتقل إلى مكان آخر بين صخور لا تصله أشعة الشمس بشكل كاف، والبطارية الأساسية مصممة لتعمل 60 ساعة، وقد تبقى منها ساعات قليلة. وتمكن «فايلاي» بفضل أجهزته من إجراء مسح ضوئي لباطن المذنب، ودراسة حقله المغناطيسي، والتقاط صور للسطح، وتحليل الجزيئات المركبة المتناثرة على سطحه. ويبحث الروبوت في المذنب عن جزيئات عضوية يرجح أن تكون جزيئات مثلها من مذنبات أخرى ساهمت في ظهور الحياة على كوكب الأرض، إذ إن المذنبات هي الأجرام الأكثر قدما في المجموعة الشمسية. وتردد العلماء حول ما إن كان ينبغي القيام بأعمال حفر أم لا، والسبب في ذلك أن الجهاز المصمم لتثبيت الروبوت بسطح المذنب لم يعمل، وجاذبية المذنب الذي يوازي حجمه حجم جبل صغير لا تكفي لتثبيته. لكن فيليب غودون قلل في وقت سابق من أهمية ذلك قائلا إنه حتى في حال لم تتم أعمال الحفر «سنكون قد حصلنا على ما بين 70 إلى 80% من المعلومات التي كنا نأمل الحصول عليها» من المرحلة الأولى من التشغيل المعتمدة على البطاريات الأساسية. وكان «فايلاي» انفصل ظهر الأربعاء الماضي عن المركبة الأوروبية «روزيتا»، متجها إلى المذنب، ثم هبط على سطحه، وجرت هذه العملية الشديدة التعقيد على بعد أكثر من 500 مليون كيلومتر عن كوكب الأرض. وأمضت مركبة «روزيتا» عشر سنوات في الفضاء، قطعت خلالها 6,5 مليار كيلومتر وهي تتعقب المذنب، إلى أن وصلت إلى جواره في الثالث عشر من غشت الماضي.