منعت الشرطة، أول أمس السبت، مكفوفين من استئناف اعتصام كانوا يخوضونه في مبنى وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية للمطالبة بالتوظيف، وذلك إثر عودتهم من مسيرة احتجاجية «تأبينا»لرفيقهم صابر الحلوي الذي لقي مصرعه قبل أيام إثر سقوطه من سطح المبنى. وأنذرت الشرطة المكفوفين بالابتعاد عن مقر الوزارة، حيث كانوا يعتصمون، قبل أن تتدخل لإبعادهم ما أسفر عن بعض الإصابات في صفوفهم. وقال مسؤول أمني لوكالة فرانس برس إن «الهدف هو إخلاء مدخل المبنى ومحيطه»، مشيرا إلى أن»18 فردا ما زالوا فوق سطحه منذ ما يزيد عن أسبوعين». وأصر بعض المحتجين على البقاء في جنبات المبنى يحيط بهم أفراد من قوات الأمن. وسار مئات المكفوفين قبل ذلك في مسيرة احتجاجية، استمرت قرابة الساعتين، من مبنى الوزارة إلى مقر البرلمان وسط الرباط تحت شمس حارة دون أية حوادث. وردد المتظاهرون شعارات تطالب بإقالة وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية بسيمة الحقاوي محملينها مسؤولية الحادث الذي أودى بحياة رفيقهم. وقالت عضو»التنسيقية الوطنية للمكفوفين المعطلين حاملي الشهادات» حياة بونضة (31 سنة) لوكالة فرانس برس إن «الحلوي توفي نتيجة الإهمال والتجاهل الذي قوبلنا به، لقد قطعوا عنا الماء والكهرباء والتزود بالطعام لإجبارنا على المغادرة بدل الاستجابة لمطالبنا». وأضافت «نطالب جلالة الملك بالتدخل لحل ملفنا (…) لن نفك اعتصامنا إلا إذا أخرجونا بالقوة». وشارك في المسيرة مكفوفون قدموا من مدن مختلفة بينهم شباب وكهول ونساء ورجال، ورفعوا لافتات وشعارات تخلد ذكرى «الشهيد» صابر الحلوي وأخرى تؤكد مطالبتهم بالتوظيف. وقال جمال أزروال (33 سنة) «أنا حاصل على إجازتين في الترويض الطبي والآداب وأطالب بعمل في القطاع العام (…) ومحاسبة كل المسؤولين عن مقتل الشهيد الحلوي». وكانت الوزارة أعربت في بيان أصدرته يوم الحادث عن «عميق الحزن والأسف على هذا الحادث الأليم»، مشيرة إلى فتح تحقيق «تحت إشراف النيابة العامة». واقتحم عشرات المكفوفين مبنى الوزارة واعتصموا على سطحه منذ 26 شتنبر، ويهددون بالانتحار ما لم يحصلوا على وظائف في القطاع العام، على اعتبار أنه يوفر ضمانات أكبر للاستقرار في العمل. وتطال البطالة في المغرب أربعة من كل عشرة شباب في الوسط الحضري، وتمثل معضلة اجتماعية. وتصل نسبة البطالة في صفوف ذوي الاحتياجات الخاصة في البلاد إلى 47,65 بالمئة أي أربع مرات أكثر من المعدل الوطني فيما يضم المغرب 2,3 مليون معوق على ما أظهرت دراسة نشرتها وزارة الأسرة.