انطلق السباق نحو الجيل الخامس للأنترنيت، والذي سيشكل الميدان الجديد للمنافسة بين الفاعلين . ويعتمد هذا الجيل حصريا على شبكة الألياف البصرية، التي بدونها لن يعود بإمكان متعهدي الاتصالات مواكبة الحاجيات المتزايدة للمستهلكين، أفرادا ومقاولات، كما لن يكون بإمكان البلاد مسايرة متطلبات الاقتصاد الرقمي الجديد ومتطلبات اقتصاد المعرفة، وبالتالي سيحكم عليها بأن تبقى خارج العصر. وقد أصبحت الألياف البصرية اليوم ضرورية لولوج العالم الجديد، عالم المحتوى السمعي البصري الغني والتطبيقات في مختلف المجالات، خاصة الصحة والتعليم والتكوين، دون إغفال الوقع الاقتصادي والاجتماعي الكبير وعشرات الآلاف من فرص الشغل الجديدة عبر الأنترنيت التي ستفتح أمام الشباب والنساء. لذلك يعتبر نشر شبكات الألياف البصرية والبنيات التحتية الخاصة بها أمرا ضروريا لتطوير خدمات الصبيب العالي وتحقيق نمو السوق الرقمي. وحسب الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات فقد بلغ عدد المشتركين في شبكة الربط بالألياف البصرية إلى غاية المنزل (FTTH) 36347 مشتركا في نهاية 2017 مقابل 10657 مشتركا في 2016، أي بزيادة تناهز 241 في المئة، وذلك مقابل نمو للعدد الإجمالي للمشتركين في خدمات الأنترنيت ذي الصبيب العالي بنسبة 8 في المئة خلال نفس الفترة ليصل 1.32 مليون مشترك. وارتفعت حصة مشتركي الربط إلى المنزل بالألياف البصرية من بين العدد الإجمالي لمشتركي الانترنيت عالي الصبيب خلال نفس الفترة من0.86 في المئة في 2016 إلى 2.75 في المئة في 2017. ومن أجل مواكبة وضع التكنولوجيا الجديدة للأنترنيت ذي الصبيب العالي كالألياف البصرية والجيل الخامس وغيرهما، بات من الضروري على كل فاعل في الاتصالات أن يقوّي،وباستمرار، نطاق التردد الدولي الخاص به. وفي جهودها لاستباق هذه التحولات العميقة التي سيقبل عليها القطاع، أطلقت اتصالات المغرب عرضها للربط بالألياف البصرية في فبراير 2018، بصبيب يصل إلى 200 ميغا، وفي يونيو 2018 خفضت اتصالات المغرب أسعار تجهيزات الربط بالألياف البصرية لتمكين أكبر عدد من المستهلكين من ولوج هذه التكنولوجيا الجديدة. وباستثمارات تفوق 10 ملايير درهم، تسعى اتصالات المغرب للحفاظ على دورها الريادي في مجال الانترنيت عالي الصبيب والصبيب العالي جدا في المغرب، فعلى مستوى سوق التقسيط للأنترنيت الثابت ذي الصبيب العالي والعالي جدا، تحوز اتصالات المغرب على حصة سوق تناهز 99.6 في المئة من حظيرة المشتركين بفضل الشبكة التاريخية للشركة، حسب الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات. وتعتزم شركة اتصالات المغرب الحفاظ على مكانتها الريادية بالنسبة للجيل الجديد من الأنترنيت عبر الألياف البصرية من خلال الاستباق إلى إنجاز الاستثمارات الضرورية لذلك. وإذا كان توفرها على شبكة تاريخية من حلقة الأسلاك النحاسية قد منحها امتيازا وسبقا تاريخيا بالنسبة للشبكات التقليدية، فالأمر يختلف في ما يتعلق بالتكنولوجيا الجديدة للألياف البصرية، إذ أن كل الشركات تنطلق تقريبا من نفس المستوى، ولا توجد أية حواجز لولوج السوق. وتواجه اتصالات المغرب نمو حركة رواج الأنترنت من خلال الاستثمار في معدات شبكة ذات سعة كبيرة تمكن من تصريف حركة الأنترنت ذي الصبيب العالي، تمهيدا للانتقال التكنولوجي القادم. وفي هذا الصدد، تعمل مجموعة اتصالات المغرب، وبشكل متواصل، على توسيع نطاق التردد، على حد سواء على مستوى شبكات الولوج والهيكل الأساسي لشبكة الأنترنيت ودوليا عبر الكوابل البحرية، من أجل مسايرة تطور الاستعمالات. وفي هذا السياق هيأت اتصالات المغرب حتى الآن 3 كابلات للألياف البصرية على رأسها الكابل الأرضي “Transafricain” العابر لإفريقيا الذي يبلغ قرابة 6000 كيلومتر ويربط بين المغرب وبوركينا فاسو والنيجر ومالي وموريتانيا، والذي دشنه جلالة الملك في عام 2014، وثانيها الكابل البحري اللوكوس “Loukkos “، والذي يربط أصيلة مع روتا-إشبيلية في إسبانيا وتم افتتاحه في سنة 2012، فضلا عن الكابل التاريخي المعروف ” Atlas Offshore ” ، الكابل البحري الذي يبلغ طوله 1.634 كم ويربط أصيلة مع مرسيليا، والذي تم تدشينه منذ 2006. وقد مكنت هذه الاستثمارات الضخمة من تعزيز قدرة الفاعل التاريخي على التأقلم السريع مع المستجدات التكنولوجية المتسارعة التي تطرأ على القطاع دوليا، وهو ما جعل اتصالات المغرب أكثر جاهزية لاستقبال وتدبير هذه التكنولوجيا، ورفع “الطاقة الإنتاجية” في هذا المجال، فما بين سنتي 2015 و2018، زادت اتصالات المغرب قدرة عرض النطاق الترددي أربعة أضعاف (بحيث مرت من 370 جيغابايت / ثانية خلال 2015 إلى أزيد من1 تيرا/ ثانية في نهاية غشت 2018).